الحرب المسعورة على مصر مستمرة سيبذل فيها كل نفيس وغالٍ من أجل هدف واحد هو القضاء عليها فحلم الإمبريالية العالمية بتقسيم الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه إلا مع وجود مصر كدولة رخوة لا حول لها ولاقوة. ولقد كان الأمر يمر بكل سهولة ويسر فى ظل وجود الاحتلال الإخوانى, ولكن تحول الحلم إلى كابوس بعد 30 يونية. لذلك فلا عجب من حالة الهوان والتخاذل التى يحاول البعض أدخال الوطن فيها تحت شعار حماية حرية الرأى والبحث عن مخرج آمن للأزمة الراهنة فى مصر. ويا للعجب أن الصهيونى ماكين يتباكى على الدم المصرى وهو المعروف بتأييده التام للصهيونية العالمية. فالسيناتور «جون سيدني ماكين» هو عضو مجلس الشيوخ الأمريكي والمرشح الرئاسي الخاسر فى الانتخابات الأمريكية عام 2008، وهو من المقربين للدولة العبرية، وتربطه علاقات وطيدة بالمسئولين الإسرائيليين، زار حائط المبكى بالقدس، وهو المكان المقدس بالنسبة إلى اليهود. ومعروف عنه عداؤه الشديد للعرب والمسلمين، ويعتبر ماكين من أكثر المناصرين لإسرائيل وأشدهم تحيزا لها حتى أنه يعتبر صهيونيا أكثر من الصهاينة أنفسهم... وطالب فى شهر يوليو الماضى بتعليق المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر؛ بسبب عزل الرئيس السابق محمد مرسي لأن سيادة الرئيس المعزول بالإرادة الشعبية كان حملا وديعا طيعا فى يد الأمريكان.. وهو الذى وجه لهم الشكر على موقعه بتويتر لدورهم فى دعم رفع القيود عن المتهمين الأمريكيين والأجانب في القضية التي أطلق عليها إعلاميا ''التمويل الأجنبي». وبالتالى فالمنطقى هو ماقاله ، عقب محادثاته في القاهرة مع مسئولين في الحكومة المصرية، إنه لا يمكن أن تتم مفاوضات جادة مع وجود قادة جماعة الإخوان المسلمين في السجن. فالهدف الأمريكانى أصبح جليا واضحا بالعمل بكل قوة على إعادة الإخوان على جثة مصر والمصريين. والسؤال الذى يتبادر إلى ذهن الجميع هو ما علاقة ماكين بشئوننا الداخلية ، فليس من حقه التدخل في مثل هذه الأمور»، وزيارته ذات دلالة سيئة على مدى التدخل الأمريكي في الحياة السياسية المصرية وبقاء نفس معادلات التبعية للإدارة الأمريكية التى حلمنا جميعا بالتخلص منها فى ظل وجود شخصية مثل الفريق أول عبدالفتاح السيسى، ولكن يبدو أن الأمر لن يكون سهلا فى ظل أن هناك أيادى خفية تتحرك فى المشهد ويقلقها صعوده لأنه يذكرها بما فعله عبد الناصر مع الإمبريالية العالمية. إننا نريد موقفا يرقى إلى ثورة 30 يونية وتفويض الشعب لجيشه ممثلا فى الفريق السيسى, لذلك فالتعاطى مع الأزمة الحالية بالسماح لأمثال ماكين السياسي الفاشل في كل مواقفه وتصريحاته الرعناء والفارغة.. مرفوض.. لأنه مجرد انتهازي محتال مراوغ ومطية أمريكية صهيونية لا يهمها شعب مصر ولا ما سيجر له من ويلات عندما سنسمح بالحوارالمشروط مع جماعة الإخوان ورئيسها عملاء ال CIA والموساد وحماس, والذين قتلوا الأبرياء وفبركوا الوقائع والأحداث لخدمة مشروع الشرق أوسط الجديد الذى افتضح أمرهم وثار عليهم الشعب. فجاء ماكين وأمثاله ليداري سوءتهم بتخويف المصريين من بحور الدم القادمة. وللأسف أن مجرد التحاور مع هذا الصهيونى الذى أماط اللثام عن وجهه القبيح وكشفت مسرحياته الهزلية الصهيونية لن يحمد عقباه لأن الشارع يختلف تماما عن السياسيين أصحاب الأيادى والقرارات المرتعشة. للاسف أن ماكين بعد أن فرغ من سوريا وتأكد من تناحر جيشها وانقسامه جاء إلى مصر محاولا إعادة التجربة من جديد وخاصة أن هناك معلومات أكيدة بعلاقته ولقائه بقائد المجلس العسكري الأعلى في الجيش الحر سالم إدريس، لتزويد حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية الأسلحة الثقيلة للثوار، إلى جانب العمل على إقامة منطقة حظر للطيران. إن هذا الصهيونى صديق الإخوان، القاتل الذي قتل الأبرياء في فيتنام، والصهيوني الكاره للإسلام الذي قال: لو كان الأمر بيدي لهدمت الكعبة، وأحد أمراء الحرب علي العراق وهو الذي ردد وروج منذ عام أن مصر مقبلة علي حرب أهلية ويحاول الآن تطبيق ماقاله تحت غطاء من الكلام عن حقوق الإخوان والتلويح بأن ماحدث فى مصر فى 30 يونية انقلاب عسكرى.. وفى الحقيقة أن العلاقة الإخوانية الأمريكية لها العديد من الروافد وهمزة الوصل من خلال همة عابدين زوجة بير وينر الصهيونى وأمها صالحة عابدين عضو الإخوان المسلمين فى السعودية.. وإذا أراد البعض معرفة لماذا أصر ماكين على زيارة الشاطر فليعود إلى ما نشرته الشروق فى 12 إبريل 2012، حيث كشفت مصادر إخوانية ل«الشروق» أن نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، خيرت الشاطر، ناقش قرار ترشحه للرئاسة مع السيناتور الأمريكى، جون ماكين، ، وأن الأخير أكد له عدم ممانعة الإدارة الأمريكية فى تولى إخوانى الرئاسة!..لذلك فإن القرائن تؤكد أن الدعم الماكينى للإخوان ليس وليد الأحداث الحالية ولا لوجه الديمقراطية العرجاء ولا من أجل حقن الدماء ولكن هو حلقة من سلسلة متصلة تصب فى النهاية فى صالح الامبرالية العالمية. فلاتأخذكم به قواعد الدبلوماسية ولا مراوغة السياسة والتصرف الوحيد هو أن يعلم أنه غيرمرحب به مرة أخرى فى مصر.