مأساة حقيقية تعيشها أسرة محمود وجدي سعيد بقرية صناديد مركز طنطا والطالب بالفرقة الثالثة بحقوق المنوفية الذي لقي مصرعه حين أطلق عليه ضابط يدعي محمد عبدالله أبوالنجا »36 عاماً« ويعمل بالإدارة العامة للأمن المركزي قطاع بدر، محافظة البحيرة، الرصاص هو وأصدقائه محمود عيسي وأحمد خفاجي وآخرين، إلا أن القدر أراد أن يلقي محمود وجدي حتفه ويصاب الآخرون. »الوفد الأسبوعي« التقت أسر ضحايا الضابط الذي يقضي الآن 15 يوماً حبساً احتياطياً علي ذمة القضية في قوات أمن الغربية. يقول وجدي سعيد محمود »46 عاماً«، والد القتيل: ابني عنده 20 سنة، طالب في الفرقة الثالثة بكلية الحقوق جامعة المنوفية، وكان متوجهاً مع مجموعة من زملائه لحضور فرح أحد أصدقائه بمنطقة العجيزي مركز طنطا، وكانوا يركبون الدراجات البخارية وكان هذا حوالي الساعة 7 مساء عند منطقة العجيزي بطنطا وكان الضابط يمر في الشارع نفسه فصدم إحدي الدراجات وأوقعها علي الأرض وسار بسرعة فذهبوا إليه ليعاتبوه علي ما فعله فما كان منه إلا أن أخرج طبنجته الميري وأطلق الرصاص عليهم فأصيب محمود ابني في البطن ومات في الحال وأصيب محمود عيسي في ساقه وأحمد خفاجي في يده وفر آخر. ابني لم يحمل أي سلاح والجميع يشهد بذلك، ويضيف: أنا قلت في النيابة: إذا أثبتت التحريات أن أحداً منهم يحمل أي سلاح فهم بلطجية، كما اتهمهم الضابط، وأين هو السلاح؟، وحسب رواية الشهود فإن السيدة التي كانت معه في السيارة هي والدته لأنها سيدة مسنة وترتدي حجاباً أما السيدة التي جاءت لتدلي بأقوالها في النيابة فهي شابة في منتصف العشرينيات وغير محجبة وبهذا يريد الضابط أن يحول القضية إلي دفاع عن النفس ومن رد السيدة علي وكيل النائب العام نعرف أنها لا تعلم شيئا مما حدث. ويضيف: نحن لا نعرف عنهم شيئاً وإذا ضربهم الضابط وهرب ما عرفنا من الفاعل ولا توصلنا إليه فأولادي لا يظلمون أحداً ولم يكن لهم أي سابقة حتي ولو محضر تحر ولذلك طالبت في النيابة باستخراج صحيفة الحالة الجنائية لجميع الأسرة وليس محمود فقط، لنثبت أننا بعيدون عن هذه الشبهات وأنهم ليسوا بلطجية، كما ادعي الضابط. ويستطرد: جاءني تليفون من أحد الأشخاص بالقرية ويدعي عبدالعظيم الرفاعي، وقال لي: إن محمود أصيب في حادث دراجة وهو في المستشفي الجامعي بطنطا، وعلي الفور توجهت إلي هناك، ولكن قبل وصولي المستشفي جاءني اتصال آخر، ولكن من مجهول هذه المرة، وقال لي: انت ابنك انضرب بالنار وعند دخولي المستشفي وجدت أصدقاءه »غرقانين في دمهم« قلت في نفسي أين ابني؟ وفجأة ظهر علي الترولي متوجهاً إلي المشرحة ضممته إلي صدري في حزن واستودعته عند الله وأن حقه لن يضيع مادمت علي قيد الحياة. ويقول محمد، خال القتيل، عندما جاءت النيابة لمعاينة الدراجة وجدوا عليها آثار دماء الثلاثة وهذا يعني أنهم لم ينزلوا من عليها ولم يقوموا بالتهجم علي الضابط، كما ادعي، ولكنه أطلق عليهم الرصاص وهم فوق الدراجات. ويضيف: إذا كان الضابط لم يقصد قتلهم فكان الأجدر به أن يطلق الرصاصات في الهواء لإرهابهم بدلاً من توجيهها إليهم، ولكنه أراد قتلهم فلم يكن عنده رحمة حتي بعد إطلاق الرصاص عليهم أخذ يطارد الشخص الذي صدمه في البداية ليمحو آثار جريمته ومن المفترض أن يحمي الضابط بطبيعة عمله المواطنين ويحافظ علي أرواحهم مش يقتلهم ده هو بلطجي من تلاميذ العادلي. ويتساءل: لماذا لم يتدخل وزير الداخلية لإعادة الحق لأصحابه ويحمينا من هذا البلطجي؟ أما بدران الشناوي، محامي القتيل، فيقول: هناك الشاهد الأول في القضية وهو محمد رفعت الذي أشهر الضابط طبنجته في وجهه ولكنه فر مسرعاً، إلا أنه سمع بإطلاق الرصاص فيما بعد وظن أن الضابط يطلقها في الهواء لتخويفهم. ويضيف الشناوي: لم نعرف أنه ضابط إلا حينما قام بتسليم نفسه إلي قسم أول طنطا، حيث كان يرتدي ملابس ملكية، كما أنه اختلق صورة بعيدة عن الحقيقة في تحقيقات النيابة حتي يصور الموضوع علي أنه محاولة دفاع شرعي عن النفس ولن يضيع حق مظلوم، مهما كان فقد تضاربت أقواله وزوجته في سبب وجودهما في هذه المنطقة، لأنهما لم يتمكنا من التحدث قبل التحقيق معهما ولم يكتف الضابط بقتل موكلي بل يريد تشويه صورته بادعائه الكذب بأنه بلطجي حاول التهجم عليه وعلي زوجته، كما أن السبب الحقيقي وراء تسليم الضابط نفسه هو خوفه من أن يكون أحد المواطنين الذين شاهدوا الحادثة قد حصل علي أرقام سيارته، بالإضافة إلي أنه أراد تحويل مسار القضية إلي الدفاع عن النفس. والضحية الثاني لهذا الضابط هو محمود أحمد عيسي »21 عاماً نجار«، يرقد الآ في طوارئ المستشفي الجامعي بطنطا، ويقول: كنت متوجهاً إلي عملي، بالإضافة إلي أنني كنت مدعوا لحضور حفل زفاف أحد أصدقائي في العجيزي ذهبت أنا ومحمود وجدي ووجدنا أحد أصدقائنا والذي كان يستقل دراجة بخارية أيضاً صدمته إحدي السيارات وغادرت مسرعة وفجأة وجدناها تضيق علينا الطريق ووجدنا الشخص الذي يركبها يخرج طبنجة ويطلق أعيرة نارية في اتجاهنا، فأصيب محمود في بطنه وأنا في ساقي، وقال لي: »الحقني هموت« وسقطنا علي الأرض وكانت هذه آخر كلمة قالها، وفقدت الوعي بعدها، نحن لا نعرف هذا الرجل ولم نستطع الهرب منه. شاهد الفيديو