أرسل الدكتور محمد البلتاجى, القيادى بحزب الحرية والعدالة, من داخل محبسه بسجن ليمان طره، رسالة إلى أنصار الجماعة المحظورة وتحالف دعم الشرعية بعنوان "بشائر النصر". وقال البلتاجى فى رسالته:"حالة من الطمأنينة عجيبة تتحدث عن نفسها ونراها على وجوه المعتقلين "جميعاً" كما نلحظها -أثناء الزيارة- على أسرهم ،كما نتلمسها كذلك -بالسؤال- على أُسر الشهداء والجرحى والمصابين ، هي مزيج من الصبر والشكر والاستبشار والرضا بدرجة لا مثيل لها" . وأضاف البلتاجى"تتعجب كيف يعيش هذه الحالة من قُتل أبناؤهم وإخوانهم ومن أُصيبوا أو أُصيب ذويهم ومن حُرِقت ونُهِبت (عياداتهم أوشركاتهم أوصيدلياتهم) ومن صودرت أموالهم الخاصة وفُصلوا عن وظائفهم -تلك التي لم يكتسبوها بواسطة أو محسوبية وإنما بعرق وجهد وكفاح سنين طويلة- ، إنها السَكِينة التي لا يمنحها إلا الله "هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين" وحين نتأمل ذكر السكينة في كتاب الله نجد ورائها مباشرةً ذكر النصر والفتح والتغيير والانتقال من حال إلى حالٍ جديدة تحمل الخير والبشر للمؤمنين . وتابع البلتاجى:"حين ترى الزنازين والحبس الانفرادي والأبواب المغلقة عليك طوال 24 ساعة ،ترى الظلم والطغيان والقهر الذي لا مثيل له ولكنك تُذهل وراء تلك الأبواب ومن خلف تلك القضبان بالرحمات والأنوار والبركات التي تملأ الصدور سعادة بالخلوة مع الله والذكر والدعاء والتلاوة والقيام بين يديه قائلا:" فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب" .. فتتنزل السكينة وتنشرح بها الصدور وتسعد بها القلوب". فى السياق ذاته قال البلتاجى:"درس في الحرية لا مثيل له تعيشه حين ترى أن ثبات المؤمنين على مبادئهم ومواقفهم واختياراتهم أقوى من كل التهديدات والتخويفات وكأنهم يقولون للظالمين وفرعون "فاقض ما أنت قاض" .. فلن تثنينا عن إيماننا ومواقفنا ، فالحق الذي نؤمن به وندافع عنه سيبقى أقوى من كل تهديداتك وتخويفاتك ( أقوى من القتل والحرق والسجن ونهب الأموال وفصل الوظائف) .، وهذا هو الدرس الذي كتبه آلاف الشهداء بدمائهم وأرواحهم قبل وبعد ما كتبته أستاذتي الشهيدة_أسماء_البلتاجي على صفحتها الشخصية ومن ثم ترجمته معهم بالدم والروح ( أن الشهادة لا تمنع الظالمين من إزهاق أرواحنا ولكن تبقى بقوتها وذكراها وخلودها عبر الأجيال دليلا أنهم لا يستطيعون السيطرة على تلك الأرواح وإخضاعها لما يريده الطغاه ) .. وأختتم رسالته:"رحم الله شهداءنا وثبتنا على طريقهم حتى نُدخل عليهم السرور بتحقيق ما فاضت أرواحهم لأجله أو نلحق بهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر".