ترشيح «باترسون» لمنصب «رفيع» بالخارجية الأمريكية.. وروبرت فورد مرشح لخلافتها

أكدت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية أن سفيرة واشنطن لدى القاهرة، آن باترسون، تم ترشيحها، الخميس، لتولى منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكى لشؤون الشرق الأدنى، وذلك بعد عدة تقارير تحدثت عن مغادرتها مصر قريبا، في الوقت الذي أفادت فيه مصادر أمريكية أن سفير واشنطن لدى سوريا روبرت فورد مرشح ليحل محل باترسون. ووصفت المجلة، في تقريرها الجمعة، «باترسون» بأنها «دبلوماسية محنكة» تتمتع بسنوات من الخبرة، كما أصبحت نقطة محورية في الانتفاضة التي شهدتها مصر الشهر الماضى ضد الرئيس المعزول محمد مرسى، حيث اتهمها الليبراليون بالانحياز لجماعة الإخوان المسلمين والفشل في محاسبة مرسى على تسلطه، إلا أن مسؤولى الخارجية الأمريكية دافعوا عنها بقوة كونها «دبلوماسية ماهرة نفذت السياسة الأمريكية بفعالية في أشد الظروف»، حسب المجلة. وأكدت المجلة أن المنصب الجديد الذي ترشحت له «باترسون» تزداد أهميته بالنظر إلى الاضطرابات التي تشهدها العراق وسوريا واليمن وجيوب أخرى بالمنطقة. وتابعت: «رغم أن أغلب السفراء نادرا ما يتصدرون الاهتمام الإعلامي، إلا أن باترسون كانت حاضرة بقوة في احتجاجات 30 يونيو، حيث رفع المتظاهرون صورها عليها علامة «X حمراء»، وعبارات مهينة وصفتها الخارجية الأمريكية بأنها بغيضة وتستحق الشجب». وأشارت المجلة إلى أن «باترسون» أثارت غضب المتظاهرين بعد ترتيب اجتماعها مع قيادات الإخوان المسلمين ومعارضتها لمظاهرات الشوارع وقولها: «إن البعض يقول إن العمل من خلال الشارع سيؤدى على نتائج أفضل من الانتخابات وللأمانة، أنا وحكومتي نشك في ذلك بشدة». ودافعت المجلة عن «باترسون» وقالت إنه «لم يثبت حتى الآن خطأ ما قالته السفيرة الأمريكية في ظل استمرار محاولة الحكومة المؤقتة استعادة السيطرة على البلاد»، مضيفة أنها لا تزال تحظى باحترام واسع بالخارجية الأمريكية. ولكن الأعضاء الجمهوريين في الكونجرس لم يكفوا عن الهجوم عليها، ورأوا أن تصريحاتها تعكس جهل الرئيس باراك أوباما الكامل للواقع السياسي وفشل إدارته في الاستفادة من الاتصالات مع الجيش ودعم توجه ابتعاد مصر عن التطرف الإسلامي، حسبما قال النائب مايكل ماكول. وكشفت مصادر أمريكية وإسرائيلية لصحيفة «آل مونيتور» الأمريكية أن المبعوث الأمريكى لسوريا روبرت فورد، هو المرشح الأقوى لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى مصر خلفا ل«باترسون». ويعتبر «فورد» من أبرز من عملوا في مناصب دبلوماسية في الدول العربية، حيث يتحدث العربية وعمل سفيرًا في الجزائر وقبلها نائبًا للسفير الأمريكي في العراق ونائبًا لرئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية في البحرين، كما خدم فى مكتب اقتصاد مصر بواشنطن، وخدم قبلها في السفارة الأمريكية بمصر. ونقلت الصحيفة عن اثنين من كبار المسؤولين الأمريكيين: «إن وزارة الخارجية الأمريكية أفادت بعدم امتلاكها أي معلومات تتعلق بهذا الأمر»، ولفت موقع الصحيفة إلى أن «فورد» كان قد طلب تنحيه عن منصبه فى سوريا لشعوره بالإرهاق من المنصب، فيما قال مسؤول أمريكي سابق إن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيرى، أراد أن يتولي «فورد» منصب سفير «واشنطن» في «القاهرة»، إلا أن الأخير قال في وقت سابق إنه متردد بسبب التعب. وفي سياق متصل، أعلنت السفارة الأمريكية في القاهرة أنها ستغلق أبوابها «الأحد» كإجراء احترازي تحسبا لتطورات المظاهرات المقرر أن ينظمها مؤيدو الرئيس المعزول وما يتردد عن قرب فض قوات الأمن اعتصامات «رابعة العدوية» و«النهضة». وقالت السفارة على موقعها الرسمي على الإنترنت، إنه من المحتمل أن تظل السفارة مغلقة أياما أخرى، لم تحددها، بحسب ما سيردها من معلومات وتحليلات عن الأوضاع. وأضافت السفارة أنه مع خروج مظاهرات المطالبة بعودة مرسي، وتزامنها مع إعلان وزارة الداخلية عن استعداداتها لفض اعتصام مؤيديه، ربما تسفر الأعمال عن مواجهات عنيفة، كما دعت السفارة مواطنيها إلى توخي الحذر في تنقلاتهم، وعدم التجول خارج أماكنهم السكنية إلا في أضيق نطاق. وذكرت مصادر أمريكية لشبكة «سي إن إن» أن إغلاق السفارة الأمريكية في القاهرة وعواصم أخرى بينها أبو ظبي وبغداد يرتبط بمخاوف من مخطط ل«القاعدة» يستهدف مواقع دبلوماسية أمريكية في الشرق الأوسط، ووصفت التهديد بأنه صحيح وخطير. وأضاف مسؤول أمريكي، دون الكشف عن هويته الجمعة، أن التهديد موجه إلى أهداف أمريكية، مؤكدا انه لم يكون مقصورا على المنشآت الرسمية الرئيسية. وذكرت شبكة (سي بي إس) الاخبارية الأمريكية أن قرار إغلاق السفارات يأتي بعد تقارير كشفت عنها الاستخبارات الأمريكية أن تنظيم القاعدة يخطط لاستهداف مواقع دبلوماسية في الشرق الأوسط ودول أخرى. وفي غضون ذلك، ذكر موقع «ديبكا» الإخباري الإسرائيلي أن الولايات المتحدة باتت ساخطة على سياسة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، نائب رئيس الوزراء، وزير الدفاع، والتي تقوم على الاستماع للضغوط الأمريكية والأوروبية والرد عليها بأدب، ثم التصرف على العكس منها تماما. ونقل عن مصادر أمريكية في «واشنطن» قولها إن الإدارة الأمريكية قررت الرد على هذه السياسة بسحب السفيرة الأمريكية لدى القاهرة آن باترسون، وتعيين فورد مكانها وتشير المصادر إلى أن فورد معروف بأنه سفير غير تقليدي اشتهر بقدرته على إقامة العلاقات مع دوائر المعارضة للسلطة المركزية. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن الولايات المتحدة تجد صعوبة شديدة في التعامل مع أزمة مصر. موضحة أنها تخشى من فقدان حليف مهم كمصر إذا لم تعترف بالنظام الجديد فيها، فضلا عن أن الولايات المتحدة تخشى من ثبوت ما يقال عن دعمها الإخوان إذا اعترضت على النتائج التي ترتبت على ثورة 30 يونيو.