شهدت إمارة دبى على مدار ثلاثة أيام أعمال قمة الصلب العربى والتى عقدت فى الفترة من 25 إلى 28 أكتوبر الجارى تحت مظلة الاتحاد العربى للصلب برئاسة المهندس خالد القديرى. شارك فى الاجتماعات العديد من الشركات العاملة فى إنتاج الحديد والصلب فى الوطن العربى ومنها شركات حديد الإمارات والتى ترعى هذه الدورة، وشركة سابك السعودية، ومجموعة الغورير الإماراتية، وإس إم إس جروب، ومجموعة عز، ودانيللى الايطالية والتى تنفذ العديد من المشروعات المصرية فى الوقت الحالى، وميدريكس الأمريكية والتى تنفذ أيضا بعض المشروعات فى مصر. بدأت الاجتماعات ساخنة للغاية نتيجة الأحداث التى تشهدها المنطقة العربية والتى خلفت وراءها آثاراً سلبية على كافة المصانع المنتجه للحديد والصلب فى الوطن العربى،وكانت أبرز هذه السلبيات هو الإغراق الذى لحق بالمصانع العربيه على كافة المستويات وكانت أبرز الدول التى مارست الإ غراق هى دولة تركيا والتى استغلت تباطؤ إنتاج المصانع المحلية وقامت بإغراق الأسواق العربية الأمر الذى ألحق أضراراً بالغة على المصانع وأدى إلى تراجع معدلات النمو، وانخفاض تنافسية الشركات. ودعت الشركات المشاركة الحكومات العربية إلى سن قوانين وتشريعات صارمة يكون الهدف منها فى المقام الأول هو حماية الصناعة لأن صناعة الحديد يعمل بها نحو 2 مليون شخص بجانب 2 مليون مقاول، و6 يعملون فى الصناعات التحويلية والثانوية. عبدالله الشامسى: الوردات كبيرة من خارج الدولة! «أكد عبدالله الشامسى وكيل وزارة الاقتصاد الإماراتية أن ارتفاع معدلات النمو مرهونة بتنوع الاقتصاد ومصادر الدخل وعلى رأسها القطاع الصناعى خاصة الحديد .كما أكد أن شركات الحديد تفرض نفسها بقوة محلياً وعالميا وتبر أهميتها بشكل كبير قطاع التعمير والبناء. ويشير سلطان الشامسى إلى أن هناك واردات كبيرة تأتى من خارج الدولة، وأن الطاقة الإنتاجية تصل إلى 3 ملايين و600 ألف طن مما يشير إلى وجود طلب كبير على الحديد والتى وصلت معدلات أسعاره العام الماضى إلى 640 دولارا للطن. سعيد الرميثى: 3٫4 تريليون دولار مشروعات عربية فى العشر سنوات القادمة «فى كلمته أمام قمة الصلب العربى أكد المهندس سعيد غمران الرميثى رئيس شركة حديد الإمارات أن صناعة الصلب فى العالم العربى لا تزال ناشئة وتواجه تحديات كبيرة خاصة فى ضوء الأوضاع الاقتصادية العالمية وانخفاض نسبة تشغيل الطاقة الإنتاجية للصلب فى العالم إلى حوالى 77 % أو حوالى 1500 مليون طن من أصل طاقة إنتاجية تعدت ألفى مليون طن سنويا بسبب النمو القياسى لقطاع الصلب فى الصين خلال الأعوام ال 12 الأخيرة، ارتفاعه من 60 مليون طن إلى 750 مليون طن سنوياً نصف إنتاج العالم أجمع من الحديد. ويضيف «الرميثى» أن من أهم التحديات التى تواجهها صناعة الصلب فى الوطن العربى هو الفجوة الكبيرة بين أسعار المواد الخام العالمية لإنتاج الحديد وأسعار المنتجات النهائية للصلب فى الأسواق العربية، ويزيد من تفاقم هذه التحديات السياسات التجارية غير السوية التى تنتهجها بعض الدول واستغلال الثغرات الموجودة فى الأنظمة والقوانين التجارية فى الوطن العربى، وإغراق الأسواق بمنتجاتها وإغلاق أسواقها أمام منتجاتنا. وشدد رئيس شركة حديد الإمارات أن المرحلة القادمة تحتاج إلى تنسيق مكثف بين منتجى الحديد فى العالم العربى والحكومات لخلق وظائف لشباب الوطن العربى، وتسهيل التطور العمرانى والصناعى. كما شدد على أهمية تأمين احتياجات المصانع من الطاقة مثل الغاز الطبيعى والكهرباء والموانئ البحرية والنقل البرى والعمالة الفنية والتسهيلا ت المالية والسياسات الاستثمارية السليمة وأنظمة الجمارك والتجارة الحديثة أسوةً بما تتمتع به المصانع الأجنبية المنافسة خاصة أن صناعة الصلب تعتمد على أحدث التقنيات العالمية المتطورة وتبنى أحدث الوسائل التكنولوجية لإنتاج الحديد. ويضيف رئيس شركة حديد الإمارات أن صناعة الحديد يعمل بها نحو مليونى شخص بالإضافة إلى مليونى مقاول، وأربعة ملايين عامل فى الصناعات التحويلية والثانوية، وزاد الاستهلاك العالمى للحديد من عام 1950 إلى أكثر من 7 أضعاف فى الوقت الحالى، ومن المتوقع أن يزداد الاستهلاك ضعفا ونصفا أخري بحلول عام 2050 مقارنة بالمستويات المحلية وذلك لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان فى العالم وتحسين مستوى الخدمات. كما يضيف رئيس شركة حديد الإمارات أن الدول العربية تشهد حاليا نموا متزايداً فى إنتاج الحديد والصلب من خلال بناء المزيد من المصانع المتكاملة ووحدات الدرفلة لتأمين احتياجاتها من منتجات الصلب لتنفيذ المشروعات الضخمة من البنية التحتية كالطرق وخطوط السكك الحديدية والمطارات والموانئ والمشروعات التعميرية والصناعية والخدمات وإنتاج الطاقة والنفط والغاز وغيرها، ومن المتوقع أن تبلغ قيمة هذه المشروعات الإنشائية 3٫4 تريليون دولار خلال الأعوام العشرة القادمة. كما أنه من المتوقع أن يزيد الاستهلاك فى الوطن العربى فى عام 2018 بحوالى النصف عن مستواه الحالى والبالغ نحو 36 مليون طن. الأشقر: مصر والسعودية والجزائر فى حاجة إلى مزيد من الاستثمارات «يؤكد محمد الأشقر الأمين العام للاتحاد العربى للصلب أن العديد من الدول تسعى إلى إغراق الأسواق العربية بمنتجاتها مشيرا إلى أن منطقة الخليج العربى تنتج العام الحالى نحو 17 مليون طن من الصلب الخام ترتفع عام 2015 إلى 24 مليون طن، أما الدول العربية فى شمال شرق أفريقيا فتنتج من الصلب الخام نحو 5٫16 مليون طن ترتفع عام 2015 إلى 20 مليون طن، وستبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية للحديد فى الوطن العربى بحلول عام 2015 إلى 44 مليون طن ينتج منها 70 % حديد تسليح و20 % مسطحات. ونوه «الأشقر»إلى أن دولا عربية مثل: مصر والمملكة العربية السعودية والجزائر والإمارات فى حاجة إلى مزيد من الاستثمارات، وعلى الدول العربية أن تجرى دراسة اقتصادية شاملة حول مستقبل صناعة الصلب فى الوطن العربى. خالد القديرى: نرحب فقط بالمنافسة العادلة مع أى دولة عربية أو أجنبية «ومن جانبه شدد المهندس خالد القديرى رئيس الاتحاد العربى للصلب أنه أصبح من الضرورى وجود تكامل فى الصناعة بين كافة الدول العربية والمصنعين فلا يعقل –مثلاً – ان تتمتع دولة عربية مثل موريتانيا بوجود خام الحديد لديها بكميات هائلة ولا يوجد تكامل بين الشركات العربية ونظريتها الموريتانية. وعن سياسة الإغراق التى تنتهجها بعض الدول الدول خاصة تركيا أوضح «القديرى» أن الشركات العربية لحقت بها أضرار كبيرة بسبب الإغراق مؤكدا أن هذا أمر غير مقبول ومرفوض تماما مشيرا إلى أن المصانع العربية جميعها ترحب بالمنافسة العادلة فقط. وأكد «القديرى» أن المنافسة مقبولة مع أى دولة وهى تصب فى النهاية فى صالح المواطن والذى سيحصل على سلعة جيدة بسعر مناسب. باولو بالدو المدير الإقليمى ل «دانيللى» فى الشرق الأوسط: «ومن جانبه قام باولو بالدو المدير الإقليمى لشركة دانيللى الايطالية بمنطقة الشرق الأوسط بشرح تفصيلى لأحدث التقنيات العالمية فى مجال إنتاج منتجات الصلب مثل الأفران الكهربائية، والأفران ذات القلب المفتوح. وصرح المدير الإقليمى ل«دانيللى» مؤكدا للوفد أن دانيللى انتهت من إنشاء وحدة الاختزال المباشر بمصنع السويس للصلب وبدأت تدخل مرحلة التشغيل وسيتم إنتاج نحو مليونى طن سنوياً. وأشار «باولو بالدو» الى عدم وجود اية اتصالات بينه وبين شركة الحديد والصلب المصرية لتركيب بعض الاعمال الانشائية لديها مشيراً الى أن شركة الحديد والصلب استعانت على ما يبدو بشركة إنجليزية.