وجه ثوار مصر الأحرار يوم 30 يونية صفعة شديدة للنظام الأمريكي أفقدته توازنه مثلما أفقد جيش مصر العظيم توازن العدو الإسرائيلى في حرب أكتوبر 73.. أدى انتصار الإرادة الشعبية وانحياز الجيش والشرطة لهذه الإرادة بإزالة حكم الإخوان إلي إرباك الحسابات الأمريكية وإعادة حساباتها من جديد في مشروعها الذي كان يتبنى تنفيذه في المنطقة الإخوان والحفاظ على أمن إسرائيل.. كان وصول الإخوان إلي السلطة بمثابة صفقة مع الشيطان من أجل الوصول إلي السلطة.. وما يحدث الآن من أعمال عنف وسفك للدماء وإزهاق لأرواح الأبرياء داخل البلاد يفسر بالدليل القاطع أنكم الطرف الثالث واللهو الخفى الذي ارتكب أعمال حرق أقسام الشرطة ومذبحة بورسعيد وموقعة الجمل واقتحام السجون وتهريب مئات المساجين.. أنتم كل يوم تثبتون لشعب مصر أنكم أعداء للوطن وتريدون حرق مصر من أجل ذاتكم ورغباتكم الشيطانية التي كانت خطراً علي الأمن القومي للبلاد وتم اكتشافها مبكراً.. أنتم رسبتم منذ اليوم الأول لخروج الرئيس السابق إلي جماعته وعشيرته ليوجه لهم خطابه وترك الشعب المصرى وتجاهله في استعلاء وغطرسة وكبرياء.. سقط الرئيس الإخواني عندما نصب نفسه رئيساً لجماعة الإخوان وتنظيمه وتناسى أنه جاء رئيس دولة كبري بحجم مصر تضم أكثر من 90 مليون مواطن جميعهم شركاء في وطنهم وكانوا السبب في تولى جماعة الإخوان حكم البلاد ولكنها لم تستطع إدارة البلاد بنجاح وأخذت تعمل لصالح الجماعة وتنظيمها الدولي وتركت الشعب يغرق في الأزمات تلو الأخرى ولم يتحقق أي وعد من الوعود الانتخابية التي أخذها الرئيس علي نفسه قبل نجاحه في الانتخابات.. انشغلت جماعة الإخوان بالمعارك السياسية وتصفية الحسابات مع أفراد النظام القديم والتخلص من العقد التى أصابتهم خلال فترة وجودهم بالسجون وتناست أن هناك شعباً ينتظر حلولاً لمشاكله التي يعاني منها وتحقيق أهداف ثورة 25 يناير إلا أن ذلك لم يحدث.. تماديتم في غيكم وأدرتم ظهوركم لجميع القوى الوطنية المعارضة وأقصيتم الجميع من المشاركة في إدارة البلاد واعتبرتموهم خونة وعملاء وهم أكثر وطنية منكم فكان مصيركم السقوط.. ولم تستوعبوا الدرس من النظام السابق ومارستم سياسات أبشع وأفظع من سياسات القمع والاستحواذ علي كل شىء.. سقط الإخوان لأنهم ارتموا في أحضان ماما أمريكا وقدموا مصر قرباناً لها ولطفلها المدلل في المنطقة إسرائيل وتناسوا أن هناك إرادة شعب تجعله قادراً علي التصدى للطغاة.. خرج الثوار علي النظام لأنهم أدركوا أن ثورتهم سرقت منهم ويريدون استردادها ومن الغرور أن النظام أنكر الطوفان البشرى الذى أدهش العالم وكان أكثر كرماً من مبارك في تقديره للطوفان البشرى بأنهم 130 ألفاً وقدر مبارك أعداد الثوار في ثورة 25 يناير بأنهم 50 ألفاً.. أنتم جئتم من السجون والمنفى إلي القصور وأنتم غير مؤهلين لإدارة دولة وأثبتم أنكم لا تصلحون إلا للعمل تحت الأرض.. وليعلم الجميع أن روح مصر غير قابلة للموت أو التراجع وستظل علي قيد الحياة إلي الأبد تحرس هذا الوطن وبعد سقوط الإخوان في مصر انتظروا سقوطهم في تونس وفي سوريا وستكون الشعوب لهم بالمرصاد في كل مكان لأن تجربة حكمهم في مصر أثبتت أنهم يبيعون الأوطان للغرب من أجل السلطة.. أنتم تجرعتم سموم أخطائكم الجسيمة فكان مصيركم مزبلة التاريخ قال الله تعالى «وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون» صدق الله العظيم.