منذ متي هذا الحب، الذي حط علي دول الغرب عامة وأمريكا وإسرائيل بصفة خاصة. هذا الحب الذي جعل الغرب كله يقف في جانب الإسلام المتشدد ضد مصر وضد إرادة شعب مصر، أمر في غاية العجب. هل نسي الأمريكان أحداث 11 سبتمبر 2001، التي راح ضحيتها آلاف المواطنين الأمريكيين، وتهدمت لديهم أكبر وأعظم المباني الامريكية، وبعد ذلك تلاحقت الأعمال التخريبية هناك فتم تفجير العديد من الأسواق التجارية الكبرى، كما تم تفجير بعض محطات المترو، وراح من جراء ذلك العديد من المواطنين الأمريكيين. هل نسي الأمريكان ما حدث لهم في أفغانستان وباكستان ولسفاراتهم في العديد من الدول الأخرى؟ كل هذه المصائب والبلايا التي حطت علي أمريكا، ورغم ذلك انحازت انحيازا سافرا للإرهاب!! وما يقال علي أمريكا يقال أيضا علي العديد من دول أوروبا، فقد تم تدمير العديد من المحلات التجارية ومحطات المترو والأماكن المكتظة بالسكان. هل نسي الأوروبيون أيضا كل هذه الاعتداءات التي كان من ورائها الإرهابيون المنتسبون للإسلام المتشدد حتي إسرائيل لم تسلم من هجمات منظمة حماس التي هي منظمة إخوانية معروفة، كما لم تسلم سفاراتها في العديد من الدول من التدمير والتخريب ورغم هذا انضمت إلي أمريكا وأوروبا ضد مصر وشعب مصر. منذ متي سكتت الدول المسيحية الغربية علي حرق الكنائس والمتاجر والمنازل للأقباط المصريين؟ بل واكثر من ذلك فقد تم قتل وسحل العديد منهم ولم يتحرك أحد من دول أوروبا وأمريكا لإدانة هذه الأعمال. أتذكر أنه حدث في عهد حسني مبارك بعض الاحتكاكات بين المسلمين والأقباط في صعيد مصر وقتل من قتل، فقامت الدنيا كلها ولم تقعد جراء هذه الاشتباكات التي يحدث أمثالها الكثير. أليس سكوت امريكا والغرب علي ما حدث لإخواننا الأقباط أمراً يثير التعجب!! منذ متي دول الغرب تدافع عن الشرعية والديمقراطية والحرية وحقوق الانسان في دول الشرق الأوسط؟؟ هل نسي هؤلاء جميعا ان دول الشرق الأوسط جميعا عاشت لعشرات السنين بلا حرية ولا ديمقراطية ولا شرعية ولا حقوق إنسان، وأهم هذه المناطق كانت مصر التي حكمت لستين عاما من القهر والظلم والذل؟ لماذا ينادون هؤلاء الان بالديمقراطية ويطالبون بتطبيق الشرعية إلي حد أن البعض منهم أنزل بالفعل العقاب والبعض الآخر يهدد به. ما هذا الحب الرقيق الذي حط علي دول الغرب وأمريكا وإسرائيل؟ هل فعلا هذه الدول تحب الإسلام المتشدد والتي لاقت منه الأمرين؟ بالطبع لا. ولكن هناك مخططات وأغراضاً وأهدافاً أخري أنستهم كل المصائب والبلايا والنكبات التي حلت عليهم من جراء الإسلام المتطرف. لقد سارعت فرنسا وإنجلترا بتقديم طلب إلي مجلس الأمن في الفترة الماضية لبحث ما يجري في مصر، وبالفعل اجتمع مجلس الأمن ولكن باتت كل هذه المجهودات -في إذلال مصر- بالفشل الذريع، إذ إن مجلس الأمن اتخذ قرارا بأن ما يحدث في مصر أمر داخلي لا شأن لمجلس الأمن به. هذا القرار كان لطمة جعلت الدول الأوروبية كلها تجتمع علي مستوي وزراء خارجيتها في الاسبوع الماضي ثم تمخض هذا الجبل من زعماء أوروبا كلها، فولد فأراً ميتاً هو حرمان مصر من أسلحة الدفاع عن رجال الشرطة التي تقدمها لمصر. هذا الموقف جعل شهامة العرب وكرامتها ورجالها العظماء الأحباء لمصر والأخوة الأوفياء لها أن يهبوا ويقرروا صراحة أن العرب جميعا علي أتم استعداد لتعويض مصر عن أي منح قد يحجبها الغرب عنها. مرة أخري تحية كبري للمملكة السعودية ولدولة الإمارات والأردن ولكافة الدول العربية التي وقفت إلي جانبنا. فعند الشدائد يعرف الأصدقاء. عزيزي القارئ طبعا ليس هناك أدني حب لا للإسلام ولا للمسلمين، سواء كانوا متشددين أو معتدلين من دول الغرب عامة وأمريكا وإسرائيل بصفة خاصة. ولكن المسألة أولا وأخيرا، هي مصلحة الغرب في منطقة الشرق الأوسط التي اجتمعت علي هدم هذه المنطقة وتقسيمها وتفتيشها حتي تصبح لقمة سائغة لأمريكا وإسرائيل وامتصاص خيراتها وخاصة البترول العربي. أعود فأقول.. إن ثورة 30 يونية الماضية، هي التي قسمت ظهر الغرب كله وإسرائيل لأنها تنبهت لمخططهم في الشرق الأوسط وشعرت بأن هناك من يريد أن يدمره فقام الشعب المصري كله وهب للدفاع عن وطنه وأرضه وعرضه وكرامته. وبإذن الله ستهب كل الدول العربية الأخرى التي أصيبت بهذا البلاد، لكي تتخلص منه وتقف مرة أخري ضد الاستعمار والمستعمرين الغربيين وإسرائيل. عاشت مصر حرة مستقلة.