مابين الحين والآخر أعود إلى قراءة بروتوكولات صهيون ومنذ قدوم الإخوان إلى الحكم وحتى 30 يونية يقفز الى مخيلتى البروتوكول15: «إن العنف الحقود هو العامل الرئيسي في قوة العدالة فيجب ان نتمسك بخطة العنف والخديعة لا من أجل المصلحة وحسب بل من أجل الواجب والنصر أيضاً». من هذا المنطلق يمكننا النظر الى التصرفات العملية لقيادات الإخوان والجماعة بصفة عامة وعلاقتها مع إسرائيل وأمريكا وقطر, لنصل إلى نتيجة وهي أن الإخوان هم ذراع الصهيونية ومنفذ خططها في المنطقة، فالفكر الإخوانى والصهيونى يرتبط بالإمبريالية الأمريكية في المنطقة، فهي تمدهم معنويا وماديا بهدف تسييد إسرائيل على المنطقة العربية والشرق الأوسط أيضا، ولا مانع أن يتم هذا فى ظل خلافة إخوانية ضعيفة عبارة عن عدة دويلات بزعم عودة الخلافة الإسلامية من جديد ,لان كل هذا يصب فى سياق مشروع الشرق الأوسط الجديد، لذلك فلا عجب من حالة الهجوم الشرس من قبل الأمريكان والمساندة غير المبررة عقليا للإخوان والاعتماد على التبرير الغوغائى ,من أن هذا ضد شرعية الصندوق, التى يعلم مدعو الديمقراطية ,أن الشرعية الحقيقية للشارع. فحركة الإخوان المسلمين حركة فاشية دموية وسبق ان شكلت أجنحة عسكرية في معظم الدول التي كانت تتواجد فيها وبدأت بعمليات اغتيال الكفاءات العلمية والعسكرية المخالفة لفكرها وهذا فى حد ذاته خدمة غيرة مباشرة للكيان الصهيوني الغاصب , وقد بات واضحا الآن وأكثر من أي وقت مضى مدى تعاون هذه القوى الظلامية من خلال وصولها لسدة الحكم في بعض الدول العربية، وخاصة فى مصر وما يحدث فى سيناء خلال السنة الماضية، ومايحدث الآن فى مصر من محاولات مستميتة للاستقواء بالغرب ما هو إلا عمالة صريحة للصهيونية. فالفاشية الاسلامية التي تؤسس لدولة دينية إسلامية لا تختلف عن الصهيونية اليهودية التي تؤسس لدولة يهودية.. إلى جانب أن كليهما لايعمل الا لصالح جنسه وجماعته وليذهب الآخر الى الجحيم إذا كان يقف أمام حلم السيادة الصهيونية أو الإخوانية خاصة أن ما مر بمصر مؤخرا فضح كل القوى وكشف كل الأقنعة وفضح نوايا المتاجرين بالدين وارتباطهم بالمشروع الاستعماري الذي تقوده أمريكا, وريثة الاستعمار القديم وهي التي لم تتوقف مؤامراتها على المنطقة مكملة ما ورثته عن بريطانيا وفرنسا, اللتين أصبحتا تحت جناحيها لمحاولة الهيمنة على العالم خاصة في وطننا العربي. لقد رفعت أمريكا الغطاء عن نظام كامب ديفيد وزين العابدين في تونس ونقلته أمريكا بخبث للمعسكر الآخر المرتدى رداء الإسلام بهدف إسقاط الدول العربية الواحدة تلوى الأخرى وتفكيك جيشها كما حدث في العراق .. وخاصة أن عميلها فى المنطقة الإخوان المسلمين كان له مكانة سابقة وتعايش على أنه المشروع الاسلامى القادر على تحقيق عودة العالم الإسلامى إلى مكانته التى كان عليها فى عصور رفعة الإسلام. ولكنهم فوجئوا بأن النظام الإخوانى الكاذب والمضلل لديه رفض جماهيرى وأن مصر لديها شعب على استعداد للموت من أجل استعادة وطنه من براثن المتأسلمين ، الذى يفعل أى شيء لعودة الحكم اليه ، ومع فشلهم زاد التخبط أكثر والإجرام والحقد على الشعب المصرى الذي اصطف بغالبيته العظمى خلف جيشه لمواجهة حرب شرسة عليه تمويلاً وتسليحاً وضخ للجهاديين فى سيناء ..والصورة كما يراها كل متابع واضحة حيث إن الإخوان ومعسكرهم ومرتزقتهم في خندق والشعب المصرى بأكمله في الخندق الآخر. وخاصة أن كل ما يفعله الإخوان بدعم من قطر أكبر حليف لإسرائيل وأمريكا في الشرق الأوسط , يصب في صالح إسرائيل والمخطط الصهيونى, وليس لصالح الإسلام والمسلمين كما يدعون. ومن أجل ذلك فلامانع أن يمنح الإخوان قطر موطأ قدم قوية في سيناء بالاستثمارات حول قناة السويس الى جانب التفريط في أمن سيناء والسماح للجماعات الإرهابية المدعومة من حماس بالسيطرة عليها وحكمها والتحكم فيها , حتى أن هناك مناطق في سيناء لا يقربها أحد بدون إذن هذه الجماعات. وفى الحقيقة أن دعم امريكا للاخوان لم يجئ صدفة ولكنه استكمال لمشروع صهيونى عالمى بدأ منذ الخمسينات والوثائق السرية التي أفرجت عنها «سي اي ايه» تؤكد أن الإدارة الامريكية كانت تراقب الإخوان ونشاطاتهم منذ عام 1947 وهذا ماجعلها تجرى العديد من الاتصالات معهم ليصبحوا الحلفاء القادمين فى المنطقة والمتوشحين بالاسلام. فالحلم الامريكى الداعم لاسرائيل أثبتت التجربة أن التيار المتأسلم لايقف حائلا أمامه بل إنه إحدي ركائز تدعيمه والايام القادمة ستظهر أن الغرض الحقيقي من «الربيع العربي» ما هو الا الدخول في عصر جديد من الاستعمار على أساس صفقة سرية بين الإخوان، و الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل وأن الإخوان أصبحت «رأس حربة الصهيونية العربية»، على حد تعبير المفكر اللبناني حسن حمادة.