بدأت جماعة الإخوان الإرهابية تنفيذ المرحلة الثالثة من خطة التنظيم الدولي طبقاً للتوصيات التي صدرت عن المؤتمرات الأخيرة التي عقدت في قطر ولاهور واسطنبول، وهي مرحلة تأتي في النهاية بعدما تضيق الجماعة ذرعاً بفعل أي شيء، فقد استنفدوا كل الآلاعيب والمخططات الشيطانية التي تصدي لها المصريون منذ ثورة 30 يونية وحتي الآن، فبعد انتهاء وفشل مرحلة إثارة الفوضي في الشارع وداخل مؤسسات التعليم والقيام بضربات ضد الجيش والشرطة المدنية، لم يعد أمام «الجماعة» إلا القيام بمرحلة ضرب الكنائس، وقد فعلت ذلك ثم تلتها مرحلة بدء الاغتيالات. هناك قوائم لدي «الجماعة» بمن تريد اغتيالهم لإحداث بلبلة في الشارع ومحاولة إثارة الخوف والرعب، والقوائم تضم سياسيين ورجال أمن وإعلاميين وصحفيين.. في ليلة الأحد الماضي، بدأت سلسلة الاغتيالات بإطلاق الرصاص علي المقدم محمد مبروك الشاهد الرئيسي في قضية تخابر محمد مرسي الذي لا يستحق أبداً أن أنعته بلقب رئيس.. خطط «الجماعة» ليست جديدة إنما هي معادة ومكررة وتصرفات قياداتها وأعضائها تكررت قبل ذلك منذ نشأة هذه الجماعة الإرهابية علي يد مؤسسها حسن البنا ومن جاء من بعده خاصة الكاهن الأكبر سيد قطب.. وقبل ثورة 23 يوليو 1952، انتهجت الجماعة كل هذه التصرفات الحمقاء واغتالت من اغتالت حتي نفسها أقدمت علي خطوتين من أخطر ما حدث، الأولي محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في المنشية، والثانية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981، بالإضافة إلي محاولات كثيرة باءت كلها بالفشل. اغتيال «مبروك» بدأت به الجماعة لسببين: الأول أنه شاهد رئيسي كما قلت في قضية تخابر مرسي، والثاني لأنه مسئول التطرف في فكر الجماعة، فهي بذلك تضرب عصفورين بحجر واحد.. والأغرب من ذلك أن عملية الاغتيال جاءت في توقيت كانت تطالب فيه «الجماعة» بالتصالح مع السلطة الانتقالية للبلاد، وكأنها بذلك تصر علي أن تبعد طرفاً أصيلاً في المعادلة وهو الشعب نفسه، يعني أن الجماعة الغبية مازالت تصر علي تكرار تنفيذ غبائها، فبدلاً من أن تتصالح أولاً مع نفسها وثانياً مع الشعب الذي قهرته، راحت تتعمد إغفال دور المصريين أصحاب القرار الأصيل في المسألة، وكأن السلطة الحاكمة في البلاد هي صاحبة القرار الأول والأخير، في حين أن إرادة المصريين هي فوق الكل، فالأمة الآن فوق الحكومة والحق فوق القوة.. وإرادة المصريين الآن ترفض أي تصالح مع جماعة إرهابية تقتل الناس وتروعهم، فلا يجوز أبداً إجراء أية مصالحة مع من تلطخت أياديهم بدماء الشعب المصري صاحب الفضل الأول والاخير في تحرير البلاد من القهر والظلم والطغيان . «الجماعة» فعلاً غبية منذ نشأتها تكرر أخطاءها وأكبر خطأ ارتكبته عندما تصل إلي سدة الحكم ويضيع منها لإصرارها علي أن ممارسة العنف والحرب علي الناس هي الوسيلة الوحيدة للتعامل، وعندما تصاب بالفشل، تتمسح فيما تعلنه من مصالحة ولأنها تري حكومة ضعيفة وبها وزراء أمرهم غريب وشاذ ويروجون لطلبات «الجماعة» فهذه هي الكارثة.. ولا الحكومة ولا الجماعة تستطيعان إجراء هذه المصالحة المزعومة في غياب الشعب الرافض تماماً لكل مهازل الجماعة.. وهل يمكن بعد بدء مرحلة الاغتيالات أن تتحدث عن هذا الكلام الفارغ.. ومرحلة الاغتيالات هي الفترة الأخيرة في عمر الجماعة لأنها فعلاً تعلن عن نفسها أنها ماتت والمتبقي منها دخل فعلاً الجحور.. وطوبي للمقدم مبروك ولن تهدأ ثائرة المصريين حتي ننتهي تماماً من القضاء علي الإرهاب أياً كان مصدره وحتي اقتلاع جذوره تماماً. wagdyzaineldeen @yahoo.com