كثيرًا ما نضل الخُطى .. ويغيب ضوء الطريق في ظل الأزمات؛ ولكن مع كل كبوة نجد مَن أتى حاملاً روحه ليلقيها تحت أقدام الوطن.. فعاش من كانت كلمته سببًا في تغيير مسار أمة. فاليوم الذكرى الحادية والستون لثورة فتحت الباب للقضاء على الفساد ، وإعلاء كلمة الشعب فثورات مصر الثلاث "23يوليو- 25يناير-30يونيو" كلها أيام سجلت وحفرت نفسها في تاريخ هذه الأمة.. منهم من سماها بداية ثورة, ومنهم من اسماها "انقلابًا".. ولكن الشيء الأكيد هو أنها" أيام لإحداث لا يمكن أن تنسي". وفي هذا السياق.. أوضح د.حسن أبو طالب - أستاذ العلوم السياسية ومدير معهد الأهرام الإقليمي للصحافة - أن هدف إعادة بناء مصر ومحاولة إخراج البلاد من كبوتها هو القاسم المشترك بين ثورة1952 وثورة 30 يونيو الأخيرة, فالشعب المصري يعرف ماذا يطمح إليه, لكن أبرز الاختلافات بين تلك الثورتين هو أن البطل الأساسي في 1952 هو الجيش الذي بادر بإحداث الخطوات الأولى للتغيير الاجتماعى في مواجهة ديكتاتورية الملك, في حين قام بتدعيم إرادة الشعب الذي اكتسب وعيًا سياسيًا أكثر خبرة ونضجًا في 30 يونيو بمساندة مؤسسات الدولة من قضاء وإعلام. وأضاف أبو طالب" الشعب المصري بدء خطوة جديدة في عزل نظام مستبد, وعلينا في ذكري ثورة يوليو بالمشاركة الإيجابية في تحسين أداء الدولة ومساعدة الأجهزة الحكومية في كافة القضايا الحيوية من أمن واقتصاد وإنتاج وحماية حقوق إنسان". فيما رأى د.عاصم الدسوقي – المؤرخ المصري وأستاذ التاريخ المعاصر- أن مصر لم تشهد ثورة بمعناها الحقيقي إلا ثورة 1952, ولا يمكن أن نطلق على ما حدث في الخامس والعشرين من يناير و 30 يونيو لقب "ثورة", موضحًا أن وسائل الإعلام تخلط كثيرًا بين مصطلح الثورة والانقلاب.. فيقول:" الثورة الحقيقية هى التى يتبعها تغيير, ومن وجهة نظري أن ما حدث في 30 يونيو يعد انقلابًا عسكريًا, فحتى الآن لم نلمس التغيير المنشود؛ لذلك ننتظر من حكومة الإنقاذ التغيير الفعلي حتى نطلق على انجاز الشعب ثورة حقيقية". وأكد الدسوقي أن ثورة 23 يوليو انتهت بوفاة عبد الناصر ومجيء السادات الذي استطاع فرض فلسفته بإقامة حكومة رجال أعمال، وانتهت بمصر إلى التبعية التى سار على خطاها مبارك من بعده إلى أن فاض كيل المصريين وخرجوا في 25يناير التى أراها "حالة من الهيجان". أما الدكتور جهاد عودة - أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان- فقد أكد على أن "فكرة التحرر" هى أساس الثورات التى مرت على تاريخ مصر في الحقبة الأخيرة بداية من التحرر من الاستبداد والسلطوية في قيام ثورة1952, كما كان التحررمن الفاشية الدينية هما أساس ثورة 30 يونيو فيقول:" الجيش انحاز للإرادة الشعبية في 30 يونيو كجزء من المشاركة في صنع القرار السياسى, وليس كانقلاب عسكري". ".