خرجت صباحا من منزلي قاصداً كشك الصحافة في شارع 9 وفي الطريق سمعت من ينادي. - يا أستاذ أحمد فالتفت تجاه مصدر الصوت لأجد أحد جيراني يتجه نحوي. كان يرتدي جلبابا أبيض فوقفت انتظاراً للقياه وحين التقينا قال: - صباح الخير يبدو وكأنه خارج لتوه من تحت الدش قلت ضاحكا: - صباح الجمعة فضحك قائلا: - هو انا باين عليَّ كده؟ قلت: - بشدة وعموما ربنا يديك الصحة والمزاج الرايق ضحك ثم قال: - أهو المزاج الرايق ده ما حدش سايبه في حاله قلت: - ليه كفي الله الشر؟ واحنا فل الفل وعال العال ولسه عاملين ثورة الدنيا تحكي وتتحاكي بيها قال: - ما هي دي اللي معكره مزاجي قلت بدهشه - الثورة؟ قال: - ما يقال عن الثورة هو اللي معكر مزاجي قلت: - ماذا يقال عن الثورة ومن القائل؟ قال: - بيقولوا ان اسرائيل هي اللي عاملة الثورة صرخت في وجهه: - إسرائيل! ومع ذلك إيه الدليل قال الدليل: - الدليل هو التكلفة المادية الكبيرة للثورة قلت ضاحكاً: - الكنتاكي والساندوتشات؟ الكلام الاهبل ده اللي قالوه في أول ايام الثورة. مش كده قال لي: - وغير كده الخيم اللي كانت مالية ميدان التحرير مين اللي جابها؟ قلت: - من حسن الحظ انني اعرف مين اللي جاب الخيم وعلي فكرة مش إسرائىل قال: - امال اسمه إيه قلت: - اسمه المهندس ممدوح حمزة أو الدكتور ممدوح حمزة وهو صديقي فقال: - الله يطمنك يا شيخ لكن فيه ناس غيري ما يعرفوش الحقيقة دي قلت: - والحل إيه في رأيك قال: - الحل ان اللعب يبقي ع المكشوف والناس تشوف بعينها محاكمة المخلوع واسرته وعصابته وتكون محاكمة علنية وتتوفر لهم كافة الضمانات عشان الناس ضميرها يرتاح. وأنا انقل هذه الرسالة للسيد المشير طنطاوي والدكتور عصام شرف ما رأيكم دام فضلكم؟ أحمد فؤاد نجم