الدولة تدعو للمصالحة الوطنية.. وتمد يدها للسلام.. بينما جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المعزول مرسى يصرون على استمرار الاعتصام فى ميدان رابعة والنهضة وقطع الطرق وتعطيل مصالح الناس.. وإثارة فزع ورعب قاطنى رابعة وتحويل حياتهم إلى جحيم.. وشن الهجمات الإرهابية على رجال الأمن والمنشآت فى سيناء.. فالدولة تسعى للمصالحة الوطنية لكافة الفصائل.. بينما تقاتل الجماعة تمسكا بالفوضى والحيلولة دون استقرار البلاد! عندما اعتلى مرسى كرسى السلطة أعلن أمام الشعب المصرى أن قطع الطرق جريمة يعاقب عليها القانون فصفق له أنصاره.. وعندما أكد وجوب التعامل مع هذه الجريمة بقوة وحسم، هتف له الإخوان مؤيدين مباركين.. ولكن بعد أن عزل الشعب مرسى فى ثورة تاريخية.. تبدل رأى الإخوان.. ولجأوا لقطع الطرق وممارسة كل أنواع العنف واعتبروا ان هذا حقهم فى التعبير ولحسوا كلامهم.. وتأكيدات رئيسهم المعزول بأن قطع الطرق جريمة! آراء الإخوان وهم على كرسى السلطة فى قضايا الحريات.. وحق التظاهر.. تتبدل عندما يكونون خارج السلطة.. وهذه طبيعة المنافقين والمتسلقين والفاشيين الديكتاتوريين. ماذا فعل الإخوان مع المتظاهرين أمام قصر الاتحادية عندما كان «مرسى» فى سدة الحكم ويحكم القصر؟ الشعب كله شاهد ما جرى أمام القصر من جرائم واعتداءات وتعذيب وعمليات سحل تعرض لها المتظاهرون على أيدى ميليشيات الإخوان.. ورغم ذلك فقد دافع النظام الإخوانى بكل بجاحة عن ميليشياته. العبث بأمن البلاد وترويع أهلها من طبيعة قادة الإخوان طالما أنهم خارج السلطة.. قادة الإخوان الذين يحتمون بالمعتصمين فى ميدان رابعة يدركون تماما حال فض اعتصام رابعة فإن مصيرهم السجن بسبب جرائمهم التى ارتكبوها سواء القتل أو التحريض عليه أو أعمال العنف وغيرها.. وليس غريبا أن يتمسك هؤلاء بالاعتصام والعمل على جر البلاد الى حرب أهلية وهو ما يعيه ويدركه الشعب المصرى تماما..ولكن الشعب نفسه يتساءل: لقد خرجنا بالملايين وفوضنا الجيش والشرطة لمكافحة الإرهاب ووقف أعمال العنف بينما الإخوان وأنصارهم يصرون على العنف وقطع الطرق.. فهل التفويض تحول الى دخان فى الهواء؟! هنا يكمن الخطر.. لأن الشعب يريد تفعيل التفويض وعدم التلاعب بإرادته.. صحيح أن الدولة تحاول البحث عن أفضل الطرق لفض الاعتصام دون إراقة دماء وهو اتجاه صائب.. ولكن الطرف الآخر يتمسك بموقفه حتى يضمن الخروج الآمن وهو ما يثار حوله الجدل لأن العدالة يجب أن تأخذ مجراها.. ويحاكم كل من قتل أو حرض على القتل وأعمال العنف. الشعب يريد الاستقرار فى أسرع وقت.. وهذا لا يتحقق إلا بوقف العنف وفض الاعتصامات الدامية.