لم يكن مترو الأنفاق على مدار العام الماضي, وما يسبقه من أعوام إلا حلقة لنقل الركاب، فلم يشترك مع الشعب في صراعه ضد الحاكم, ولم يشارك في صراع ذي شأن سياسي إلا صراع ركابه المكتظين أو صراع الباعة مع الشرطة .. أما الآن فقد انقلبت الآية بعد الحملة التى أطلقها الإخوان بالأمس"اقطع تذكرة واركب اتفسح طول اليوم بجنيه واحد بس"؛ وذلك لإحداث شلل كامل بمحطات المترو ضمن فعاليات 30 يومًا عصيان، وبعد اختيار ذلك الأسلوب الاحتجاجي الذي يهدف لتحويل المترو إلى ساحة حرب سياسية. بدأ الاستعدادات الأمنية بالظهرو في المترو, عندما أغلقت قوات الشرطة بالتعاون مع الجيش محطتي الجيزة والسادات عقب فض الاعتصام (اعتصام المؤيدين)، واليوم زادت قوات الأمن من استعدادتها بنشر التعزيزات الآمنية في جميع المحطات القريبة من ميادين الصراع السياسي كشبرا ورمسيس وغيرها من المحطات، متخطية بذلك الأزمة التى افتعلها المؤيدون ولضمان حماية وأمن الركاب .. فيبقى السؤال:" إذا استطاع الأمن احتواء احتجاجات اليوم .. فأين الشرطة من مسلسل الفوضى الذي تعانيه محطات المترو من سنوات؟". إن أحداث الفوضى التى يشهدها المترو يومًا بعد يوم يعانى منها كلا من الركاب والأمن .. فمن أحداث بلطجة هدفها الأول ترويع المواطنين إلى الباعة الجائلين الذين يزيدون الازدحام اختناقًا إلى الشرطة التى لم تستطع احتواء الأمر إلى تلك اللحظة .. الأمر الذي يبرز التناقض فقوات الأمن التى استطاعت احتواء تظاهرات مؤيدي الرئيس في يوم, عاجزة عن درء مسلسل الفوضى الذي يعانيه المترو منذ سنوات. شهد العام الحالي خاصة في فترة حكم المعزول أعتى حالات الفوضى لمحطات المترو ففي يناير 2013 تعطلت حركة قطارات مترو الأنفاق بين محطة المعصرة ومحطة حلوان بالخط الأول؛ نتيجة أعمال شغب وبلطجة بين الباعة الجائلين، أصيب على إثرها سائق قطار ومساعده جراء اعتداء الباعة الجائلين فى محطة حلوان عليهم؛ مما دفع باقي السائقين إلى تحويل حركة القطارات من محطة المعصرة لتعود مرة أخرى إلى المرج دون أن تكمل مسيرتها إلى حلوان؛ خوفًا على حياتهم, وقد تمت تلك الاعتداءات فى غياب الشرطة رغم وجود مكتب للشرطة بمحطة مترو حلوان. وفي مايو 2013 وقعت مشاجرة بين عدد من الباعة الجائلين وأفراد شرطة أمام محطة مترو أنفاق المرج الجديدة أثناء تنفيذهم حملة مكبرة لرفع الإشغالات، وإزالة المخالفات، لتسيير حركة المواطنين الوافدين للمترو، وقد شهد الركاب بأن الباعة اعترضوا أفراد الشرطة، وتعدوا عليهم بالسب والقذف، وزجاجات المولوتوف؛ مما أدى إلى إصابة 2 من أفراد الشرطة بكدمات، وتوقف لحركة المترو لمدة نصف ساعة وتم احتجاز الركاب داخل أسوار المحطة. وفي يونيو 2013 قام أفراد شرطة مترو الأنفاق بتنظيم وقفة احتجاجية اليوم - الثلاثاء - بمحطة مترو العتبة ومحطة روض الفرج؛ وذلك للمطالبة بصرف منحة شهيد الشرطة المساعد 'شفيق علي أحمد' من قوة بريد الإسماعيلية الذي استشهد أثناء عمله، مع صرف جميع مستحقاته المالية لأسرته, كما طالبوا برعاية أمين الشرطة المصاب 'إبراهيم عبد المنعم صادق' من قوة بريد الإسماعيلية والمحجوز بمستشفى الشرطة بمدينة نصر مع تكريمه ورعايته طبيًا وماديًا ومعنويًا، وصرف حوافز النقل المتأخرة لأفراد الشرطة العاملين بالإدراة العامة لشرطة النقل والمواصلات. وعن الاشتباكات بين الأهالي والباعة وقعت اشتباكات في يوليو 2013 بين عدد من أهالي قرية العزبة البيضاء بالمرج، وعدد من الباعة الجائلين أمام محطة المرج الجديدة بعد رفض البائعين دفع إتاوة لبعض البلطجية بمنطقة العزبة. واستمرت الاشتباكات بين الطرفين لعدة ساعات حتى وقت مبكر من فجر السبت، وتدخلت قوة من قسم شرطة المرج الجديدة، وقامت بعمل كردون أمني حول المحطة بعد إغلاقها؛ بسبب التراشق بالحجارة وقنابل المولوتوف بين الباعة والأهالي، وأصيب عدد من قوات الأمن بطلقات خرطوش نتيجة الاشتباكات. ويستمر مسلسل الفوضي الدائر في محطات مترو الأنفاق فقد بدأت النيابة العامة الثلاثاء التحقيق مع 463 متهمًا من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في أحداث الاشتباكات التي وقعت بينهم وبين عدد من أهالي منطقة ميدان رمسيس والباعة الجائلين. وكانت اشتباكات وقعت بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي والأهالي أعلى كوبري أكتوبر وميدان رمسيس، مساء الإثنين؛ بسبب قطع الطريق، وقامت قوات الشرطة بفتحه بعد إطلاق قنابل الغاز، ووقعت مواجهات بالأسلحة النارية والبيضاء... وأفادت التحقيقات المبدئية أن الأحداث أسفرت عن مقتل شخص بطلق ناري في الرأس، ولم يحدد عما إذا كان القتيل من أنصار مرسي أو من الأهالي، بالإضافة إلى إصابة 123 شخصًا بينهم 10 ضباط شرطة مصابين بطلق «خرطوش»، وأمينا شرطة مصابين بجروح قطعية، وإصابة البعض بعاهات مستديمة نتيجة الاعتداء عليهم ب«السيوف» التي تسببت في قطع بعض الشرايين. وتستمر أحداث العنف التى يستغيث منها المواطن يومًا بعد يوم ليبقى السؤال معلقًا: هل تستطيع قوات الأمن احتواء أحداث الفوضى التى يفتعلها الباعة والبلطجية كما احتوى أزمة احتجاجات اليوم أم سيظل المترو يعاني من هذه السلوكيات؟.