ثورة 25 يناير المجيدة.. كانت واضحة في تحديد أهدافها منذ اليوم الأول من قيامها.. التي انحسرت في «عيش - حرية - عدالة اجتماعية - كرامة إنسانية». وبعد أن تمكنت جماعة الإخوان من الوصول الي سدة الحكم.. كان من المتوقع السير في تحقيق المطالب التي رفعها جموع الشعب.. خاصة بعد سلسلة من الوعود التي بذلتها قيادات الجماعة.. بأنها ستأتي بالخير كله للبلاد، وأنه بمجرد تولي السلطة ستنهال المليارات علي البلاد من كل حدب وصوب.. وأن مشروعهم الذي وصفوه بمشروع «النهضة» سيأخذ البلاد من حال الي حال.. ثم اتضح أنه لم يكن هناك مشروع.. بل كانت كلها وعودا في الهواء!! وفوق ذلك انهالت التصريحات من الرئيس المعزول محد مرسي حدد فيها لنفسه وبنفسه أهدافا سيحققها في 100 يوم الأولي من حكمه وسيقضي علي كل العقبات والصعاب فيها لأنها احتياجات أكثر إلحاحا وتمس حياة المواطن مباشرة وكانت هي «الخبز - الوقود - المرور - القمامة - الأمن». وكان من المضحكات المبكيات أن كل يوم يمر من حكم الجماعة تزداد الأوضاع سوءا وتتفاقم المشاكل بصورة لم تمر علي البلاد من قبل.. خاصة بالنسبة للأهداف التي حددها ووعد بالعمل عليها، وفي نفس الوقت الذي كان مفترضا فيه أن الرئيس المخلوع يكون رئيسا لكل المصريين ويخلع عن نفسه عباءة الإخوان ولكن منذ اليوم الذي حلف فيه اليمين خاطب أهله وعشيرته وتجاهل مخاطبة المواطنين والمواطنات.. كما كان يجب أن يكون!! والأكثر من ذلك كان كل يوم يمر.. وكل قرار يتخذه.. يكون محققا لمصالح الجماعة.. ومحاولة التمكين والأخونة للتحكم في كل مفاصل الدولة. فخلال عام من حكم الرئيس المعزول محمد مرسي كان هناك إصرار علي تطويع البلاد، وتغيير هويتها حتي تصبح طيعة وتتلاءم مع خطط الجماعة ومشروعها الأممي في الخلافة.. غير القابل للتنفيذ.. لو كانوا يعقلون!! وخاصة مع دول بقيمة وحجم مصر والتي ينظر اليها العالم بأنها منبع الحضارة الإنسانية.. وبني عليها كل ما بعدها من حضارات وليس هذا فقط بل منذ دايات القرن التاسع عشر بدأت في تأسيس نهضتها علي يد محمد علي وأخذت خطوات كانت فيها سباقة في تقدمها علي شتي المحاور حتي شكلت تهديدا للدول الخارجية من الناحية العسكرية والحضارية. ولذلك فخلال عام من حكم جماعة الإخوان ومندوبها في قصر الرئاسة ضاقت صدور الشعب وخيم الإحباط واليأس علي البلاد وضاعت آمال الشباب من ضحالة ما كان يخرج من قرارات عن مؤسسة الحكم من الرئاسة والحكومة.. وكأنهم يديرون شئون «جمعية أهلية» وليست دولة كمصر عميقة الجذور مركزية البنيان. وكان نظام الحكم لا يري في الوطن غير غنائم وأسلوب للأهل والعشيرة والموالين لجماعتهم. إن السبب الرئيسي في إسقاط حكم الجماعة وعزل رئيسها أن القضية الأساسية كانت هناك فجوة حضارية لا يمكن تجاوزها.. فلم يكن لدي جماعة الإخوان وحزبها كفاءات وخبرات يمكنها أن تنهض بالبلاد.. بل كانت القيادات تفتقر الي العلم والثقافة وبما يجري في العالم الحديث.. بل كانت تريد أن ترد البلاد الي عصور التخلف والبداوة. والأكثر من ذلك كان الرئيس المعزول يؤسس للدولة الفاشية وأصدر إعلانا دستوريا في 21 نوفمبر 2012 لا يختلف عما يصدر من الدول النازية بل يزيد عليها في الفجاجة وعدم المواءمة.. وفي الوقت نفسه كان أعطي لنفسه سلطات تمكن من التنازل عن حقوق الوطن لنصالح الآخرين من الدول. الكلمة الأخيرة أوضح عام من حكم جماعة الإخوان أن القضية الأساسية التي بسببها أسقط الشعب النظام.. كانت بسبب «الفجوة الحضارية» بين وطن قام بأرقي وأنصع ثورتين في التاريخ الحديث من أجل أن يستكمل نهضته الحديثة. وبين نظام حكم أراد أن يضيع الهوية المصرية.. ويجرنا الي عصور التخلف.. من أجل أن يحقق مصالح جماعته وتنظيمه في الخارج.. فوق جسد الوطن!! عظيمة يا مصر