الرئيس الفنزويلي: أجريت محادثة ودية مع ترامب مبنية على الاحترام المتبادل    قناة دي فيلت: إذا لم تجد أوكرانيا المال لتغطية عجز الميزانية فستواجه الانهيار الحقيقي    دولة التلاوة.. المتحدة والأوقاف    اللهم إني أسألك عيش السعداء| دعاء الفجر    نائب وزير المالية: تمويل 100 ألف مشروع جديد للانضمام للمنظومة الضريبية| فيديو    في جولة محطة العبادلة بالقليوبية.. فودة يشدد على التشغيل القياسي وتعزيز خطط الصيانة    الصحة: خدمات شاملة لدعم وتمكين ذوي الهمم لحصولهم على حقوقهم    أحمد حمدي يكتب: هيبة المعلم    وزير الخارجية الفنزويلي: استقبلنا رحلات جوية حملت مواطنين مرحلين من الولايات المتحدة والمكسيك    د. خالد سعيد يكتب: إسرائيل بين العقيدة العسكرية الدموية وتوصيات الجنرال «الباكي»    موعد مباريات اليوم الخميس والقنوات الناقلة    إصابة 5 أشخاص بينهما شقيقتان في تصادم توكتوكين ب"ملاكي" بالدقهلية    حلمي عبد الباقي يكشف إصابة ناصر صقر بمرض السرطان    دراما بوكس| بوسترات «سنجل ماذر فاذر».. وتغيير اسم مسلسل نيللي كريم الجديد    أحمد مراد: رؤية فيلم "الست" تناسب جيل "زد" الذي لم يعش زمن أم كلثوم    منى زكي: فيلم "الست" أصعب أدواري على الإطلاق وتجسيد الشخصية أكبر من أي ممثلة    بالمستند.. أكاديمية المعلم تقرر مد موعد المتقدمين لإعادة التعيين كمعلم ل31 ديسمبر    One Circle يطلق مرحلة جديدة لتطوير الاقتصاد الدائري بقطاع الاتصالات    جمال شعبان يُحذر: ارتفاع ضغط الدم السبب الرئيسي للفشل الكلوي في مصر!| فيديو    نجاح جراحة دقيقة لمريض يعاني أعراضًا تشبه الجلطة في الجانب الأيسر    لا خوف من الفيروسات.. الصحة توضح سبب شدة الأعراض في هذا الموسم    أستاذة بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية تكشف أفضل أساليب الطهي للحفاظ على جودة اللحوم    محمد رجاء: لم يعد الورد يعني بالضرورة الحب.. ولا الأبيض يدل على الحياة الجميلة    وصول جثمان السباح يوسف محمد لمسجد الكريم ببورسعيد لأداء صلاة الجنازة.. فيديو    أكسيوس: إسرائيل تحذر من استئناف الحرب في حال استمرار تسلح حزب الله    موعد صلاة الفجر.....مواقيت الصلاه اليوم الخميس4 ديسمبر 2025 فى المنيا    استشهاد 5 فلسطينيين في غارات الاحتلال على خيام النازحين في خان يونس    وزير الثقافة يُكرّم المخرج القدير خالد جلال في احتفالية كبرى بالمسرح القومي تقديرًا لإسهاماته في إثراء الحركة المسرحية المصرية    حظر النشر في مقتل القاضى "سمير بدر" يفتح باب الشكوك: لماذا تُفرض السرية إذا كانت واقعة "انتحار" عادية؟    القانون يحدد عقوبة صيد المراكب الأجنبية في المياه الإقليمية.. تعرف عليها    كأس إيطاليا – إنتر ونابولي وأتالانتا إلى ربع النهائي    خبر في الجول - انتهاء مهلة عبد الحميد معالي ل الزمالك في "فيفا" ويحق له فسخ التعاقد    وليد صلاح الدين: لم يصلنا عروض رسمية للاعبي الأهلي.. وهذا سبب اعتراضي على بسيوني    اليوم، آخر موعد لاستقبال الطعون بالمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    تواصل عمليات البحث عن 3 صغار بعد العثور على جثامين الأب وشقيقتهم في ترعة الإبراهيمية بالمنيا    حريق بجوار شريط السكة الحديد بالغربية.. والحماية المدنية تُسيطر على ألسنة اللهب    أحدهما دخن الشيشة في المحاضرة.. فصل طالبين بالمعهد الفني الصناعي بالإسكندرية    ماكرون يستعد لإعلان تعديلات جديدة على العقيدة النووية الفرنسية    محافظة الجيزة يتفقد أعمال إصلاح الكسر المفاجئ لخط المياه الرئيسي بشارع ربيع الجيزي    علاج ألم المعدة بالأعشاب والخلطات الطبيعية، راحة سريعة بطرق آمنة    النيابة الإدارية يعلن فتح باب التعيين بوظيفة معاون نيابة إدارية لخريجي دفعة 2024    الحكومة: تخصيص 2.8 مليار جنيه لتأمين احتياجات الدواء    هجوم روسي على كييف: أصوات انفجارات ورئيس الإدارة العسكرية يحذر السكان    بيراميدز يتلقى إخطارًا جديدًا بشأن موعد انضمام ماييلي لمنتخب الكونغو    الإسكان تحدد مواعيد تقنين الأراضى بمدينة العبور الجديدة الإثنين المقبل    احذر.. عدم الالتزام بتشغيل نسبة ال5% من قانون ذوي الإعاقة يعرضك للحبس والغرامة    هل يجوز لذوي الإعاقة الجمع بين أكثر من معاش؟ القانون يجيب    قناة الوثائقية تستعد لعرض سلسلة ملوك أفريقيا    أهلي بنغازي يتهم 3 مسؤولين في فوضى تأجيل نهائي كأس ليبيا باستاد القاهرة    استئناف المتهمة في واقعة دهس «طفل الجت سكي» بالساحل الشمالي.. اليوم    بالأسماء.. إصابة 8 أشخاص في حادث تصادم ب بني سويف    تصادم موتوسيكلات ينهى حياة شاب ويصيب آخرين في أسوان    آثار القاهرة تنظم ندوة علمية حول النسيج في مصر القديمة واتجاهات دراسته وصيانته    العناية الإلهية تنقذ أسرة من حريق سيارة ملاكى أمام نادى أسوان الرياضى    مصر تستورد من الصين ب 14.7 مليار دولار في 10 أشهر من 2025    الشباب والرياضة: نتعامل مع واقعة وفاة السباح يوسف بمنتهى الحزم والشفافية    وكيل لجنة مراجعة المصحف ورئيس منطقة الغربية يتفقدان مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 3ديسمبر 2025 فى المنيا.. اعرف مواقيت صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكايتى مع السحر والسحرة فى نصف قرن ( 8 )
نشر في أكتوبر يوم 29 - 05 - 2011

فى هذه السلسلة من «حكايتى مع السحر.. والسحرة» أُقدم تجاربى التى استمرت سنوات طويلة.. شهدت فيها كثيرًا من المواقف والحكايات التى يشيب لها الولدان!. ونحن لانعرضها من باب الطرافة أو الإثارة.. وإنما من باب شهادتى للتاريخ عن كل هذه الأعمال التى ترفضها كل الأديان.. بلا أستثناء.. رغم أنها حقيقة وموجودة.. بل يعتقد فيها الكثيرون من الناس..
«أبو قلة» تاب عن الكذب.. بسبب عفريت
فى قرية صغيرة من قرى الريف المصرى وعلى وجه التحديد قرية تابعة لمركز السنطة (محافظة الغربية) وهى تبعد 15 كيلومترًا من مدينة طنطا يقيم رجل كفيف اسمه «الشيخ محمود».. وشهرته «أبوقلة».
هذا الرجل يقوم بأعمال خرافية ولديه قدرات عجيبة فى معرفة أسرار الناس وبالإضافة إلى ذلك يستطيع أن يكشف لك عن اللصوص الذين سرقوامسكنك أو أموالك..
أو جزءًا أو كل ممتلكاتك، وذلك عن طريق «قلة» نعم «قلة» من تلك القلل التى يستعملها الفلاحون وأبناء الأحياء الشعبية.. بدلا من مياه الثلاجة..
شئ غريب وعجيب حقا.. أليس كذلك؟
لقد سمعت عن هذا الرجل ضمن جولاتى المتعددة. كنت فى زيارة لمدير أمن الغربية وكان يجلس معه بعض الناس من معارفه أو أهالى المحافظة الذين حضروا إليه لتصريف بعض أمورهم. وتطرق الحديث إلى العفاريت والجن ومايفعلونه بعباد الله من الإنس وفجأة قال أحدهم: إنه يعرف رجلا فى إحدى قرى مركز السنطة، وهو كفيف البصر، يستطيع أن يسخّر العفاريت لمعرفة أسرار الناس.. وكذلك يكشف أسرار اللصوص.
اقتربت من المتحدث وأخبرته بأن شقتى قد سرقت منذ عدة أيام وأن الشرطة عجزت عن معرفة اللصوص أو القبض عليهم، وطلبت منه أن يتفضل بإعطائى عنوان هذا الرجل وتكّرم الرجل وأعطانى اسم الرجل وعنوان القرية.
الحقيقة أن شقتى لم تكن قد سرقت ولايحزنون.. ولكننى أريد أن أقوم بزيارة هذا الرجل لأعرف حقيقة ما يقوم به.
عدت إلى القاهرة فى نفس اليوم وذهبت طبعا إلى منزلى.. وبعد وصولى ببضع ساعات اتصل بى زميل لى ويعمل مصورا فى مجلة أكتوبر وأبلغنى أنه اكتشف سرقة «كاميرا» غالية الثمن من درج مكتبه فى العمل وهى غالية الثمن وأنه معرض لدفع ثمنها «للمجلة».. بالإضافة إلى ماسوف يتعرض له من لوم وعقاب وتحقيق وربما تبعده عن رئاسة قسم التصوير.
قلت له: بس.. تاهت ولقيناها.
قال: يعنى إيه..؟
قلت له: لقد سمعت اليوم وأنا فى طنطا عند مدير أمن طنطا عن رجل يقولون عنه «إنه خرافة» فى معرفة مكان المسروقات.. واللصوص أيضا.. استعد لأن نذهب إليه صباح غد.
فى صباح اليوم التالى حضر زميلى إلى منزلى فى ساعة مبكرة من الصباح بسيارته وقال لى: يالله هأنا جئت إليك وعلى استعداد للسفر.
المهم؛ وصلنا إلى القرية وسألنا عن منزل الرجل وطرقنا الباب.. البيت ريفى مثل كثير من بيوت القرى المصرية.
قابلت «الشيخ محمود» وهو نحيف الجسم وغير مبصر «كفيف» وتحدثت معه ونحن داخل البيت واقفين، وقلت له: إننا حضرنا من القاهرة لمعرفة شئ سرق من زميلى.
قال الرجل: اتفضلوا.. وأشارت زوجته إلى السلالم.. وصعدت معنا أنا وزميلى إلى سطح المنزل فوجدنا السطح كله مليئا بالقش.. وهناك غرفة واحدة فقط أشارت نحوها وهى تتقدمنا وتفتح الباب وتقول لنا: اتفضلوا يا بهوات.
بعد دقائق شاهدت «الشيخ» من باب الغرفة يتلمس طريقه إلينا.. فنهضت من مكانى وخرجت لأستقبله إلى داخل الغرفة.
جلس الشيخ محمود معنا وقال لنا: خير إن شاء الله يا سعادة البيه.. قلت له: زميلى سرقت منه بعض الأشياء غالية الثمن ونريد أن نعرف شخصية الذى سرقها.. والمكان الذى تختفى فيه.. فهل هذا ميسور لك؟.. أو فى استطاعتك أن تفعله؟.
رد الرجل قائلا: كله بإذن الله.. ثم سألنى: حضرتك معاك حد تانى غير زميلك؟ قلت: لا نحن الأثنين فقط.
قال: معلش ياسعادة البيه لازم تجيب معاك ثلاثة أو أربعة أشخاص.. سألته:لماذا؟.. وهل من الضرورى للكشف عن المسروقات ومعرفة اللصوص أن يكون هناك عدد كبير من الناس؟
أجاب: نعم.. أريد أن أقولك «السر» الآن حتى تحضر ومعك أربعة أشخاص أو أكثر مادمت تكون واثقا منهم..
قبل أن أغادر هذا المكان قدمت نفسى إليه.. وأبديت له استعدادى لخدمته فى أى شئ يريده.. فى طنطا.. أو القاهرة أو أية جهة كانت وكنت أريد بذلك أن أجعله يطمئن من ناحيتى.. ثم أكسب ثقته ويطمئن إلىَّ.
شكرنى الرجل وأخذ يدعو لى.. ثم تعمدت أن أطيل فى الجلوس بعض الوقت فطلبت منه فنجان قهوة.. ولقمة عيش وشوية ملح أتناولها فى بيته حتى يكون بيننا «عيش وملح».
رفع الرجل صوته ينادى على زوجته التى تجلس تحت فى الدور الأرضى حضرت الزوجة فطلب منها الرجل أن تحضر مالديها من طعام ولكننى رفضت وأصررت على «لقمة عيش وملح» فقط. وبعد أن اقتسمت معه لقمة العيش والملح وشربت الشاى قلت له: إسمع ياعم الشيخ محمود: أريد أن أسألك سؤالا.. وأرجو ألاتغضب منه.. أو يترك فى نفسك شيئًا من الحساسية.
قال: اتفضل ياسعادة البيه أنا مش راح أزعل منك أبدًا.. لأنك رجل باين عليك ذوق وابن حلال.
العفريب أفقده البصر
قلت له: هل أنت ولدت هكذا.. غير مبصر؟
أجاب: الحقيقة أننى كنت مبصرا.. حتى عدة سنوات مضت.. ثم فجأة أصبت بالعمى..
قلت له: هل كان ذلك نتيجة مرض؟
أجاب: الحقيقة بتاعة ربنا لا.. لأننى أصبحت أكره الكذب.
سألته: هل معنى ذلك أنك كنت كذابا؟
قال: قبل أن أجيب عن سؤالك أحب أن أقول لك إن سيادتك رجل صريح ودمك خفيف قوى.. ياسيدى إن سبب فقدانى لبصرى أن بعض الناس حضروا إلىّ لمعرفة أشياء كانت مسروقة منهم.. وهؤلاء الناس من أهل القرية، وعندما حاولت معرفة اللصوص ومكان المسروقات فوجئت بأن اللصوص، أو الذين قاموا بالسرقة أعرفهم جيدا، وهناك صلة طيبة بينى وبينهم، فلم أستطع أن أقول لهم الحقيقة كان من بين الأسماء التى ذكرتها واحد يحمل اسما متشابها من نفس الأسماء التى ذكرتها.. وخرجوا من عندى وذهبوا إليه واتهموه بالسرقة.. واحضروه إلى هنا.. وعندما أخبرونى بأنه معهم لم أحاول التراجع عن كلامى واصررت على أنه هو اللص وفجأة.. وأثناء الكلام معهم شعرت أن بصرى قد سحب من عينى الإثنتين.. وأصبحت أعمى.. ورغم أننى ذهبت إلى كثير من الأطباء فى طنطا والقاهرة وأنفقت أموالا كثيرة من أصل ممتلكاتى ومن الأموال التى كنت قد إدخرتها مما أحصل عليه من الزبائن.. فإن عينى ظلتا كما هما وذهب عنهما نور الله.
وسألته: وهل مازلت تكذب ياعم الشيخ محمود؟
أجاب الرجل وهو يضحك: ياسعادة البيه كفاية اللى حصل.. وانتقام ربنا كان كبيرا.. وأؤكد لك أننى منذ هذه الواقعة لم أحاول الكذب أبدا.
انصرفنا أنا وزميلى المصور من منزل الشيخ محمود وعدنا للقاهرة وأتفقت معه على أن نحضر معنا «باكر» أربعة من الزملاء الموثوق فيهم.
فعلا سافرنا من القاهرة إلى القرية مرة أخرى وذهبنا بمجرد وصولنا إلى منزل الشيخ محمود واستقبلنا الرجل بالترحاب واطمأن إلى أننا قد أحضرنا معنا أربعة أشخاص وقد عرف ذلك وهم يصافحونه.
سألنى الشيخ محمود: ياأستاذ أحمد.. أرجو أن تأخذ كام ورقة من الكراسة دى.. وقدمها لى.. وتقطعها إلى قطع صغيرة وتجعل الأخ اللى سرقت منه الحاجة أن يكتب أسماء جميع الناس الذين يعتقد أن واحدا منهم هو الذى سرق منه الحاجة التى حضر من أجلها.
فعلا؛ تناولت الورق وأخذت أقطعه إلى قطع صغيرة.. ثم قدمتها إلى زميلى وطلبت منه أن يكتب أسماء جميع الذين يشك فيهم وأن واحدا منهم هو اللص.
قلت للشيخ محمود: خلاص يامولانا لقد كتب زميلى أسماء الذين يعتقد أن واحدا منهم هو اللص على كل ورقة.
طلب منى الشيخ محمود أن أقوم بوضع عصابة على عين واحد من الأصدقاء أو الزملاء الذين حضروا معنا قبل أن يقول لى ماذا أفعل بعد ذلك.
فعلا؛ أخرجت «منديلا» من جيبى ووضعته كعصابة على وجه أحد الزملاء حتى لا يرى ولايشاهد أى شئ مماسوف يحدث.
القلة تكشف اللصوص
أخبرت الشيخ محمود بما فعلت وبعدها نادى على «إبنه» وهو طالب فى إحدى المدارس الثانوية وحضر الشاب من الدور الأرضى فقال له والده: هات «القلة» ووضعها فى يد والده.
طلب الشيخ محمود -مرة أخرى- من إبنه أن يحضر «طبقًا» فيه شوية ميه.. وبعض الدقيق ويصنع منه عجينة.
فعل الابن ذلك وسلم الطبق لوالده.
طلب منى الشيخ محمود أن أتسلم الطبق وأن أقوم بلزق قطع الورق الصغيرة التى عليها أسماء المشتبه فيهم على جدران الغرفة وأن أترك مسافة بين كل ورقة وأخرى.
فعلت ما طلبه منى ثم قلت له: خلاص يامولانا.
قال: طيب أطلب من زميلك أو صديقك الذى عصبت عينيه أن يحمل فى يده اليمنى «القلة الفارغة» ويمد يده إلى الأمام.
فعلت ما طلبه الشيخ محمود ووضعت «القلة الفارغة» فى يد زميلى؛ وقف الشيخ محمود يتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة وهو يضع يده على كتف زميلى «المعصوب العينين» وبعد دقائق قليلة أنزل الرجل يده من على كتف زميلى وقال له «تفضل انطلق».
كانت دهشتنا جميعا بالغة عندما شاهدنا زميلنا وهو يتحرك من مكانه ويتجه نحو الورق الملصوق على الجدران الأربعة للغرفة.. والقلة تقوده وتميل ناحية الورق.
وفجأة.. ارتفع صوت زميلنا وهو يقول: القلة ثقيلة قوى..
قال له الشيخ محمود: معلش ولسه راح تتقل أكتر.. استحمل.. وكانت الدهشة كبيرة عندما تحركت «القلة» فى يد زميلنا واتجهت نحو اسم واحد من زملائى.. غير الموجودين معنا.. وهو الذى كان زميلى المصور يردد اسمه دائما معى على أنه هو وزميل آخر قاما بسرقة الكاميرا.
أخذت «القلة» وكأن عفريتا يحركها تميل بشدة نحو إسمين متباعدين وتضرب ورقة كل منهما على أنهما اللصين!
أخبرت الشيخ محمود بما حدث فطلب منى أن أغمض عينى زميل آخر.. ثم بعد ذلك أقوم بإستبدال أماكن الورق داخل الغرفة وخارجها، فعلت فطلب منى أن أغمض عينى زميل آخر بالمنديل، ثم استبدلت الورق الملصوق على جدران الغرفة وبين كل ورقة وأخرى مسافة متباعدة بعد أن انتهيت من كل ذلك قلت للشيخ: خلاص يامولانا.
أمسك الرجل «بالقلة» ووضعها على كف زميلى الآخر، ثم وقف بجانبه ووضع يده على كتفه وأخذ يتمتم ببضع كلمات ثم طلب من «القلة» أن تتحرك، الدهشة ظهرت على وجوهنا جميعا مرة أخرى عندما شاهدنا «القلة» تنسحب إلى الأمام وزميلنا يميل هو الآخر نحو الاتجاه الذى تقوده إليه «القلة».
ومرة أخرى تترك «القلة» كل الأسماء بعد أن تمر بكل إسم، ثم تضرب «القلة» نفس الاسمين بعد أن قمت فى البداية باستبدال مكان الورق.
أعجوبة أخرى
بعد أن انتهينا من عملية استبدال الورق ثلاث مرات، سألنى الشيخ محمود قائلا: يا أستاذ أحمد، يقدر زميلك اللى سرقت منه الأشياء يحضر معه مرة أخرى طفل صغير لايزيد عمره على 11 سنة؟
قال زميلى المسروق: ممكن، وسوف أحضر لك غدا إن شاء الله إذا أمكن ذلك؟
قال الرجل: أنا فى انتظاركم.
خرجنا من المنزل وركبنا السيارة وعدنا إلى القاهرة، وفى المساء اتصل بى زميلى وأبلغنى أنه اتفق مع غلام صغير عمره حوالى 11 سنة وسوف نسافر جميعا غدًا إلى الشيخ محمود.
فعلا؛ ركبنا السيارة وذهبنا إلى الشيخ محمود وعندما دخلنا البيت سألنا: هل أحضرتم الولد. قلت: نعم.
قال: طيب اتفضلوا فوق وأنا راح أحضر لكم حالا.
وبعد عدة دقائق، طلب الشيخ من الغلام أن ينام على «الكنبة» على ظهره ويمد ساقيه إلى الأمام وبعد أن فعل ذلك طلب منى الشيخ منديلا فأعطيته له فقام بوضع المنديل على وجه الغلام. ثم بعد ذلك أخذ الشيخ يقرأ بعض الكلمات غير المفهومة ويذكر أسماء بعض ملوك الجن. بعد حوالى دقيقه فوجئنا بأن الغلام أصبح فى حالة غياب تام عن الحياة وليس فيه شئ من الوجود غير نبضات قلبه.
سألنى الشيخ محمود عن إسم الغلام، فقلت له عن اسمه.
أخذ الشيخ محمود «يتمتم» ببضع كلمات غير مفهومة ثم وضع يده على رأس الغلام وقال له: اسمك إيه؟ قال: اسمى على.
امك اسمها إيه؟ فاطمة.
إنت ساكن فين؟ فى شارع الهرم.
إنت بتشتغل إيه؟ ميكانيكى سيارات
إنت عارف أنت فين دلوقت؟ لا
طيب قولى يا على: إيه اللى اتسرق من الأستاذ سعد؟ اتسرق منه «كاميرا»
الكاميرا كانت فين؟ فى درج مكتبه.
طيب مين اللى سرقها؟ سرقها .... و ....
إيه اللى خلاهم يسرقوها؟
واحد أكبر منهما هو اللى طلب منهما أن يسرقوها.
طيب الكاميرا فين دلوقتى؟ قام وذكر الإسمين اللذين اتهمتهما «القلة بالسرقة» بوضعها لدى فلان.
طيب تعرف مين اللى معنا هنا فى الغرفة؟
إنسحبت بخفة شديدة جدا وبسرعة وسحبت معى أحد الزملاء.. قال: فلان وفلان وخرج من الغرفة فلان.. وفلان..
طيب قولى هل يا ترى تقدر تعرف العنوان الموجود فيه الكاميرا الآن؟
قال: سوف تظهر فجأة بعد ثلاثة أيام فى درج مكتب الأستاذ سعد، مرة أخرى حتى لا يتهم بأنه كان كاذبا حين اتهم زميله بالسرقة.
سألنى الشيخ محمود: ياأستاذ أحمد، تحب تسأل الغلام حاجه أو الأستاذ سعد؟
قلت : لا.. كفاية.
قام الشيخ محمود بقراءة بعض الكلمات غير المفهومة فى «أذن الولد» وبعدها نهض الغلام من نومه العميق، أو الإغماءة التى كان فيها بعد أن رفع الشيخ محمود «المنديل» من فوق عينيه.
وبعد أن جلسنا بعض الوقت شكرنا الشيخ وأنصرفنا عائدين إلى القاهرة.
قبل أن ننصرف طلب منى الشيخ محمود عدم ذكر أى شئ مما حدث للغلام حتى لايصاب بسوء، قلت للغلام: صحيح إن أمك اسمها فاطمة؟
نظر إلىَّ الغلام بدهشة وذهول وقال لى: إيه اللى عرف حضرتك إسم أمى؟.. وبتسأل ليه؟
قلت له: أبدا مفيش حاجه.
قال الغلام فى دهشة مرة أخرى: أنا عايز أعرف أنت عرفت إسم أمى منين؟
قلت له: وأنت نايم عند الشيخ.
قال: هو أنا كنت نايم؟!.. وهل ذكرت إسم أمى؟.. يانهار أسود.. إيه اللى حصل؟..
قلت له: بكره تعرف..
ونزلت من السيارة وقبل أن أنصرف إلى مسكنى طلبت من زملائى ألا يتحدث أحدهم مع الغلام بأية كلمة..وإلى الحلقة القادمة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.