كان شهر أكتوبر لهذا العام.. شهر الأمجاد الوطنية، والأعياد الدينية وكان المصريون علي قلب رجل واحد يشعرون .. بأن ما سُرق منهم في العام الماضي علي وشك ان يسترجعوه .. بل استرجعوه بالفعل!!! فكان الاحتفال بيوم العزة الوطنية يوم 6 أكتوبر المجيد.. أشعرنا جميعا بالفخر والشموخ.. وكان مما زاد هذا الشعور.. حينما قارناه بالعام الماضي.. حينما أقام الرئيس (المعزول) احتفالا.. لم يكن متوقعا الصورة التي أُخرج بها، ولم يسبق له مثيل حينما تواجد فيه قتلة وجواسيس ومن علي شاكلتهم ليحضروا الاحتفال بيوم فارق في تاريخ الأمة.. وتجاهل في نفس الوقت قيادات القوات المسلحة التي لم يدعها.. في حين بذلت العرق والدم وقدمت أرواح أبنائها.. من أجل عودة الكرامة والعزة للشعب المصري وللأمة العربية. واعتقد بذلك الرئيس المعزول وجماعته وأهله وعشيرته.. انهم وجهوا ضربة موجعة للشعب المصري وقواته المسلحة.. ولكن الحقيقة الدامغة التي شعر بها الجميع.. أن الرئيس (المعزول) ومن يخطط ويرسم له سياساته.. مجرد صغار لا قيمة ولا وزن لهم.. وهم في واد وبقية الشعب في واد آخر وكأنهم لا ينتمون إليه فعليا!!! ولجهل (الفئة المارقة) وضيق أفقها.. فقد تصور (المعزول) ومن معه بأنهم اعتلوا سدة الحكم إلي ما لا نهاية.. وكل يوم يمر عليهم يزيدهم قوة وتحكم.. ولا فكاك للشعب المصري من براثينهم.. ولذلك كانوا يزدادون في فرض (الأخونة) علي كل مفاصل الدولة.. ولم يتخيلوا ان العكس هو الصحيح.. وان كل يوم يمر عليهم يُنقص من رصيدهم لدي الشعب المصري الذي أراد أن يعطي لهم فرصة الحكم.. ولكنهم خذلوه.. وأيضا أرادوا أن يستولوا علي مقدراته ويقدمونها للآخرين ويقفوا في صفوف أعدائه.. ولكن سهمهم ارتد إلي نحرهم!!! وفي (30 يونية) قام الشعب المصري بثورته الثانية وأسقط نظام الإخوان الفاشي.. وكانت ثورة نقية راقية لم تشهد لها البشرية مثيلا في العصر الحديث!!! لقد أتي يوم (6 أكتوبر) هذا العام ورؤوس المصريين جميعا مرفوعة شامخة إلي الأعلي.. وهم يشعرون بأنهم يحتفلون بعيدهم ومعهم كبار قيادات الدولة، والقوات المسلحة، والشعب المصري العظيم .. وأيضا ممثلون عن الدول العربية الشقيقة، وكان الاحتفال مبهج ومصدراً للسعادة التي عمت كل ربوع مصر ما عدا الفئة المريضة من الإخوان الإرهابيين الذين تصوروا بقدراتهم العقلية المحدودة بأنهم يستطيعون أن يحيلوا أيام الفرح والحبور إلي أيام بؤس.. وشقاء.. فنزلوا إلي الميادين يهتفون ضد القوات المسلحة وقياداتها.. وحاولوا قطع الطرق وإطلاق الأعيرة.. وما تعودوا عليه من أعمال الإرهاب.. وأفعال البلطجة.. ولكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا يهدد الوطن والمواطنين.. بل كان لهم الشعب المصري بالمرصاد ضد كل تحركاتهم المشبوهة.. وكان التصدي الأعظم لهم.. هو أبناء الشعب الذين جعلوهم يفرون في الشوارع الجانبية أينما تنقلوا. ومن حكمة القدر.. ان الجيش والشرطة تعاونوا علي في بذل الجهد لحماية المتظاهرين الإرهابيين .. من يد المواطنين حتي لا يفتكوا بهم.. بعد أن تأكدوا ان أفعالهم تدل علي خيانتهم لوطنهم. كما كان أيضا الاحتفال بعيد الأضحي الذي أقيمت له الصلوات في الميادين.. ولم يكن هناك وجود حقيقي للإخوان الإرهابيين سوي ما يشيعونه من إشاعات كاذبة.. بأنهم سيعودون إلي الحكم.. وتبنوا شططا في الفكر.. ليؤثروا علي من حولهم.. فلم يكن يتصور أن يصل إلي (حد الجنون) كما قيل علي منصة رابعة أن سيدنا جبريل نزل إليهم.. وان الرسول عليه السلام .. صلي بإمامه المعزول.. وغير هذا كثير يعف اللسان عن تناوله أو ذكره!!! ومع كل ما هددوا به.. حتي يفسدوا علي الشعب المصري فرحته بالعيد الأضحي. لم يلتفت إليهم ولم يعر تهديداتهم ووعيدهم أحد بل استمتع المصريون كبارا وصغارا بالعيد خاصة بعد أن تخلصوا من جماعة أرادت الشر.. وعملت علي أن تصدر البؤس والحزن لأبناء وطنها!! الكلمة الأخيرة ليت جماعة الإخوان تعلمت من دروس الماضي.. ولكنها منذ عام 1928 تقع في نفس الخطايا.. وبالتالي تلقي نفس الجزاء!!! وبعد أن وصلت إلي سدة الحكم.. أضاعت كل رصيدها لدي الشعب المصري.. وخذلت نفسها.. قبل أن تخذل من ساندوها وساعدوها خلال السنوات الماضية!! عظيمة يا مصر