قاتلك الله يا «ديكارت».. منذ أن أطلقت حكمتك الفلسفية المشؤومة «أنا أشك.. إذاً أنا موجود»، وهي تطارد مصر والمصريين كلعنة أبدية لا فكاك منها، حتى بات المصري حائراً.. من كثرة التفاسير «اللوذعية» للتاريخ الحديث.. والقريب.. والمعاصر، يكاد يقسم «كذب المؤرخون.. ولو صدفوا»، وأصبح شعار كل مصري تجاه الآخر «أكاد أشك في نفسي لأني أكاد أشك فيك.. وأنت مني».. ووصل الأمر بالمصري أن يشك في أخيه.. من أمه وأبيه.. نعم أخيه.. أي والله.. أخيه. «ناصر» أخي الذي يصغرني.. بأقل من عام.. عشنا شقاوة «الشباب»،.. وتنازلت له عن «الأجمل» بين بنات الجيران، ونحن لم نكمل الرابعة عشرة بعد، وتأكدت من نوم «الوالد» ضابط الجيش العائد من معسكره، حتى يتمكن من «استعارة» مفاتيح سيارته الجديدة وقيادتها عشرات المرات دون علمه في ليل شوارع القاهرة الساحرة، ونحن دون السادسة عشرة لا نحمل رخص قيادة، وعندما «ضبطنا».. الوالد ونحن عائدان فجر يوم أسود، تحملت المسؤولية كاملة، باعتباري «الكبير العاقل».. أخي الحبيب الرياضي.. الوسيم «دون جوان» الحي، ومحطم قلوب العذارى، فتح الله عليه وأصبح رجل أعمال، يمتلك المزارع وسلسلة محلات للتجارة، ما شاء الله ولا قوة إلا بالله، ومعها تبحر في علوم الدين، وأطال لحيته.. وقصر جلبابه.. وأصبح «الشيخ ناصر».. ولم أسأله أبداً لماذا يصلي وحيداً ولا يدعوني معه لصلاة الجماعة، فقد فهمت الأمر واحترمته، ولم أكن في حاجة للإجابة، وكما احترم هو رفضي لاعتصامَيّ رابعة والنهضة، احترمت أنا إمداده للمعتصمين بالوجبات، حتى «اختفى» فجأة من حسابي على «الفيسبوك»، بعد أن وضع مكان صورة ابنه وحفيده، كفّاً أصفر بأربعة أصابع... لحظتها فقط ندمت على اليوم الذي دعوت فيه الناس لانتخاب «مرسي»!.. كان يوماً أسود.. وأكثر سواداً من اليوم الذي تم ضبطنا فيه «بجرم»! «استعارة» سيارة الوالد الجديدة، فعلى الأقل أعدناها للوالد سليمة، أما مرسي فلم تعد «مصر» من بعده «سليمة» أبداً!! أخي الأحب.. دعنا سوياً نسلم مصر لأبنائنا «سليمة» دون جروح.. قبل أن نرحل،.. وإلا فلن يستعيدوها قطعة واحدة.. أبداً!! أصبحت عقولنا مرتعاً خصباً لكل كذاب أشر، ومزور أفاق، وخائن ملعون، واختلطت الحقائق بالأوهام، والإعجاب بالازدراء، والاحترام بالاحتقار.. ندعو الله وحده أن ينقذ مصر من مصير «الأفغنة والصوملة واللبننة والجزأرة والسودنة».. ويحميها مما يحدث في الشقيقة سورية من تمزق لأهلها بين الرغبة الصادقة في رحيل حاكم ظالم،.. والرعب القاتل من المستقبل بعد رحيله، والذعر المدمر من القادم إذا بقي ولم يرحل!! «الحيرة» أصبحت شعار المصريين، وسامحك الله يا عبدالناصر صدقناك عندما قلت «أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة» ولم نسمع يوماً أنها توحدت، وتوفاك الله قبل أن تشرح لنا عن أي رسالة تتحدث، هل كنت تقصد كراهية المغاربة والجزائريين والتونسيين لبعضهم البعض، وهم الأقرب منطقاً للوحدة؟.. أم ربما عنيت «جنون» تلميذك الذي اتخذك مثلاً وقدوة وبعثر ثروات بلاده على المؤامرات والدسائس من المغرب الى الكويت، ومن مصر الى تشاد مروراً بلبنان والإمام موسى الصدر؟ أم كنت تشير الى «سورية العروبة»، التي أذاقت جارتها الصغيرة «الأمرّين»، وعبثت بمقدراتها ورفض «أسدها» فتح سفارة لدمشق بها، في إشارة لعدم اعترافه باستقلالها أصلاً.. وأصر على وضع صوره في مدخل مطارها.. وعلى بوابات حدودها، دون أن يردعه أحد؟ أم تراك استشرفت، ثم أخفيت عنا، ما سيفعله القائد المهيب والحاكم الضرورة، والزعيم الأوحد، حامي حمى العروبة، والمدافع الأول عن بوابة العرب الشرقية، فأر الحفرة، بجارته الصغيرة الغنية عام 1990؟ وحتى أنت يا أبا خالد.. هل كان فاروق ملكاً فاسداً.. سكيراً.. عربيداً، عميلاً للإنجليز، فثرتم عليه لإنقاذ مصر؟.. أم كان حاكماً محترماً رفض قتالكم حقناً لدماء المصريين، وركب «المحروسة» ورحل، وأنتم من اتفق مع «الإخوان» والإنجليز، ولم تشهد مصر من يومها خيراً؟.. وهل ما فعلته بالإخوان كان ظلماً، أم قناعة منك بأنك تحمي مصر من شرٍّ مستطير، سيعصف بهم بعد أكثر من نصف قرن؟ وفي «نكبة» 1948، ضاعت فلسطين، وقلتم الملك وحاشيته والأسلحة الفاسدة!.. فماذا حدث في «نكسة» 1967 ولم تتحرك طائراتنا من على الأرض أصلاً؟.. وهل «انتحر» صديقك عامر أم «انتحره رجالك»؟ ومن المسؤول عن النكسة.. حقيقة؟.. ثم توفاك الله لا نعرف إن كنت مسموماً بدواء طبيبك أم بحزنك على ما وصلت مصر إليه وعلى «شقاق» الأشقاء من حولك؟ وتركت لنا نائبك «الثعلب»، فقلب التاريخ والجغرافيا، وخلال 3 سنوات رفع رأسنا ب«نصر أكتوبر» المجيد، ولم نهنأ به حتى حوّله المحللون الى «تحريك» للموقف على الأرض!! ألا لعنة الله على الكاذبين.. كل هذه الدماء واستشهاد شقيق الرئيس السادات «عاطف»، وتحولون «أكتوبر» من أول نصر عسكري حقيقي في تاريخنا الحديث الى «تحريك»؟! حرّك الله قلوبكم في صدوركم، ولم يثبتها أبداً!! كل هذه الحيرة «التاريخية» تحمّلناها نحن المصريين صابرين.. شاكرين.. وأحياناً مذهولين.. صاغرين فهل توقفت حيرتنا؟.. أبداً. .. وللحديث بقية. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. twitter@hossamfathy66