حملت لنا الأنباء عن عقد لقاء ثنائي بين نائب رئيس المخابرات التركية مع رئيس الاستخبارات القطرية من أجل زعزعة الاستقرار في مصر، وتشجيع الجماعات التكفيرية علي إيقاع الخسائر بالجيش المصري وإرهاقه، وقد استقر الرأي بين الجانبين - حسبما حملت لنا الأنباء - علي مد هؤلاء الأفاعي بالمال والسلاح لتكرار تجربة الجيش السوري الحر في سيناء.. كل ذلك مع غطاء إعلامي هائل يبرر هذه الجرائم ويصورها للعالم علي أنها مجرد رد فعل علي عنف السلطة الحاكمة في مصر! والسؤال الآن ما هو الدور القطري بالضبط، ولماذا تقبل هذه الدولة الشقيقة أن تقوم به دون رادع من دين أو ضمير أو وطنية؟.. وللإجابة عن هذا السؤال دعونا نعود للوراء قليلاً.. فعندما نجحت القوي الاستعمارية في زرع الخلية الشيطانية المسماة بإسرائيل تخيل أنه ضمن السيطرة علي العرب تماماً باستخدام هذه الخلية الشيطانية التي زرعها في الجسد العربي، ولكنه فوجئ برد فعل مغاير تماماً، فقد وحدت العداوة لهذه الدولة القذرة بين كافة الشعوب العربية من المحيط إلي الخليج، وقد استطاع هذا الضغط الشعبي في إجبار الأنظمة الحاكمة في الدول العربية علي الوقوف في وجه الأطماع الصهيونية والتصدي لها، حتي أصبح العدو الأول والأخير للعرب هو إسرائيل فلجأ العرب لمحاربتها عدة مرات، وإلي مقاطعتها اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، فباتت هذه الدولة المارقة وحيدة منبوذة تعوم في بحر من الكراهية والأحقاد. وهنا شعرت القوي الاستعمارية الكبري بالفشل في اختراق الجسد العربي، وتفتيت أوصاله، وفكرت هذه القوي في حل آخر.. فما هو هذا الحل؟ جاء الحل في ضرورة خلق وتصنيع خلية سرطانية من ذات الجسد العربي.. لها نفس خصائصه، وتتحدث بنفس لغته وتدين بنفس دينه حتي لا يلفظها الجسد العربي كالعضو المزروع في جسد الإنسان، الذي تتكاتف كل خلايا الجسد لطرده بعيداً عنها ولفظه.. وبقي السؤال الأهم ما هي هذه الدولة التي يمكن أن تقوم بهذه المهمة القذرة؟.. واستعرضت القوي الاستعمارية الكبري أسماء الدول العربية وبحثت في ظروف كل دولة، وبخبرة استخباراتية كبيرة، أخذت هذه القوي في الدراسة والبحث والتمحيص. وكما تختار الأجهزة الاستخباراتية جواسيسها، حسب مواصفات ثابتة وأسس لا تتغير، فالجاسوس لابد أن يتمتع بالطمع وحب المال بشكل بشع، كما أنه لابد أن يكون كارهاً لمجتمعه وحاقداً عليه، وأن يكون ولاؤه الوحيد لنفسه ورغباته الدنيئة، وأن يكون لديه الرغبة الجارفة في القيام بدور أكبر من قدراته وإمكانياته.. هذه هي مواصفات الجواسيس في كل زمان ومكان، وبمجرد دراسة ظروف كل دولة عربية علي حدة اختارت هذه القوي بالإجماع دويلة قطر.. فلماذا وقع الاختيار علي قطر دون غيرها؟ الإجابة لأن قطر دويلة صغيرة، عمرها لا يتعدي ال 45 عاماً فقط وهي نشأت في الأساس بالاقتطاع من أراضي المملكة العربية السعودية فكرهتها السعودية، وشعر النظام القطري بالاحتقار والدونية والحقد علي كافة الدول العربية المستقرة، خاصة مصر والسعودية والعراق وسوريا، كما أن قطر دولة عربية ومسلمة وترغب في لعب دور أكبر من دورها فلا مساحة الدويلة ولا عدد سكانها الذي لا يتعدي سكان شارع بأحد أحياء القاهرة تسمح لهذه الدولة بأن يكون لها أي دور في الخريطة السياسية العربية.. ومن هنا وقع الاختيار علي هذه الدويلة الوليدة لتكون بمثابة الخلية السرطانية والمندوب السامي للشيطان في العالم العربي ومن هنا قام الأمريكان بإقامة قاعدة «العديد» وهي أكبر قاعدة أمريكية خارج أراضي أمريكا.. وهي دولة داخل الدولة الوليدة، وبدأ النظام القطري الذي يشعر بالاحتقار والدونية في ممارسة الدور المرسوم له بأقذر الوسائل فبدأ يشجع القلاقل وينفخ في ثورات الشعوب حتي تقتلع الأخضر واليابس في البلاد، مستخدماً في ذلك سلاح المال وسلاح الإعلام، والثاني أكبر خطورة من السلاح الأول فبدأت قناة الجزيرة تمثل لسان الشيطان وذراعه في تفتيت أواصر الأمة العربية وهدم جيوشها وزرع الفتنة بين شعوبها.. هذه باختصار قصة دويلة قطر ودورها القذر.. فهل نفيق لهذه الكارثة الكبري؟!