انتفض الشعب المصري على أهبة رجل واحد وأطاح بنظام الإخوان في نفس يوم توليهم الحكم. فبدأت خطوت بناء الدولة تحت مظلة رئيس الوزراء دكتور حازم الببلاوى، الذي قام باختيار وزرائه من كافة أطياف المجتمع المصري، بناء على معيار الكفاءة . ولكنه في الوقت ذاته، ابقى على وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ، خاصة بعد انحياز الشرطة للشعب في تظاهرات الثلاثين من يونيو ، وحماية مظاهراته السلمية . ولكن بعد مرور أكثر من مائة يوم على توليه رئاسة وزراء دولة مترنحة الأركان.. ماذا قدمت تلك الحكومة للشعب المصري؟..و كيف كان أداء وزارة الداخلية مع الشعب في تلك الفترة؟. استطلعت "بوابة الوفد" آراء بعض الخبراء الأمنيين لتقييم أداء الوزرات خلال ثلاث أشهر فترة حكم وزارة الببلاوي . يقول اللواء حسين عماد الدين في تصريحات خاصة ببوابة الوفد برغم أن الحكومة جاءت مخيبة لآمال الشعب وبرغم طول فترة تشكيل الحكومة التي زادت عن الأسبوعين، إلا أن أسماء الوزراء عدا البعض القليل من هذه الوزارات وعلى رأسها وزارة الداخلية، جاءت مخيبة لأمال الشعب المصري بكافة أطيافه خاصة الشباب الذي كان يتمني الأداء السريع والتعبير عن ما يدور بداخله وهذا غير موجود في هذه الحكومة . وأضاف عماد أن غياب عنصر الشفافية من أخطر العناصر التي تقلق الشعب والشارع المصري والذي كان يجب على الحكومة تعيين مسئول من قبل الوزير عن كل وزارة للظهور للشعب لعرض المشكلات عليه كما هي وعرض الحلول المقترحة من الوزارة بخصوص هذه المشكلة ، لأن الشعب يريد الشفافية في الإدارة . ولفت إلى أن تطبيق عنصر الشفافية ونجاحه هو كبر دليل علي حب الشعب للفريق أول عبد الفتاح السيسي نظراً لاستخدامه منهج الشفافية في كل شيء وحديثه للمجتمع حتي بعد ثورة 30 يونيو وخطابه الشهير الذي صرح فيه بأن الجيش لم يخن الرئيس المعزول بل أوقفه على الحقيقة، بشكل كامل ثم انحاز إلى الشعب ومصلحة الوطن وهذا هو ما يريده المجتمع . وقال الخبير الأمني إن وزارة الداخلية منذ قبيل ثورة 30 يونيو بقليل وحتى الآن في تقدم وعلو وانجاز بمساندة القوات المسلحة والتنسيق والتعاون الدائم بينهما مما أعطي نتائج رائعة يراها الجميع علي الأرض واكسب ضباط الداخلية خبرة وثقة كبيرتين. مشيرا إلى أنه يحسب لوزارة الداخلية عدم استخدام قانون الطوارئ حتي الآن واكتفائهم، باستخدام قانون العقوبات وأوامر الضبط والإحضار من النيابة العامة. وتوقع الخبير الأمني أن تشهد وزارة الداخلية تقدم وتطور ومن نجاح إلى نجاح في الفترة المقبلة، لأنها أصبحت شرطة الشعب والمنوط بها حماية الشعب والحفاظ على ممتلكاته والسلم العام وسلامة أراضي الوطن حتي لو كلفهم ذلك كما نري كل يوم شهيد ومصاب ودم لم يجف وبرغم ذلك فالشرطة سعيد غاية السعادة بتأديتها لهذا لواجب . من جانبه قال اللواء سفير نور مساعد رئيس حزب الوفد أن حكومة الببلاوي أدائها ضعيف ولا يتوافق مع الظروف الحالية من الناحية الاقتصادية أو السياسية ، واستثني نور وزارات الدفاع والداخلية والتعمير والتموين والتعليم فقط من الحكومة معتبرا هذه الوزارات، تقدم عملا وانجازاً، والكل يري عمل هذه الوزارات على أرض الواقع وما عدا ذلك تشعر بان باقي الوزارات لا تصلح في هذه الظروف العصيبة ولا يصلحون لهذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها البلاد . وأضاف نور أن ما تقوم به وزارة الداخلية بالتعاون مع القوات المسلحة هو الشيء الذي يشعرنا بالأمل للقضاء علي الإرهاب المتمثل في تنظيم الإخوان لافتا إلى أن كل يوم يمر هو مولد لفجر جديد يشهد علي تلاحم الشعب والشرطة بقواته المسلحة، وعودة الشرطة إلى حضن الشعب وسعيها الدائب لأمن المواطن وليس لأمن الحاكم، مشيرا إلى أن من ينظر إلى عدد الشهداء والمصابين من الشرطة والجيش يتأكد تماما بأن مصر في حرب حقيقية، أخطر من حرب 1973 . وفي نفس السياق قال اللواء فؤاد علام الخبير الأمني ووكيل جهاز أمن الدولة الأسبق أن الوضع الأمني في تحسن يومي، ولازالت القوات بحاجة إلى دعم تكنولوجي ومادي . وتابع: يوميا تقوم وزارة الداخلية بالتعاون مع القوات المسلحة بضبط العديد من شحنات الأسلحة المهربة والخارجين على القانون وقطاع الطرق والبلطجية لافتا إلى أننا جميعا نقف مقدرين مجهودات رجال القوات المسلحة والشرطة، من أجل توفير الأمن والقضاء على البؤر الإجرامية . وشدد على ضرورة الحد من التظاهرات ووجوب حصول المتظاهرين على تصريح أمني من وزارة الداخلية بميعاد ومكان المظاهرة والهدف منها وأي مظاهرة تخالف هذه القواعد يتم إلقاء القبض على المشاركين بها. واختتم حديثه قائلا: إن الأمن موجود بالفعل في الشارع المصري ومن يقول غير ذلك أشك أنه يعيش في مصر. أما خبير مكافحة الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة اللواء محمد هاني زاهر، فيقول إن الأمن موجود بالفعل بالشارع المصري ولكن ليس بما يكفي ويضيف أن القوات المسلحة إلى جانب الداخلية تبذل قصاري جهدها لاستعاده الأمن كاملا وتابع أن الحرب التي يشنها الجيش الآن علي الإرهاب في مصر هدفها الأساسي إقرار الأمن وترسيخ دعائمه من اجل الإنطلاق وإعادة البناء . وشدد زاهر علي ضرورة تفهم المواطنين لدور ومهام القوات المسلحة في هذه الفترة الفاصلة من تاريخ مصر .