وجه نشطاء حقوقيون انتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية رداً علي قرارها بتعيين روبرت فورد سفيراً في القاهرة خلفاً ل«آن باترسون». قال عدد من النشطاء إن المبعوث الأمريكي الجديد ذاع صيته ولمع نجمه في سماء هندسة الصراعات العربية وإشعال الفتن والحروب الأهلية في البلدان التي عمل بها مثل الجزائر والعراق وسوريا، وأعرب الحقوقيون عن مخاوفهم من أن يكون دوره في القاهرة مكملاً لما فعله في هذه الدول. شدد الحقوقيون علي خطورة اعتماد فورد سفيراً بالقاهرة نظراً لملفه الأسود في الوطن العربي، مطالبين الرئاسة والخارجية بضرورة إعادة النظر في العلاقات المصرية الأمريكية. رفض محمد عبدالنعيم رئيس الاتحاد الوطنى لمنظمات حقوق الإنسان نية الإدارة الأمريكية في تغيير مبعوثتها الدبلوماسية في مصر آن باترسون بروبرت فورد، موضحاً أن فورد معروف بلقب مهندس الصراعات العربية ومشعل الحروب الأهلية في جنبات الوطن العربي والمتسبب في جميع الصرعات التي نشبت في العراق والجزائر وسوريا عندما تقوم الإدارات الأمريكية المختلفة ببعثها له لتلك الدول على رأس بعثة دبلوماسية. وأوضح عبدالنعيم أن الإدارة الأمريكية غيرت من خطتها بعد الفشل الذي وقعت به باترسون والمعلومات الخاطئة التي قد أرسلتها حول جماعة الإخوان المسلمين إلى أوباما مما تسبب في حرج شديد لأمريكا بعد سقوط نظام الإخوان. ولفت رئيس الاتحاد الوطنى لمنظمات حقوق الإنسان إلى أن أمريكا تُصر على العمل على تدهور الوضع المصري بكل ما تملك من إمكانيات؛ موضحاً أن اختيارها لفورد وما خلفه من تاريخ ملطخ بالدماء وإثارة القلاقل في الدول ينذر بكارثة في انتظار مصر على يده برعاية أمريكا. وطالب الرئاسة ووزارة الخارجية بضرورة توخي الحيطة والحذر من قبول واعتماد ذلك «السفاح» – بسحب وصفه – مبعوثًا رسمياً لرعاية الإرهاب والفتنة والدماء، مشيراً إلى أن فورد سيأتي لمصر للبحث عن البديل الجديد عن جماعة الإخوان لتمكينهم من السلطة والتعامل على السيناريو الجديد، وفي الوقت نفسه يدعم مؤيدو جماعة الإخوان على إثارة الفوضى والقلاقل. وأبدى أحمد فوزي الناشط الحقوقي تعجبه الشديد من تعيين الخارجية الأمريكية لروبرت فورد سفيراً لها في مصر على الرغم من تاريخه المعروف في التعامل مع ملفات الإسلام السياسي في الوطن العربي في دول مختلفة أثارت مهماته بهم عديد من المشاكل والنزعات والحروب الأهلية، موضحاً أن بذلك الاختيار قررت الإدارة الأمريكية الدخول في تحد صريح مع مصر والسلطة الانتقالية الجديدة لا يجب أن تقبله الرئاسة والخارجية المصرية بعد 30 يوينة. وتوقع فوزي أن فورد قادم إلى القاهرة حاملاً في حقيبته الدبلوماسية الخطة الأمريكية الجديدة للتعامل مع الوضع بشكل أكثر حنكة وحيطة ودقة حتى لا يتكرر سيناريو باترسون؛ مضيفاً أن خبرة فورد في التعامل مع تيار الإسلام السياسي في الوطن العربي تؤكد اللعبة غير البريئة التي تنوى أمريكا على لعبة داخل مصر بعد انهيار جماعة الإخوان. واستنكر جمال عيد مدير شبكة المعلومات لحقوق الإنسان التحدى الفج الذي قامت به الإدارة الأمريكية عن طريق اعتمادها أوراق روبرت فورد، موضحاً أن التصرف الأمريكي هو بمثابة بصق على وجه المصريين وتوضيح للدور الجديد لأمريكا العابث في مصر وإصرارها على دعم الإرهاب وتفعيل مشروع «الشرق الأوسط الجديد» الذي وضعه جورج بوش الابن قبل أعوام. وناشد عيد الخارجية المصرية باعتبارها إحدى الوزارات السيادية والوطنية عدم قبول واعتماد أوراقه بالقاهرة، والرد بلهجة شديدة على ذلك التصرف الأمريكي الأهوج والتهديد بقطع العلاقات بين البلدين في حال إصرارها على العبث بالمقدرات المصرية والتدخل في شأننا الداخلي وإثارة الفوضى. واستطرد الناشط الحقوقي قائلاً: «أمريكا بدأت في اللعب على المكشوف ومبعوثها الجديد هو «الأمارة» على ذلك، وقد يكون التهديد بقطع العلاقات والتحالف مع روسيا هو خير، الأمر الذي سيدخل أمريكا إلى جحرها مبكراً وبدون وقوع خسائر على مصر».