• تبقى مصر وطناً غالياً يعيش فينا، لذا فإننا لن نسمح أبداً لقلة أياً كان انتمائها أن تهدر مكتسبات الوطن وتضحيات أبناوه، فالمصريون يعلمون جيداً متى ينتفضون، فقرون الاستشعار لديهم ذات قدرة فائقة على الشعور بالمخاطر والتصدي لها. • والتاريخ يرصد أن الشعب المكافح لا تتوقف ثورته أمام فئة بعينها، فقد خرج الشعب كله رافضاً حكم الحزب الوطني بسبب يديه الملوثة بالدماء ونظامه العفن الذي أكل منه الزمن وشرب، كما رفض المصريون حكم العسكر، وواصلوا انتفاضاتهم ضد الإخوان رغم تعاطفهم معهم في البداية على أساس أن من ذاق الظلم هو أفضل من يحكم.. إلا أن الإخوان فشلوا فشلاً ذريعاً في كل شيء فخرج ضدهم المتعاطفين معهم وأنقلب عليهم بعض مؤيديهم. • ولأن الشعب المصري توحده الهموم والمحن فقد تكاتفت الأيادي وتكتلت لمواجهة خفافيش الظلام الذين لا يريدون خيراً لمصرنا في الداخل والخارج، وتلاحم الجيش والشعب والشرطة على قلب رجل واحد لتعديل المسار، وتنفيذ خارطة الطريق التي باتت الأمل الوحيد لإنقاذنا من تجارب مريرة عاشتها دول مجاورة، ويصر الإخوان على دخول مصر إلى النفق المظلم بأي شكل، فالوطن لا يعني شيء لهم، المهم عندهم هو دولة الخلافة والتنظيم الدولي وإزالة الحدود والأنظمة القائمة إرضاءً لساداتهم وتنظيماتهم. • نحن جميعاً مسلمون، إلا أن إسلامنا السمح لا يعرف التعصب، ويحرم قتل النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق، وما كل هذا التأخير في إزالة مستوطنات الإخوان السرطانية من قلب العاصمة إلا نتاج محاولات مستميتة من الجيش لعدم اللجوء للقوة حقناً للدماء في مواجهة ممارسات لا معقولة من أناس اغتصبوا الشوارع والميادين، وانتهكوا حريات الأخرين، وهددوا الأمن والسلم العام رافضون احترام إرادة الملايين، متمسكونبخيالات في عقولهم المريضة، ويأبون إلا أن يصبغوا حياتنا بالدماء. • الكارثة لا تكمن فقط فيما يحدث في رابعة والنهضة، فمخطط الفوضى أمتد للعديد من المحافظات، وأستوطن في أرض الفيروز وحولها بفضل تدبير الأهل والعشيرة إلى مرتع للهاربين من الملاحقات الدولية وأعضاء التنظيمات الإرهابية والجهاديين المصريين الذين نالوا العفو على يد الرئيس المعزول، ما يكشف سوء ما كانوا يخططون له"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"، وهو ما أكده القيادي الإخواني محمد البلتاجي- رئيس جمهورية رابعة- حين صرح قائلاً أن ما يحدث في سيناء يمكن ان يتوقف في لحظة إذا عاد محمد مرسي للحكم. • ثم جاءت مبادرة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، كفرصة أخيرة لحفظ الدماء، إلا أن الإخوان يرفضون كل الحلول، فهم يصمون أذانهم، ولا ترى أعينهم إلا كرسي الرئاسة، وسيف المعز وذهبه وسلطانه، مما ينذر بكارثة لامحالة لا يعلم عواقبها إلا الله وحده. • الدم المصري كله حرام، وأولئك وهؤلاء مصريين، ونتمنى أن يفيق قادة الإخوان من غيبوبتهم، ويجنبون حبهم للدنيا قليلاً، ويضعون نصب أعينهم المصلحة العليا للبلاد، وحماية الأجيال القادمة من حمل كارثة ميراث الدم.