مشكلة الحكومة الحالية هى فشلها فى التواصل مع الإعلام، فقد خلطت خارطة الطريق بالحديث عن التصالح، وتحدثت عن قانون حسن النية فى الوقت الذى كانت تبحث فيه قانونى الحق فى التظاهر ومكافحة الإرهاب، وتعاملت على أنها حكومة انتقالية مؤقتة، رغم أن دورها أساسى ومؤسسى، ويقع على عاتقها إجراء ثلاثة استحقاقات مهمة هى الاستفتاء على الدستور، وإجراء الانتخابات البرلمانية ثم الانتخابات الرئاسية، هذه الحكومة لم تقنع المواطنين بأدائها فأطلقوا عليها حكومة الأيادى المرتعشة، الرئيس عدلى منصور قال إنه لن يغيرها، ومجلس الوزراء نفسه قال لا يوجد تغيير فى الحكومة، والشعب غير راض عن الأداء. ليس كل الحكومة مقصرة، يوجد وزراء يستحقون التقدير على أدائهم رغم الظروف الصعبة، فمثلًا لا يمكن انكار جهود اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية فى توفير الأمن للمواطنين والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية رغم تعرضه لمحاولة اغتيال، وجهود منير فخرى عبدالنور وزير الصناعة فى إصلاح ما أفسده الدهر فى قطاع الصناعة وسعيه لفتح المصانع المغلقة وتوفير مستلزمات الصناعة والحفاظ على سعر معقول للسلع والخدمات الصناعية وإجراء توازن معقول بين التصدير وتوفير احتياجات الشعب، ودور وزير التربية والتعليم الدكتور محمود أبوالنصر فى الخروج بالعام الدراسى إلى بر الأمان رغم الممارسات السيئة للمعلمين الذين ينتمون إلى الإخوان، وجهود وزير التموين اللواء محمد أبوشادى فى توفير الخبز والسلع الغذائية وأنبوبة البوتاجاز ودخوله فى حرب مع التجار على التسعيرة، وجهود وزير المالية الدكتور أحمد جلال فى خفض عجز الموازنة، وتحصيل الضرائب، وتوفير الحد الأدنى للأجور وصرفه فى مواعيده، وجهود وزير السياحة هشام زعزوع فى جذب السائحين إلى مصر وفتح أسواق جديدة. وهناك وزراء لابد أن يرحلوا، هناك وزارة لا نعرف حتى الآن الدور الذى تقوم به وهى وزارة العدالة الانتقالية رغم أن على رأسها رجل قضاء فاضلًا أمين المهدى، هناك مشاكل تواجه هذه الوزارة فى القيام بدورها، رغم أنه كان ينتظر منها دور كبير فى تخفيف أعباء المرحلة الانتقالية، وزيرة الصحة الدكتورة مها الرباط أين أنت، الأمراض المزمنة تنهش فى المرضى، ومعظم الأدوية غير متوافرة، وشعار المستشفيات ثابت «الداخل مفقود والخارج مولود». الفقراء أصبحوا يتمنون الموت بدلا من الإهانة التى يتعرضون لها على أبواب المستشفيات التى ترفع شعار «نأسف لا توجد أسرة»، ولا مكان فى العناية المركزة، المستشفيات الاستثمارية تحجز على جثث غير القادرين على سداد الفواتير «موته وخراب ديار» لأسرهم. يا وزير الزراعة أيمن أبوحديد الأراضى الزراعية تحولت إلى حقول للأسمنت والفلاحون هجروا ما تبقى من أراض زراعية لعدم توافر مستلزمات الانتاج، وخاصة السماد. يا وزير التعليم العالى الدكتور حسام عيسى أين أنت؟ بلطجية الإخوان حولوا الجامعات إلى خرابة. خطأ «الببلاوى» كرئيس حكومة هو أنه لم يتعامل مع الظروف الاستثنائية التى تمر بها البلاد بعد 30 يونية بإجراءات استثنائية تردع الإرهابيين والخونة والمتطاولين على قدسية الوطن، هذا التخاذل هول الذى دفع الشباب الفشلة إلى حرق علم مصر فى التحرير، صحيح هم ليسوا وطنيين، ولاينتمون إلى تراب هذا الوطن لكن الأيادى المرتعشة سهلت لهم ذلك، كان لازم إسقاط الجنسية المصرية عن هؤلاء، فمن يحرق علم مصر ويسب جيش مصر يعامل معاملة الخونة، والذين يرفعون شعار «يا نحكمكم يا نموتكم» كانوا فى حاجة إلى معاملة أخرى غير الحديث عن التصالح معهم. كان المفروض أن تبادر الحكومة إلى تنفيذ حكم حظر جماعة الإخوان والتحفظ على أموالها وإعلان هذه الجماعة منظمة إرهابية كان المفروض صدور قرارات ثورية بحل الجماعة وحل حزب الحرية والعدالة وحل حزب النور وحل كل الأحزاب التى يطلق عليها أذرع سياسية لأحزاب دينية، وكان يجب أن يبادر الببلاوى فى أول عمل له فى الوزارة إلى مراجعة كل القرارات التى اتخذها الرئيس المعزول محمد مرسى خلال العام الذى حكم فيه مصر، منها قرارات العفو التى أصدرها عن الإرهابيين الذين كانوا فى السجون، ومنح الجنسية المصرية لغير المصريين، كان يجب أن تكون الحكومة جاهزة بخطة لتأمين الجامعات قبل بدء العام الدراسى، وأن يكون قرار تدخل الأمن عند أول شرارة عنف طلابى مقدما على كل الإجراءات الأخرى لحماية الطلاب والاستثمارات. من يدفع فاتورة عنف الإخوان ومن يتحمل غضب أسر الشهداء، الكلام عن تغيير الحكومة فى الوقت الحالى غير مطلوب، نحتاج إلى استقرار الحكومة، ونشجعها على القيام بواجبها، أى استقالة حاليًا هروب من المسئولية، وأى حديث عن إقالة الحكومة أو وزير هو حديث فى غير موضعه حاليًا، مطلوب مساعدة الحكومة على تنفيذ قراراتها الأخيرة فى التعامل مع الإرهاب، نطالب الحكومة بأن تكون «فعلا» وليست رد فعل، وأن تفى بتعهدها بتوفير احتياجات الجيش والشرطة، وتطبق القوانين دون تردد وأن يكون هدفها اجتثاث الإرهاب من جذوره. وسوف نذكرها بكل حب إذا أحسنت التعامل فى الفترة الباقية لها مع الأحداث وحققت المطلوب منها.