رسائل تطمينية وأخرى تحذيرية بثتهما كل من أجهزة الداخلية والجيش على التوازى، الأولى لجموع الشعب المصرى الذى يعزم النزول إلى الميادين 19 نوفمبر لإحياء ذكرى محمد محمود والتأكيد على تمسكه بخارطة الطريق وأخرى أما الرسائل التحذيرية فوجهها اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية إلى أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى وكل من تسول له نفسه العبث فى أمن البلاد واستقراره، مؤكدا قدرة أجهزة الشرطة على التصدى لأى محاولات تعطيل للمرافق والطرق العامة بمنتهي الحزم والحسم, وأنها ستواجه أي مظاهر خروج علي القانون بمنتهى الشدة وضبط النفس. أكد خبراء أمنيون ان أجهزة الشرطة والجيش قادة على حماية الشعب ومؤسساته الهامة من أى محاولات تخريبية، وأن الفترة العصيبة الماضية التى شهدتها البلاد، وأثبتت فيها الشرطة انحيازها للشعب أعادت العلاقة الحميمة بين الجميع ليصبح الجيش والشعب والشرطة يدا واحدة فى مواجهة قوى التطرف والإرهاب. وقلل الخبراء من جدوى ما سيفعله أنصار المعزول على سير الحياة بصورة طبيعية، معتبرين أن كل توعدات الإخوان مجرد فقاعة هوائيه لا أكثر. قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، والخبير الأمنى، إن أجهزة الشرطة قادرة وحدها على التصدى لأى أعمال عنف، فما بالنا عندما تتوحد الشرطة والجيش والشعب من ورائهم على قلب واحد من أجل حماية الوطن والحفاظ عليه. وأشاد نور الدين بالشعب المصرى الذى أصبح على وعى كبير بأعدائه والخونة الذين باعوا ضمائرهم مقابل حفنة من الأموال فى إشارة منه إلى حركة 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين وعدد من المنظمات التى تتلقى تمويلا وتدعى الوطنية على حساب أمن البلد واستقراره معربا عن ترحيبه الشديد بإصرار الشعب على النزول لحماية ثورته وإحياء ذكرى محمد محمود، الذى سقط فيها آلاف الشهداء من خيرة أبناء الوطن. وتابع «نزول الشعب بالملايين فى هذا اليوم هو خير ضمان للحفاظ على أمن البلد، لأن أنصار المعزول جبناء وقلوبهم مرتعشة وسيهيبهم نزول الشعب بالملايين. وتساءل «منذ متى وأحداث محمد محمود تتبع جماعة الإخوان المسلمين، ففى الوقت الذى كان يهتف فيه الشباب فى محمد محمود كانت جماعة الإخوان تجلس تحت قبة البرلمان تندد بالهتافات والمظاهرات التى تعطل سير الحياة، مدعين أن الشرعية مع البرلمان. وعن توقعه لكيفية مرور أحداث اليوم أكد انه سيكون يوما عاديا جدا، بدون أى خسائر مادية أو بشرية لأن الداخلية والجيش لديهما خطة واضحة سيتم تعميمها على كافه المحافظات، حيث سيتم تأمين كافة مقرات الشرطة والمؤسسات الحيوية والمستشفيات، كما سيتم غلق الميادين التى تنوى جماعة الإخوان اقتحامها، مشيدا بإيمان رجال الشرطة بأن الأمن رسالة وواجب يضحون بأرواحهم من أجل تحقيقها على أكمل وجه. من جانبه أكد اللواء فاروق حمدان، الخبير الأمنى، أنه بعد رفع الحظر ورفع حاله الطوارئ، وعودة الحياة إلى طبيعتها وهو ما انعكس على إحساس المواطن بانسياب فى المرور وفى انتشار قوات الأمن على كافة مداخل ومخارج البلد وأمام المنشآت زاد من ثقة الشعب فى قدرة شرطته وجيشه على حماية البلاد من أى اعتداء عليها، لافتا إلى قيام وزارة الداخلية بتكوين فرق انتشار سريع لمواجهة أى محاولات عنف أو شغب من قبل جماعة الإخوان المحظورة أو جماعات الإسلام السياسى التى هددت بنشر الفوضى فى ذكرى محمد محمود. وناشد حمدان الجهات الأمنية بالضرب بيد من حديد على كل متآمر ومخرب، داعيا جموع الشعب المصرى إلى اليقظة من اندساس أى خائن فى وسطهم بما يهدد بوقوع مزيد من الضحايا. وعن جدوى وأثر مظاهرات الإخوان أكد أنها أصبحت بمثابة فقاعات هوائية، لن تسفر عن شىء وخير دليل على ذلك فشل المسيرات الأخيرة لهم فى الحشد وعدم مشاركة سوى عشرات آلاف فيها، والذين ينصرفون على الفور بعد التصوير امام الكاميرات التلفزيونية الموالية لهم. ووصف حمدان تهديدات الإخوان بتنظيم مسيرات كبيرة بأن مظاهراتهم فى ذكرى محمد محمود لن تكون سوى رقصتهم الأخيرة، وبعدها سينتهون سياسيا وتغلق صفحتهم إلى الأبد دون رجعة ولن يذكرهم التاريخ إلا بما هو سيئ. ونصح الخبير الأمنى قوات الداخلية بالتحلى بأكبر قدر من ضبط النفس أمام الاستفزازات التى سيلاقونها من أنصار المعزول معربا عن تمنيه من انتهاء فعالية ذكرى محمد محمود على خير ودون وقوع أى خسائر مادية أو بشرية ويخرج التأبين بشكل حضارى يليق بمكانه الشهداء من أبنائنا. الطابور الخامس يحاول نشر الفوضى خلال الذكرى الثالثة سياسيون: اليوم تنتهى «الإخوان» سياسياً ويموت «حصان طروادة» كتبت - دعاء البادى: كانت لوقائع يوم 19 نوفمبر قبل الماضى والتى سميت بأحداث «محمد محمود» فى إشارة للشارع التى وقعت بها، تداعيات عدة على المسار الثورى بشكل عام وعلى جماعة الإخوان المسلمين بصورة خاصة. وأحداث «محمد محمود» تعد من أولى الموجات الثورية التى أعقبت انتفاضة المصريين فى 25 يناير، فبعد مضى ما يقرب من عشرة أشهر على الإطاحة بالرئيس المخلوع حسنى مبارك اكتشف المصريون أن لا شىء يتحرك فى اتجاه إرساء الدولة الديمقراطية فقرروا التظاهر بغية إحداث حراك بالمشهد السياسى. وسقط عشرات الشباب خلال مواجهات مع رجال الشرطة خلال أسبوع دام بدأ فى 19 نوفمبر، لتبدأ فجوة واسعة بين الثوار و«الإخوان» التى اتهم أنصارها المشاركين بالأحداث بالبلطجية والمأجورين لتبرز الجملة الشهيرة «الإخوان باعونا فى محمد محمود». وهناك تخوفات عديدة طفت على السطح السياسى خلال الأيام الماضية مما سيحدث اليوم خلال إحياء ذكرى الأحداث، وبلغت ذروتها مع تأكيد محمد عبدالعزيز عضو المكتب السياسى لحركة تمر وعضو لجنة الخمسين لتعديل الدستور المعطل من وجود مخطط من قبل بعض القوى والشخصيات الممولة من الخارج «الطابور الخامس» لإحداث فوضى فى البلاد استغلالاً للموقف المحتدم. أكد عدد من السياسيين فشل جميع مخططات نشر الفوضى فى البلاد خلال إحياء الذكرى، مؤكداً أن التحالف الوطنى لدعم الشرعية طرح مبادرته الأخيرة بالتنسيق مع الطابور الخامس لكى ينفض يده من العنف المتوقع حدوثه. وشدد «الساسة» فى تصريحاتهم ل «الوفد» على انتهاء «الإخوان» سياسياً لذا فإنها تحاول استغلال ذكرى «محمد محمود» باعتبارها حصان طروادة الذى سيغير مسار المرحلة الانتقالية ويقضى على خارطة الطريق وهو على غير الصحيح تماماً. قال الدكتور نبيل زكى المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع، إن محاولات إشعال الفوضى فى البلاد خلال احياء ذكرى أحداث محمد محمود بيد جماعة الإخوان المسلمين أو الطابور الخامس من القوى الثورية لن تنجح. وأضاف «زكى» أن «الإخوان» تحاول منذ الإعلان عن خارطة الطريق فى يوليو الماضى إثارة الفوضى عبر القيام بأعمال عنف متجاهلة الشعب صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فى تحديد من يتولى السلطة. وأكد طى صفحة الجماعة التى تمثل نكسة كبرى للمصريين وردة لمجتمع البداوة، لافتاً إلى استقوائها بالخارج والعمل لحساب جهات خارجية على جثة الوطن، موضحاً أن الطابور الخامس الذى يسعى لاستكمال الدور التخريبي ل «الإخوان» بدعم من دول معينة سيعجز عن القيام بأى شىء طالما يحاط بشعب كاره لمن يخططون لتدمير البلاد. وأكد الدكتور طارق زيدان، رئيس حزب الثورة المصرية، وجود مخطط لإثارة الفوضى واستغلال احياء الذكرى لاحتلال شارع محمد محمود وميدان التحرير. وأضاف «زيدان» أن بعض القوى التى تدعى الثورية ستتعامل مع ذكرى «محمد محمود» باعتبارها «حصان طروادة» للإطاحة بالقيادة السياسية الحالية عبر افتعال اشتباكات بين الشباب الذى سيشارك فى إحياء الذكرى ورجال الشرطة وإعادة إنتاج نفس السيناريو الدموى الذى عايشناه قبل عامين. وأردف: «الطابور الخامس يراهن على قلب طاولة مسار المرحلة الانتقالية عبر تكرار الاشتباكات الدامية وخلق حالة عداء مع رجال الأمن»، واصفاً مبادرة التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الأخيرة بالمقلقة. ولفت رئيس حزب الثورة المصرية، إلى أن التحالف يحاول بالمبادرة نفض يده عما سيحدث فى ذكرى الأحداث، محذراً من الاحتفال اليوم فى ميدان التحرير أو شارع محمد محمود وبمحيط وزارة الداخلية. وقال إن العنف المتوقع حدوثه اليوم يستهدف التأثير على الاستفتاء على التعديلات الدستورية التى أجرتها لجنة الخمسين وخارطة الطريق بشكل عام. وأشار المهندس أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الجمعية الوطنية للتغيير، إلى ضرورة أخذ العبرة من احتجاجات «الإخوان» خلال الشهرين الماضيين، وتابع: « الإخوان دعوا للاحتشاد والثورة فى ذكرى انتصار حرب أكتوبر ثم فى يوم محاكمة مرسى وظهرت قوتهم الضعيفة لذا لا يجب تضخيم الأمور». وقال إن هناك الكثير من المبالغات فيما يخص قوة «الإخوان» خلال ذكرى أحداث محمد محمود، مدللا على قوله بأعدادهم يوم الجمعة الماضي وهى الجمعة الأولى بعد رفع حظر التجول وأضاف: «أعدادهم كانت ضئيلة للغاية مقارنة بأعدادهم خلال فرض حالة الطوارئ». وأكد «شعبان» أن الجماعة روجت للشائعات الخاصة بما سيقوم به الطابور الخامس من فوضى لترويع المجتمع وهز استقراره، مشدداً فى الوقت نفسه على أهمية اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية لضمان حماية المواطنين والمنشآت الحيوية من أى هجمات إرهابية. وأشار رئيس الجمعية الوطنية للتغيير إلى انتهاء «الإخوان» سياسياً عن المشهد المصرى بل والعالمى أيضاً، معتبراً كل ما يفعله أنصارها فى الشارع مجرد محاولات عبثية لتغيير مسار المرحلة الانتقالية والتى حتماً ستفشل، وأردف: «استراتيجية الجماعة تتركز على إشعال حماسة بعض شباب الذين يدعون الثورية والزج بهم فى الاشتباكات والتضحية بهم». 19 نوفمبر.. الثورة تجدد شبابها شباب الثورة: يجب احتفال الشعب لإحياء ذكرى محمد محمود والتأكيد على مطالب «25 يناير» كتبت - أمانى زكى: لم ينس ثوار التحرير شهداء الحرية يوما فخرجوا من أجلهم مرارا وتكرارا للتذكير على رسالة من رحل عن عالمهم، فكان مصير جانب منهم نفس مصير من خرجوا من أجله، والآن تتجه أبصار الثوار نحو ميدان التحرير مجددا لإحياء ذكرى محمد محمود اليوم 19 نوفمبر، وتوجيه رسائل بأن الثورة مستمرة وتسعى لتجديد ذاتها. واتفق سياسيون وشباب الثورة أن خروج الشعب إلى ميدان التحرير اليوم هو بمثابة تجديد لروح الثورة وإحياء لما حدث فى محمد محمود بذكراه الأولى والثانية، مشددين على ضرورة فصل الأخطاء التى ارتكبها جهاز الشرطة فى الوقت السابق والحالى. واتهم سياسيون الإخوان المسلمين بأنهم الطرف الثالث المستفيد من أحداث محمد محمود وتجب محاسبتهم على هذه الأحداث. أحمد نجيب عضو مجلس أمناء ثورة 25 يناير والقيادى بحزب التيار المصرى، يرى أن أهم شاهد على حدث محمد محمود أن الثورة فقدت كثيراً من الشباب وتسببت لهم فى خسائر جسدية، وضاع مستقبل الكثير منهم وحتى الآن لم تتحقق أهداف الثورة بل بالعكس ضاعت كثير من الحقوق، ولم تتم عودة حقوق المصابين والشهداء حتى الآن، وهناك صراع على الحكم يدفع ثمنه البسطاء والكادحون والذين خرجوا من أجل الثورة. وأضاف نجيب أن إحياء ذكرى محمد محمود هى فرصة مناسبة لتجديد دماء الثورة من جديد يوم 19 نوفمبر، ورفض إطلاق كلمه احتفال على مناسبة محمد محمود قائلا «من المهازل دعوات الاحتفال بذكرى محمد محمود فى ظل وجود القتلة الذين ارتكبوا الحادث». كما أضاف الكاتب الصحفى مصطفى بكرى «أتمنى حشد المصريين فى ذكرى أحداث محمد محمود المقرر لها أن تكون خلال الأيام القليلة القادمة يوم 19 نوفمبر, ليعلنوا مجددا عن دعم الجيش وتجديد الثقة به وتأييد خارطة الطريق، وأضاف «كما نرى أن هناك من يريد تحويل الذكرى إلى صدام مع الشرطة والجيش وهو جزء لمخطط نشر الفوضى فى البلاد». ودعا بكرى إلى ضرورة الاحتشاد فى ميدان التحرير لتجديد الثقة لقطع الطريق أمام المحاولات والمخططات الخارجية، كما أن أمريكا تريد تنفيذ مخططاتها التى يمثلها الإخوان. وأوضح «بكرى» أن الإخوان لا يتحركون إلا فى ظل الفراغ الأمني والفراغ الشعبى ويحاولون فرض إرادتهم فى إطار غياب هذا الفراغ والإجراءات الأمنية ستحول دون حدوث أى فوضى أو اشتباكات. وأكد الشيخ مظهر شاهين امام مسجد عمر مكرم أن الخروج فى هذا اليوم هو واجب لإحياء ذكرى الشهداء وتذكير المجتمع بما ضحى الشهداء من أجله وهى المبادئ التى خرج من أجلها هؤلاء الثوار تحت شعار «عيش حرية كرامة إنسانية»، إضافة إلى أن الخروج واجب حتى لا نعطى جماعة الإخوان ومن يناصرهم فرصة احتلال ميدان التحرير أو سرقة الثورة كما فعلوا من قبل، وتذكير الدولة والجهات المسئولة بما يجب تحقيقه وفعله وهو القصاص العادل للشهداء من خلال محاكمات عادلة وبالقانون. وأضاف شاهين «نوصى ونذكر أن التواجد فى الميدان لا يجب أبدا مصاحبته بأى أعمال عنف أو هجوم على منشآت أو استخدام أى أسلحة، والتذكير على أن رجال الشرطة المتواجدين حاليا ليسوا هم من كانوا موجودين بالأحداث، ولا يعنى أن مطالبتنا بالقصاص لمن قتل الشهداء أن نتهم وزارة الداخلية والاتهامات المرسلة للقادة الحالية، وطالب شاهين بالبعد عن التشكيك فى القيادة السياسية وإحراجها بأنها تشارك فى حدث ارتكبه غيرها. وقال شاهين «يجب العلم أن إذا كان هناك أخطاء خرجت من قبل وزارة الداخلية إلا أن المتهم الرئيسى فى محمد محمود كان الإخوان من خلال إرسالهم عدة بلطجية إلى ثوار الميدان، وذلك للضغط على المجلس العسكرى ولتحقيق خطوات معينة منها الانتخابات البرلمانية لأنه إذا استقرت الأوضاع لم يكونوا قادرين على تحقيق أهدافهم، إلى جانب رغبتهم فى هدم وزارة الداخلية لإعادة هيكلة الوزارة وأخونتها ويتم الزج برجال الشرطة فى الأمور لكى يصب الأمر فى مصالحهم وإبعاد الطرف عنها. وأوضح شاهين أن الشرطة أصلا والقوات المسلحة لهما شهداء يجب إحياء ذكراهم، قائلاً: «إضافة إلى ما سبق من أهداف الإخوان فى توريط الشباب فى الأحداث هو الهاء شباب الثورة فى أحداث عنيفة ليبتعدوا عن المشهد السياسي الديمقراطى.