عندما قامت ثورة 25 يناير المجيدة.. وبعد إعلان إسقاط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.. ارتفعت هتافات ملأت الميادين تُبشر بحقبة جديدة سيعيشها الشعب المصري.. سماتها ستكون «مافيش ظلم.. ما فيش استبداد.. مافيش فساد». وتصور الجميع وجمح الخيال بأن سرعان ما سوف تُطبق تلك الهتافات في حياتنا.. ويالطيبة وسمو أخلاق الشعب المصري العظيم، وحسن ظنه بحكامه وبأن الأيام ستجلب «العدل.. والمساواة..» ولن يُظلم مواطن واحد في بلده، ولن يضيع له حق!!! ولكن يا لخيبة الأمل، ويا لضياع الثقة.. في تحقيق الأهداف التي من أجلها قامت الثورة.. وتوالت من المآسي الكثير وإلي الآن لم يتبين مصدرها والقائمون بها.. وفي نفس الوقت أعطي عدم الوضوح.. الفرصة لجماعة الإخوان.. بأن تطفو علي السطح .. وتفرض سيطرتها علي المجتمع السياسي.. حتي تمكنت من وضع يديها علي سلطة الحكم.. وتنكرت لكل من ساعدوها في الوصول إليها.. وأيضا أطاحت الجماعة بقيادات بالمجلس العسكري بصورة غير متوقعة.. وأيضا بصورة غير لائقة.. وحتي لا تعطي التقدير المناسب للفترة شديدة الصعوبة.. التي أدار فيها المجلس العسكري حكم البلاد. ونعلم انه كانت هناك مآخذ علي تلك الفترة.. قد تكون بسبب الضغوط من الداخل والخارج .. ولكن كانت أكبر تلك المآخذ هو تسليم حكم البلاد (لجماعة الإخوان) التي لجأت إلي كل الوسائل وسلوك الطرق المشروعة وغير المشروعة.. وبمساندة دول خارجية دفعت لوصول الإخوان إلي سدة الحكم. ولقد كان أسلوب التعامل والتخارج من وجود المؤسسة العسكرية.. لا يتناسب مع ما أدته في حماية ثورة 25 يناير وما بعدها. وما حدث مع المؤسسة العسكرية بعد ذلك وخاصة في احتفالات 6 أكتوبر 2012.. وتجاهل وجود قياداتها بصورة مشرفة.. في حين حضر من خطط لاغتيال الرئيس السادات بطل العبور والسلام.. وتلك التصرفات الهوجاء غير المدروسة من حكم الإخوان أوضحت بصورة غير قابلة للشك.. أن الجماعة متسرعة وفي عجالة من أمرها.. في وضع يدها علي كل مفاصل الدولة والسيطرة الكاملة علي البلاد. وكم كانت المفاجأة قاسية ومريرة.. عندما اكتفشنا جميعا ان ظلم نظام الجماعة أقسي وأنكي من أي ظلم تعرضت له البلاد.. ومر علي الشعب المصري.. في عهود سابقة. وكان كل ما اهتم به نظام حكم الجماعة.. استنزاف موارد الدولة لمصلحتهم.. ولمصلحة دول العالم جميعا إذا أمكن.. وضد مصلحة المصريين.. ولنتذكر بعض الأمثلة التي لم تكن تحدث إلا في نظامهم. حينما حرموا الشعب المصري من الوقود.. لكي يتمتع به أعضاء حركة حماس.. الذين يعتبرون الجناح العسكري لجماعة الإخوان في مصر.. وأيضا ما كان مخططا له من منح أراض في سيناء لهم وكأن الوطن العظيم مصر.. أصبح ملكا لجماعة الإخوان (المحظورة) في كل الأزمنة.. فوعد من لا يملك لمن لا يستحق بأرض حلايب وشلاتين.. هذا ما أعلن عنه من دولة السودان. وتمادي نظام الحكم الإخواني في غيه بعد أن بثوا أعضاء الجماعة والعشيرة في جميع مفاصل الدولة. وكادوا ان يحققوا (الجائزة الكبري) لهم وهي السيطرة علي مصر والقضاء علي هويتها.. حتي تكون في يوم قريب إحدي دول الخلافة التركية!! وكانت القضمة التي قضموها أكبر من أن يستطيعوا ابتلاعها!!! وهنا.. كان للشعب المصري ثورته الثانية في (30 يونية 2013). فسرعان ما تمادوا وكعادتهم دائماً ومنذ نشأة الجماعة (1928) وإلي الآن الكذب يتبعونه كأقرب طريق للنجاة.. وأيضا ما تعودوا عليه (الإرهاب الأسود) في قتل الأبرياء .. وهدم المؤسسات.. والتهديد والوعيد الذي لم يتوقف من جماعتهم!!! فكانت (جمعة التفويض) للجيش والشرطة للقضاء علي إرهابهم ومن يساندهم من جماعات إرهابية.. فخرج يوم (27 يوليو) ما يقرب من 40 مليون مواطن.. من أجل القضاء علي دولة جماعة التخريب.. وإسالة دماء الأبرياء.. ومحاولة بيع الوطن بأبخس الأثمان ليتمكنوا منه.. كما ظنوا وخططوا له.. من أصحاب فكر يشوبه الجهل والخيانة.. ويقدم الوطن لقمة سائغة.. للطامعين فيه!! الكلمة الأخيرة لعل جماعة الإخوان.. تراجع ما اقترفته في حق الشعب المصري الذي أعطاها فرصة حكم البلاد.. ولكن في خلال فترة (عام فقط) من حكمها ساد الظلم.. والاستبداد .. والتمكين .. والفساد. وليت الجماعة تستوعب «أن دولة الظلم ساعة.. ودولة الحق إلي قيام الساعة». عظيمة يا مصر