يخرج المواطن المصرى من منزله ليبحث عن أنبوبة البوتاجاز ويدفع ثمنها فى السوق السوداء »20« أو »30« جنيهاً ولكن يرفض أن ترفع الحكومة سعرها إلى 10 جنيهات فتضمن توزيعها بشكل عادل وتضمن القضاء على السوق السوداء. منطق غريب أن نتمسك جميعاً بدعم لا نراه ويذهب مباشرة في جيوب آلاف العصابات التي تخصصت فى الاتجار بأنبوبة البوتاجاز. ويبدو ان جميع المسئولين عن هذا القرار يخافون من اتخاذه رغم انه أفضل قرار لتوفير مليارات مهدرة وتقديم خدمة أفضل للشعب. وهذا ليس اقتراحى منفرداً، ولكن هذا اقتراح ورؤية للعديد من قطاعات الشعب. وانضمت إلى هذا الرأى أيضاً جمعية رجال الأعمال التى يرأسها المهندس المحترم حسين صبور التى خرجت منذ أيام لتقدم عدة بدائل للحكومة بغرض تعويض جزء من العجز فى الموازنة بدون فرض ضرائب جديدة على الدخل أو القطاع الخاص. اقتراحات جمعية رجال الأعمال وخصتها مجموعة متخصصة تفكر بشكل جاد وايجابى، وقد يرفض البعض مطالب الجمعية بعدم فرض ضرائب جديدة على رجال الأعمال، ولكن هذا الطلب أو الاقتراح جاء من الجمعية ومعه مبرراته وهى أن القرار سيكون له أثر على الاستثمار وسوف يؤدى حتماً لزيادة ظاهرة التهرب الضريبى، ولكن إذا كان هذا الاقتراح يحتاج الى نقاش فهناك أيضاً اقتراحات أخرى لرجال الأعمال لزيادة موارد الدولة اعتقد انها ستلقى تجاوباً سريعاً لدى عامة الشعب منها رفع سعر البنزين فئة 95 وفئة 92 بنسبة »25٪«. وهذا اقتراح أيضاً يتردد منذ فترة لأنه من غير المعقول أبداً أن تدعم مصر الطاقة بحوالى 90 مليار جنيه ونحن نشحت لتطوير التعليم. والبنزين عالى الجودة لا يستخدم إلا فى السيارات الحديثة وبالتالى فإن صاحبها قادر على أن يدفع ثمناً أعلى ولو قليلاً فنوفر على الدولة عمليات البحث عن موارد. ما بين رفع سعر أنبوبة البوتاجاز وسعر أنواع البنزين ستوفر مصر المليارات وهذه المليارات هى ما نحتاجه الآن للصرف فى قطاعات أخرى تعانى منذ سنوات، والمطلوب أن نشعر به وان نؤمن به جميعاً هو أن الثورة قامت لتصحيح الأوضاع. وأحد الأوضاع المعوجة والسيئة هو وضع الدعم الذى أصبح يدمر ميزانية الدولة دون أن نستفيد منه ودون ان يستفيد منه المستحقون، ولا أعتقد ان هناك مواطناً مصرىاً واحداً سيعترض على رفع قيمة أنبوبة البوتاجاز إذا ضمن انه سيحصل عليها بسهولة أكبر ولن يتعرض للمرمطة وهو يقف فى الطوابير ليدفع عشرين أو أربعين جنيهاً. وإلى جانب اقتراحات رجال الأعمال يجب ايضاً ان نعيد النظر فى منظومة العقاب لكل من يسرق سلعاً مدعمة بداية من المتاجرين فى السولار والأنبوبة وحتى المتاجرين فى سلع التموين، إذا عرف هؤلاء أن العقوبة ستكون السجن المشدد وليس مجرد الغرامة سيفكرون ألف مرة قبل الاقدام على أى عملية سرقة. مصر تحتاج الى كل ميلم وأى جنيه يتم توفيره سنضمن ضخه فى قطاعات تحتاج اليه مثل التعليم والصحة والاسكان..