إندبندنت: الربيع العربي تحول لكابوس

رأت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن الربيع العربي المطالب بالحرية تحول لكابوس بدلا من الانتقال للديمقراطية، بعد تحول ثلاث انتفاضات عربية بسرعة إلى حروب أهلية، فخلال الأيام الماضية تطورت الأمور بسرعة في اليمن وسوريا وليبيا وتصاعد العنف والصراعات بشكل كبير بدلا من المظاهرات السلمية للمطالبة بالحرية.
وقالت الصحيفة اليوم الأحد إن الصحوة العربية تحولت إلى كابوس، بدلا من الدخول في الديمقراطية، ففي سوريا شرع الآلاف من الجنود في الاعتداء على بلدة جسر الشغور، حيث تزعم الحكومة مقتل 120 من جنودها ورجال الشرطة برصاص مسلحين في المدينة، وإذا نحينا جانبا بالضبط كيف قتلوا، فإن الحكومة السورية اتخذت قرارا بمعاملة كل المعارضة سواء سلمية أم لا على أنها مسلحون، الأمر الذي يدفع البعض للتفكير للرد على الحكومة بنفس العنف.
وأضافت الصحيفة وفي اليمن احتفل المتظاهرون الأسبوع الماضي بمغادرة الرئيس علي عبدالله صالح للمملكة العربية السعودية بعد تعرضه للإصابة في هجوم بقنبلة، بعد إمعانه في قتل المتظاهرين، لكن من المضحك أن يعتقد البعض أن مغادرة صالح هو انتصار للاحتجاج السلمي، وأن اليمن يسير حاليا على طريق الصومال من حيث الفوضى المدمرة؟ وفي الماضي كثيرا ما يقال إن اليمنيين لديهم قدرة فائقة للوصول لحلول وسط في اللحظة الأخيرة، وربما كان هذا صحيحا، لكن الفشل في طرد عشيرة صالح، حتى الآن لا يبشر بالخير ويفتح الطريق لانهيار سلطة الدولة.
وواصلت الصحيفة القول، إن انتفاضة ليبيا تحولت لحرب مع النظام، وهناك بلد رابع مرشح لاندلاع الحرب وهو البحرين بعد تدخل قوة درع الجزيرة، والاعتداء على المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية والسكان الشيعة ككل منذ 15 مارس الماضي.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول يجب على المرء ألا يصاب بالدهشة بسبب تعثر الانتفاضات العربية، لكن المفاجأة هي أن تنجح تلك الانتفاضات بسهولة مثل تونس ومصر، وأن الدرس المستفاد من الانتفاضات العربية هو أن القوات المسلحة هي عامل حسم في تلك المظاهرات وضمان حيادها يعزز فرص النجاح، كذلك لعب الإعلام دورا محوريا في فتح الطريق أمام الربيع في الدول العربية خاصة قناة الجزيرة والقنوات الفضائية.