مرحلة ما قبل بدء شهر رمضان التي يعتبرها العاملون في مجال التليفزيون علي وجه الخصوص موسم عملهم الأساسي، شهدت الكثير من المنافسة للحصول علي حقوق عرض بعض الأعمال والمسلسلات الدرامية علي شاشته خلال أيام هذا الشهر، كما شهدت معركة العرض الحصري التي أصبحت فصولها تتكرر كل عام، لكن المتابع لهذا المعارك يري بوضوح أن قنوات «دريم» أولي القنوات المصرية الفضائية الخاصة التي غاب اسمها تماما عن معركة الحصري. في هذا الحوار التقينا د. محمد خضر مدير قطاعي البرامج والإنتاج بقنوات «دريم» محاولين أن نفهم منه هل ابتعاد دريم عن تلك المنافسة كان بكامل اختيارها أم أن القناة أصبحت راضية بحالها، ولا تريد الدخول في معارك ليست لديها الإمكانية لخوضها. هناك جملة في حوار للمهندس أسامة الشيخ مع «الدستور» صرح فيها بأن «دريم» أصبحت راضية بحالها وفقدت طموحها وابتعدت عن المنافسة.. ما رأيك في ذلك؟ - أنا لم أفهم كيف أننا في «دريم» خارج المنافسة وبأي مقياس؟ ولا أفهم مفهوم الرضا بالحال الذي تحدث عنه الشيخ أيضا، ف«دريم» موجودة وبقوة وشاشتنا في رمضان خير دليل، حيث إننا قمنا بتغيير شكل القناتين تماما وراهنا فيما نعرضه علي التنوع وليس الكم فقط، وهذا ما حرصنا عليه في انتقائنا للمسلسلات التي نعرضها في شهر رمضان هذا العام، كما تنوعت البرامج بين الخفيفة والجادة والبرامج الدينية المختلفة علي عكس الكثير من القنوات التي انساقت وراء شراء المسلسلات والبرامج بشكل كبير وعشوائي، وهو ما حقق معنا صدي جيدا، وأنا أري أنه إذا كان الحكم علينا بالرضا بالحال بديله أن أشتري بلا حدود وأنفق بلا حساب، فنحن راضين بحالنا. لكن عوائد الإعلانات التي تحصل عليها القناة أثناء منافستها مع غيرها هو أمر مهم أيضا؟ - في رمضان هذا العام الإعلانات قلت عن العام الماضي بنسبة 40%، بينما زاد الإنفاق كثيرا، ولهذا فإن كثيرا من القنوات التي أنفقت.. منها قنوات أنفقت 200 مليون جنيه في شراء أعمال وبرامج سوف تقف وتحاسب نفسها بعد انتهاء رمضان هذا العام، فمهما كانت قوة رأس المال، فهناك إيرادات وهناك ربح وخسارة، ولهذا فنحن في «دريم» نراهن علي الاستمرارية وليس مجرد خبطة وبعدها نقفل، فنحن كقناة مستقرة ولها اسم، ونستعد مطلع العام المقبل للاحتفال بمرور عشر سنوات علي إنشاء القناة، لن نجازف أو نقامر بدخول صراعات وهمية مثل القنوات التي لا يتجاوز عمرها عامًا أو عامين وأقنعتها شركات الإعلانات بمسألة الصراعات والمنافسة ونسب المشاهدة، فأصبحت تضخ الكثير من الأموال دون وجود عائد مناسب، وهو ما يتطلب من هذه القنوات أن تقف لمحاسبة نفسها لأن الكيانات الموجودة حاليا في مصر لن تكون أقوي من«art » أو «روتانا» التي علي الرغم من ميزانيتها الضخمة فإنها عانت من أزمات. لكن فكرة عرض المسلسلات حصريا هي أمر جاذب للإعلانات أيضا؟ - فكرة الاستثمار في العرض الحصري لا تحقق مكسبا ماديا وإذا حققت فهو مكسب بسيط جدا ولحظي، أو مرتبط بفترة شهر رمضان فقط، وهذا هو تفكير شركات الإعلان، أما أن تقدم مجموعة من البرامج المهمة والقوية التي تعرضها طوال أيام السنة، فهذا هو النجاح الذي يستمر ويبقي معك لفترة طويلة، فلو فكرنا في التقييم المادي لهذه القنوات فسوف نراه منخفضا للغاية، لأن الأعمال التي تعرضها ليست من إنتاجها، بل هي قامت بشراء حق عرضها فقط، لكنك لو قررت تقييم قنوات «دريم» فسوف تجد أمامك «العاشرة مساء» و«واحد من الناس» و«الطبعة الأولي» و«عصير الكتب» و«الحقيقة»، وجميعها برامج ناجحة ومستمرة. هل هذا هو مبرر قيامكم بالخروج من المنافسة علي العرض الحصري؟ - أنا ليست لدي مشكلة في أن يعرض التليفزيون المصري نفس الأعمال التي أعرضها، فهذا العام نحن شركاء في إنتاج «عايزة أتجوز» و«حكايات وبنعيشها»، فأنا أقوم بتغطية تكلفة إنتاج المسلسلات، والمشاهد سيبحث عن مواعيد عرض المسلسل علي شاشتي بعيدا عن زحمة المسلسلات التي يعرضها التليفزيون المصري. أنت تطرقت إلي فكرة نسب المشاهدة والعرض الحصري.. إلي أي مدي يكون هناك تدخل من شركات الإعلان؟ - هناك قنوات فضائية فيها الشريك الإعلاني مجرد مسئول عن الإعلانات فقط، وقنوات أخري تتحكم فيها شركات الإعلان كليا، وبعضها يقنع القائمين علي تلك القنوات بأنه لكي يكون لها ترتيب متميز في نسب المشاهدة خلال شهر رمضان فلابد أن يكون لدينا عدد من الأعمال والمسلسلات الحصرية، والقنوات بدورها تنساق وراء ذلك، والغريب أنه إذا حصلت هذه القنوات علي أعلي نسبة مشاهدة في رمضان، فماذا ستفعل طوال العام وقد التهمت برامج رمضان ميزانية العام كله؟! هل يعني ذلك أن هذه القنوات تخسر ماديا؟ - بالطبع وخسارة كبيرة ولكنها تستمر علي أمل أن تفشل القنوات الأخري وتكون هي وحدها الموجودة علي الساحة، ويتجه إليها المشاهد والمعلن، لكن هذا لن يحدث، لأن القنوات المتزنة والمنضبطة في وضع خريطتها للعام كله لن تتأثر، وبالنسبة للإعلانات في العام الماضي شهد السوق حجم إنفاق إعلاني هو 350 مليون جنيه، وهذا العام قل بنسبة أربعين بالمائة ليصبح الإجمالي هذا العام 210 ملايين يحصل منها التليفزيون المصري علي حوالي من ستين إلي سبعين في المائة، والباقي لكل القنوات الفضائية. هل تهتمون بأبحاث نسب المشاهدة التي تعلن من وقت لآخر؟ - معظم هذه الأبحاث غير دقيقة ولا يراعي اختيار عينات عشوائية، كما أن البعض الآخر قد يتعاون مع شركات الإعلان ليضع قنوات بعينها في مراكز متقدمة، ونحن في مصر ليست لدينا الأدوات والوسائل المناسبة والدقيقة للقيام بمثل هذه الاختيارات التي تجعلنا نثق في نتائجها مثل مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء أو أمانة السياسات التي أجرت استفتاء عن المصادر التي يحصل منها المواطن المصري علي معلوماته، وكانت نسبة «دريم» 60 % منها وهم بالتأكيد ليسوا منحازين لنا أو يحبونا، لكنهم أمام أمر واقع ولا ناقة لهم ولا جمل في نتائج هذه الاستطلاعات.