استدراكًا لموجة الغضب والرفض التي يواجهونا والمتصاعدة جراء اغراقهم الأسواق العربية بمنتجات الصلب التركية وبعد أن تبين لهم أن هناك حالة من الانتباه بدت عليها أغلب الحكومات العربية مؤخرًا لحماية صناعة الصلب لديها.. حاول منتجو الصلب التركي عبثًا تبرير موقفهم للافلات من رسوم الإغراق لكنهم فشلوا في اقناع المشاركين في قمة الصلب العربية بالمغرب بسلامة موقفهم. قال منتجو الصلب التركي في ختام قمة الصلب إن أسواقهم تعاني ركودًا تامًا وأن مصانعهم مهددة بالإغلاق ما لم تصدر منتجاتها للأسواق المجاورة وهو الأمر الذي رفضه منتجو الصلب في الدول العربية وقالوا إن الأتراك يحاولون تصدير أزمتهم إلي الدول العربية وأن المصانع العربية هي التي تدفع فاتورة ركود السوق التركية. أشار محمد عيد الأشقر أمين الاتحاد العربي للصلب إلي أن إنتاج الدول العربية من الصلب بلغ في عام 2009 ما يقترب من 13.5 مليون طن مقارنة ب14.5 مليون طن في عام 2008 . واستحسن الأشقر قرار دول الخليج بفرض رسوم حماائية علي واردات الحديد بلغت 5 ٪ مضيفًا إن مصر تحملت كثيرا في هذا الصدد حيث أدي فتح أسواقها علي مصاريعها إلي استيراد 2.7 مليون طن العام الماضي لتصبح ثاني أكبر مستورد للصلب في المنطقة العربية وذلك رغم أن لديها طاقة إنتاجية تفوق استهلاكها إلا أن المصانع المصرية لم تعمل بكامل طاقتها بسبب إغراق أسواقها بواردات الحديد. طالب جورج متي مدير قطاع التسويق بمجموعة عز لحديد التسليح مسئولي التجارة المصرية بسرعة التحرك شأنهم في ذلك شأن مختلف دول العالم التي تفرض رسومًا حمائية علي واردات الحديد مضيفًا إن الحكومة المصرية عليها أن تتحمل مسئولياتها لحماية الصناعة الوطنية وحماية المصانع الصغيرة المهددة بالإغلاق وترشيد العمالة. واستعرض متي أمام قمة الصلب ورقة عمل تفصيلية حول إنتاج الصلب في مصر وموقف السوق حيث رصد ارتفاع معدلات الاستهلاك مدعومة بأسباب لخصها في ارتفاع معدلات النمو والناتج المحلي الإجمالي. أوضح مدير قطاع التسويق بحديد عز أن مصر تتصدر قائمة إنتاج الصلب في الشرق الأوسط ب6.5 مليون طن وكان يمكنها تحقيق رقم أفضل من ذلك لولا إغراق السوق المصرية بواردات الحديد، الأمر الذي حرم المصانع المصرية من العمل بكامل طاقتها التي تزيد علي 8.5 مليون طن أو علي الأقل الحفاظ علي المستوي الذي حققته في عام 2008 حيث سجلت إنتاجًا بلغ 7.1 مليون طن.