صدر تشكيل المجلس الأعلى للصحافة وفرحنا به.. وضم المجلس شخصيات نعتز بها كصحفيين مثل الأستاذ جلال عارف والعم صلاح عيسى والنقيب الدكتور ضياء رشوان ورئيس اتحاد الكتاب الأستاذ محمد سلماوى وزميلنا الأستاذ أسامة أيوب والزميلة الأستاذة كريمة كمال والجماعة الصحفية تنتظر منهم الكثير باعتبارهم أبناء لمؤسسات صحفية عريقة وغيورين على المهنة ومعهم قامات قانونية واعلامية فى المجلس. انتظرنا منهم الاسراع لتغيير رؤساء تحرير الصحف القومية وتحرير الصحف من الإخوان والمتأخونين الذين فرضتهم جماعة الإخوان الفاشية قبل سقوطها واذا بنا نفاجأ بأن البعض من أعضاء المجلس الأعلى للصحافة يدخلنا فى تنظيرات وتقعيرات وجدليات نظرية سقطت بمضى الزمن والتطور وأما التقعيرات القانونية فحدث ولا حرج إما لاثبات الذات وإما لاثبات هيمنة المجلس وسطوته لتحويله إلى جزيرة منعزلة مع العلم أن زمن الجزر المنعزلة قد ولى ونرجو أن يدرك الجميع فى المجلس وأن يشعر بأن ثورة كبرى قد حدثت فى 30 يونية وخرجت الملايين فى الشوارع فى مختلف محافظات مصر لاسقاط نظام فاشيستى كان يريد الهيمنة والتمكين وفرض أيدلوجيته وزرع رجاله على رؤوس هذه المؤسسات الصحفية وأصبح التغيير فى هذه المؤسسات ضروريا وحتميا. لابد أن يدرك أعضاء المجلس الأعلى أن ثورة كبرى قد حدثت بفعل أكبر تجمع بشرى فى التاريخ والتى كان أحد نتائجها سقوط المجلس الاعلى السابق الذى لم يستكمل مدته وجاءت الثورة بالتشكيل الحالى للمجلس، وكان لابد وحتما أن يسقط رؤساء تحرير الصحف القومية ورؤساء مجالس ادارتها بفعل الثورة وسقوط النظام، وهذا حدث أيضا مع ثورة 25 يناير وسقوط نظام مبارك وسقط معه رؤساء تحرير الصحف القومية وتم ابعادهم والكثير منهم لم يستكملوا مدتهم القانونية وتم تعيين غيرهم وعندما جاء النظام الإخوانى الذى سقط بقيادة المعزول محمد مرسى تم تغيير رؤساء تحرير هذه الصحف ورؤساء مجالس ادارتها وجاءوا برجالهم بالرغم أن الذين تم ابعادهم لم يستكملوا مدتهم القانونية ولم يمكثوا سوى عام واحد ثم سقط هذا النظام بفعل ثورة 30 يونية وكنا ننتظر من المجلس الأعلى الجديد للصحافة أن يبدأ عملية التغيير الفورية بعد أن آلت إليه كل الصلاحيات وبدلا من التغيير أصبحنا نسمع عن جدليات وتقعيرات قانونية لا تسمن ولا تغنى من جوع بينما الصحف القومية تتهاوى كل يوم والتوزيع ينهار فى ظل منافسة شرسة من الصحف الخاصة والحزبية والديون تتراكم على المؤسسات الصحفية القومية فأصبح لابد من حل. الجماعة الصحفية تريد التغيير بأقصى سرعة وتحرير الصحف القومية من الاحتلال الإخوانى واختيار رؤساء تحرير جدد تتوافر فيهم معايير الخبرة والكفاءة المهنية والسمعة الطيبة وطهارة اليد وهذه هى المرحلة الأولى والعاجلة أما المرحلة الثانية فالمجلس الاعلى للصحافة مطالب الآن باصلاح المؤسسات الصحفية واعادة هيكلتها والاستعانة بالخبراء فى الادارة المالية واقتصاد الأعمال واختيار رؤساء مجالس إدارات من أصحاب الكفاءات الادارية والمالية الذين يتمتعون باحترام الجميع والفهم لطبيعة هذه المؤسسات وليس من الضرورة ان يكونوا من ابناء المؤسسات الصحفية فالتجربة فشلت على مدى عقود طويلة بسبب اختيار رؤساء مجالس ادارات من أبناء المؤسسات بل اننى أقترح على المجلس الأعلى للصحافة اعداد تشريع جديد لتقديمه فى البرلمان القادم لتحويل هذه المؤسسات الصحفية إلى شركات مساهمة تحتفظ الدولة فيها بثلث الأسهم ويوزع ثلث الأسهم على العاملين أما الثلث الاخير فيطرح على المستثمرين بالبورصة ويكون لكل مؤسسة جمعية عمومية تختار رئيس مجلس ادارة المؤسسة وعضوا منتدبا وليس شرطا أن يكون رئيس مجلس الادارة من أبناء المؤسسة ويكون مسئولا عن رؤساء تحرير الاصدارات بل وأيضا مسئولا امام الجمعية العمومية عن اختياراته وبالتالى سيكون اختيار الأكفأ من رؤساء التحرير والاداريين اللذين يحققون أرباحا لهذه المؤسسات وأن تتحول الى مؤسسات صحفية قوية باقتصاديات قوية وفعالة المهم أن نرى بركات المجلس الاعلى للصحافة قريبا وان يكون التغيير سريعا.