أن تنتهى ثورة 30يونية إلى تحويل السجون المصرية لمزارات سياحية أمام الدبلوماسيين الغربيين للالتقاء فيها مع المتهمين من جماعة الإخوان لعقد الصفقات، فهذا أمر يمس السيادة الوطنية ويهين ثورة الشعب، ويحتاج الى توضيح عاجل من الحكومة وخاصة الفريق أول عبدالفتاح السيسى الذى فوضه الشعب المصرى فى مواجهة الإرهاب وتنفيذ خارطة الطريق. السجون المصرية يحكمها نظام وقوانين وعلى رأسها إدارة تخضع لإشراف وزارة الداخلية حتى الآن ونطالب بإخضاعها لإشراف القضاء وليست اسطبلات خيول ولا دور سينما مفتوحة لمن يدفع التذكرة، والمتهمون مرسى والشاطر والكتاتنى وعاكف وأبوإسماعيل وغيرهم من أعضاء جماعة الإخوان الذين يقضون فترة الحبس الاحتياطى أو المحالين للمحاكمة غيابياً مثل بديع وغيره هم مجرمون عاديون مثلهم مثل أى مجرم أو بلطجى فى الليمان، وهم مسجونون فى جرائم تخضع للنظام العام، وليسوا معتقلين سياسيين. إن السماح بالزيارات المكوكية لعصابة الإخوان تحبط الشعب وتقل من قيمة مصر، وكان لا يجب الموافقة عليها تحت أى ظرف، بعد أن أدت إلى شعور المواطن المصرى العادى بأن تفويضه أسىء استغلاله وأن سيادة الشعب تنتهك أمام التدخل الأجنبى غير المقبول كنا ننتظر الصراحة وعدم التعتيم على زيارة الوفد الغربى لخيرت الشاطر نائب المرشد فى ليمان طرة، ففى الوقت الذى أكدت فيه قناة الجزيرة الزيارة، كانت وزارة الداخلية تنفيها، وتبين أن الزيارة تمت ليلاً تحت ضغوط تمس الكرامة المصرية، مما يؤكد أن هناك عبثاً سينتهى الى تدليل الخصوم السياسيين الذين تلوثت أيديهم بالدماء، التفويض ليس لبيع الثورة، أو العبث بها، ولفتح أبواب السجون لأعداء الشعب، كل تنازل ثمنه سيكون من دماء المصريين ويعطل فرص البناء، ويتطلب استعداد الشعب المصرى للدفاع عن ثورته من جديد حتى لا تسرق منه. لاشك أن الحكومة تتعرض لضغوط شديدة من أمريكا والاتحاد الأوروبى للعبث فى خارطة الطريق، بدليل تمديد وليام بيرنز إقامته فى مصر، وحضور عضوى الكونجرس مكين وجراهام، وبقاء مساعد آشتون فى القاهرة، طبعاً مكين جاء ليشكر الإخوان على تهريبهم «14» أمريكياً متهمين فى قضية التمويل الأجنبى، هذه الضغوط تؤكد الفزع الغربى من الشعب المصرى الذى كسر القيود ووقف خلف جيشه لإنهاء حكم الإخوان الفاشل، وفزع من تحول السيسى إلى زعيم شعبى، كما تهدف هذه الضغوط الى فصل اللحمة بين الشعب وجيشه، وتؤكد أن هناك مشروعا بين أمريكا والإخوان كان يتم التخطيط له، وفشل بعد الثورة، وكشف الفريق السيسى المؤامرة عندما قال فى حديثه إلى «الواشنطن بوست» إن أوباما أدار ظهره للمصريين. لا يمكن أن تنتهى ثورة «30 يونية» بفتح السجون لمرسى والشاطر والكتاتنى، مطلوب الجرأة فى مواجهة هذه الضغوط، وإقامة توازن استراتيجى مع دول أخرى لتعديل موازين القوى ومواجهة الضغوط الأمريكية والأوروبية والقطرية، والإسراع فى تصفية بؤرة رابعة الإرهابية بعد رفض الإخوان للأمر الواقع، استمرار هذه البؤرة تحت دعوى حماية حقوق الإنسان، سيؤدى الى تجميع الإرهابيين لقواهم، واستغلالها فى الاعتداء على حقوق الإنسان الآخر الذى يتعرض للترويع من بقاء هذه البؤرة التى مارس من خلالها كافة أنواع التهديد للمواطنين والدولة.