تحت عنوان "حظر جماعة الإخوان سيزيد الانقسامات في مصر"، حذرت صحيفة (جارديان) البريطانية من أن الحكم بحظر جماعة الإخوان المسلمين قد يعرقل الدعوات لإصلاح المنظمومة السياسية، ويهدد بإعادة إدماج الإسلاميين في النظام السياسي. واستهلت الصحيفة مقالها قائلة: الشيء المذهل أكثر من صعود الإخوان إلى أعلى منصب في الدولة "رئاسة الجمهورية"، هو سرعة سقوطها بعد هذا القرار من قبل المحكمة بحظر جميع انشطتها يوم الاثنين الماضي والذي يعد بمثابة الضربة القاتلة. وقالت الصحيفة: لتضميد الجراح للإخوان بعد سقوط مئات القتلى من مؤيديهم وحظر جماعتهم، يجب على كل الجهات الفاعلة السياسية المدنية في مصر أن تصر على عودة الجيش إلى الثكنات، ويجب وضع إطار لإعادة إدماج الإخوان بشكل بنّاء في العملية السياسية. حيث إنه أي محاولات لاستعادة الديمقراطية هي عرضة للفشل إذا لم تكن ترتكز على عملية أعمق من المصالحة الوطنية. ورأت الصحيفة أن الأمر الذي يبعث شيئا من التفاؤل الآن هو تعلم الإخوان الدروس المستفادة من هذه النكسة المدمرة. فقد بدأ بعض الاعضاء الأصغر سنا نشر عرائض تطالب باستقالة كبار القادة، بحجة الغطرسة وسوء التقدير ووضع الإخوان في مسار تصادمي مع المجموعات الأخرى في المجتمع، وأنه برفع راية التحدي في وجه المعارضة الساحقة، فإنهم يكونوا بذلك قد وضعوا أعضاء الجماعة في طريق الأذى. وختمت الصحيفة قائلة: من غير المرجح اعتراف القادة بأخطائهم والشروع في تصحيح المسار الرئيسي. ولكن داخل الجماعة، هناك دعوات إلى غربلة القيادة العليا للجماعة. ويبقى أن نرى ما الذي سيسود في الفترة الأخيرة الولاء لقادة الإخوان القدامى أم فهم الحاجة الملحة للتغيير. وفي هذه الأثناء، ينبغي أن يضع قادة مصر الجدد المدعومين من الجيش في اعتبارها أن تشويه صورة الإخوان من المرجح أن يعرقل قضية دعاة الاصلاح وبذلك سيقوّض الآفاق السليمة لإعادة إدماج الإسلاميين المعتدلين في النظام السياسي المصري.