بعد مرور 100 يوم علي تشكيل حكومة د. حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء ، هل هي سعيدة لعدم محاسبتها، وعدم سؤالها عن أدائها ، مثلما حدث مع حكومات سابقة، أم أنها غير سعيدة وغير راضية عن آدائها، خصوصا وأنها لم تعلن عن أي برنامج وأي خطط زمنية لتنفيذها؟! وهنا السؤال : هل «فلتت» الحكومة من المحاسبة؟، أتصور بصفتي محررا لشئون مجلس الوزراء أولا، ومواطنا مصريا ثانيا، أن أداء الحكومة ضعيف، وأن رجل الشارع ربما يتفق معي في ذلك، كما أتصور ان المواطن هو الترمومتر، لقياس مدي رضا الناس من عدمه عن آداء أي حكومة. إذا قال رجل الشارع أن أداء الحكومة جيد، فنحن معه، وإذا قال عكس ذلك، فنحن معه أيضا، دعك من محاولات التجميل التي قام بها رئيس الوزراء من الغاء مصروفات المدارس الحكومية، وإعلان الحد الادني للاجور، ليس هذا انجازا وليس حلا، وأتصور أن الحل المنتظر من الحكومة، يتمثل في حسم المشاكل العاجلة والملحة، مثل فتح باب الرزق للعاطلين، وتشغيل الاستثمارات المعطلة في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة والسياحة وغيرها الكثير، والاسراع بحل الازمة الاقتصادية، واتخاذ الاجراءات العاجلة، التي تمكن الاقتصاد من التعافي والنهوض، وغيرها من الاجراءات الحقيقية علي أرض الواقع. هناك من يرد بأن الحكومة فعلت الكثير، وأرد عليه وأقول أين الكثير، ماذا فعلت تجاه ارتفاع الاسعار مثلا، لقد ارتبط في الاذهان، أن الحكومة الحالية ماهي سوي حكومة أمنية بحتة، ارتبط اسمها بحالة الطوارئ وحظر التجوال، وبناء السجون، وكثرة الارهاب والدماء والقتلي والمصابين، الي جانب الفوضي الامنية، وكثرة الضحايا، وعلي المستوي الخارجي لم تحقق الحكومة أية اتفاقيات خارجية، باستثناء دولتين، وعلي المستوي السياسي طرحت مبادة المسار الديموقراطي ولم تلتزم بها، أيضا لم يظهر لها أعمال خدمية واضحة، في مجالات النظافة والمرور والصحة والنقل، والزراعة والري والاسعار والتشغيل والاسكان والنقل والتعليم وغيرهما. من حسن حظ الحكومة سكوت الإعلام عنها، حتي مع بعض تصرفاتها الغامضة، وغير المفهومة، من يصدق ان هذه الحكومة في حالة ارتباك ليس لتأمين الشعب، ولكن لتأمين نفسها، ومواكب وزرائها، الحكومة بثت الرعب في قلب وزرائها، بتغيير أماكن عقد الاجتماعات الوزارية، وبلغت السرية مداها حين منع الصحفيون من معرفة موعد ومكان الاجتماعات إلا قبل ساعات قليلة من بدئها. الناس تتساءل، عن انشغال الحكومة بالجانب الأمني، واهمال باقي الجوانب، كما يتساءلون عن الوزراء، لدينا 36 وزيرا، ماذا يفعلون ولماذا لا يشعر الناس بهم، ولا بقراراتهم، هؤلاء الوزراء ماذا يفعلون، وماذا قدموا لبلادهم ووطنهم، الحكومة تضم أكبر عدد من الوزراء، ومثلهم من المحافظين، واتحدي إذا تواجد وزير أو محافظ في مكان عام، أن يعرفه أحد، وليس معني ذلك أننا نريد أن نعرف وجوههم بقدر ما نريد أن نري جهودهم، وأعمالهم، وانجازاتهم. واخيرا: إلي د. «الببلاوي» لماذا لم تستغل صراحتك وجرأتك في الكلام وكثرة تصريحاتك وتحويلها، الي واقع عملي، ينعكس علي الشارع، ولماذا لاتحاسب وزراءك الكسالي؟، هل سكوتك عن وزرائك مقصود، ولماذا، وهل سكوتك عن أوجاع الناس مقصود؟، ولماذا تركز خطابك كرد فعل للاحداث دون أن تؤثر فيها، هل فكرت بعد خروجك من الحكومة كيف سيذكرك الناس، ياتري هل تتساوي مع شخصية جلست علي كرسي مجلس الوزراء مرتين مثل د كمال الجنزوري وتركت بصمات مشرفة، في كل مرة، وأنا آمل أن تجعل عينك وسمعك وكل جوارحك رهن البسطاء والمساكين والغلابة من ابناء وطنك، الفرصة مازالت أمامك، فلا تتركها.