منذ فترة ليست بالقصيرة تبدو القنوات الرئيسية الأولي والثانية والفضائية في حالة تخبط وغير منضبطة ويسودها العشوائية بحيث لا يستطيع المشاهد معرفة ما سيعرض علي التليفزيون ولو لساعة قادمة كل شيء يسير بالصدفة، الأفلام والمسرحيات غير موجودة علي الشاشة تقريبا، معالم كافة القنوات غير واضحة. أجرينا هذا التحقيق مع رؤساء القنوات لمعرفة سر هذا التخبط الدائم.. يقول علي سيد الأهل رئيس القناة الأولي: منذ توليت رئاسة القناة منذ عدة أشهر والوضع السياسي في البلاد غير مستقر مما يؤثر بالقطع علي نوعية البرامج والمواد المعروفة علي الشاشة.. اعلم تماما أن هناك بعض التشابه في البرامج وظروف البلد فرضت علينا تلك النوعية من البرامج لمناقشة أحوال البلد ونحاول قدر الامكان التنوع ولدينا العديد من البرامج ومسألة عدم انتظام الخريطة أمر عادي جدا لأن وقوع أي أحداث وما أكثرها يغير الخريطة بشكل شبه كامل. وهذا الأمر تكرر كثيرا في الشهور الأخيرة فاستقرار الخريطة مرتبط تماما باستقرار أحوال البلاد، وهناك أمر حيوي أننا لا نستطيع تبث فيلم عربي كل خميس لأننا لا نملك المنافسة ولا نستطيع شراء أفلام جديدة ولا حتي تجديد حق عرض الأفلام التي انتهت مدة عرضها، وسنحاول في الفترة القادمة تجديد الشاشة ومع مطلع الشهر القادم سنغير موعد عرض المسلسل العربي ليذاع في منتصف الليل وتقديم برامج «التوك شو» في السابعة مساء لمحاولة تغيير شكل الشاشة وعلي الجميع أن يعلم أن كثرة عدد البرامج علي القناة الأولي لها بعد اجتماعي حتي يتحسن الوضع المالي للعاملين. ويقول ممدوح يوسف رئيس القناة الثانية: أعتقد أن القناة الثانية منضبطة في خريطتها ومن يشاهد الشاشة يشعر بهذا الانضباط ولكن أي تغيير في الخريطة نكون مجبرين عليه نظرا للأحداث الملتهبة التي تمر بها البلاد. ولدينا تنوع هائل في البرامج ما بين برامج دينية واجتماعية وسياسية وثقافية والأوضاع الحالية لا تسمح لنا بشراء أفلام جديدة سواء عربية أو أجنبية وأعلم أن المشاهد يشعر بعدم انتظام الخريطة وهذا الأمر خارج عن إرادتنا خاصة أننا التليفزيون الرسمي للدولة. ولابد أن نغير من أحوال المجتمع بصدق وشفافية، ولا نملك رفاهية الفضائية التي تعرض أفلاما عربية قديمة وحديثة لا نملك حق عرضها، الأمور المالية تحكم الخريطة والمواد المعروضة والتخبط علي الشاشة أمر طبيعي منذ اندلاع ثورة يناير 2011. ويقول عبدالرحمن صبحي رئيس الفضائية المصرية علي نفس المنوال إن شاشة الفضائية المصرية بها العديد من البرامج المتنوعة والمسلسلات ولكن أحوال البلد غير مستقرة تجعل من المستحيل انتظام الخريطة ولو لأيام قليلة، نحن ملتزمون بتغطية كافة الأحداث علي أرض مصر والتعبير عن وجه مصر أمام العالم الخارجي وأعلم تماما أن الفضائية المصرية ينقصها الكثير ووجود بعض المشاكل الداخلية التي ربما تؤثر علي العمل ولكن انتظام الخريطة كما كان يحدث في الماضي أمر شبه مستحيل فلا يكاد يمر يوم دون أحداث طارئة، ومصيبتنا حاليا قلة الأفلام العربية لدرجة عجزنا عن عرض الكثير من الأفلام الوطنية في ذكري نصر أكتوبر، فمعظم الأفلام التي كانت موجودة علي الشاشة انتهت مدة عرضها وهذا الأمر يسبب صداعا لجميع رؤساء القنوات وعجزنا عن عرض مواد ترفيهية أو أفلام كوميدية في الأيام العادية، الإمكانيات المالية تحول دون تطوير الشاشة بالشكل المطلوب وحلبة المنافسة واسعة تتطلب بعض الإمكانيات، والاستقرار السياسي مهم حتي نستطيع تطوير الشاشة.