أعلم ومعي كل المصريين أن مصر تعيش أخطر مراحل حياتها ربما منذ 10 قرون.. ونعلم جميعاً أن مصر منقسمة الآن.. حقاً أن الأغلبية هم الثوار الذين قاموا بأعظم ثورة شعبية.. ولكن لا ننكر أن هناك فصيلاً لا يستهان به.. ووجود هذا الانقسام يهدد الوطن كله.. وقد يجرنا إلي حرب أهلية تجرف الأخضر واليابس.. وهذا يطالبنا بسرعة الحركة.. وأولها الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة.. حكومة الثورة الشعبية.. لأن أول خطوة نحو الاستقرار هي الانتهاء من تشكيل هذه الحكومة.. لماذا؟! ** إن عدم تشكيل الحكومة لكي تدير أمور البلاد بحزم وحسم يشجع أعداء الثورة علي التحرك العنيف لإجهاضها.. وهي بعد عود أخضر.. ها هو المرشد العام للإخوان يبشر رجاله المسلحين والمدربين جيداً بأن «جيش مصر الحر» سيظهر قريباً وسريعاً.. أي ببساطة يمكن أن تعيش مصر نفس ما يعيشه الأشقاء في سوريا.. وهم مطحونون بين جيش الأسد أشد الحكام بطشاً.. والجيش الحر الذي يقاومه.. وللعلم هناك فرق في هذا الجيش «الحر» تضم قوات من مسلمي غير سوريا.. أي قوي أجنبية لا أحد يعلم تسليحها.. وتمويلها.. ولا حتي أهدافها. وبين مدافع جيش الأسد ومدافع هذا الجيش «الحر» يسقط مئات السوريين صرعي هذا الصراع. ** وها هو المرشد العام يبشر جنوده وكأنه يعطيهم اشارة البدء.. أو علي الأقل الاستعداد.. نقول ذلك لأننا نعلم أن حصة لا يستهان بها من الأسلحة التي تم تهريبها من ليبيا ومن السودان أصبحت في يد «الإخوان» وإذا وصلوا إلي حد اليأس فسوف يقاتلون قتال اليائس.. أملاً في العودة إلي السلطة.. بل إن تأخر إعلان «حكومة الاستقرار» يمكن أن يزيد من عدد مؤيدي الإخوان.. أقصد زيادة حشدهم وما نراه في رابعة وغيرها يشير إلي ذلك، لأن سياستهم هي «النفس الطويل». ** أيضاً فإن تأخر ولادة الحكومة يغل يد السلطة الشرعية الثورية في مقاومة ما يحدث في سيناء.. وقد بدأت مظاهر العنف هناك تزداد وأحدها محاولة اغتيال اللواء وصفي قائد الجيش الثاني الميداني وتفجير خط الغاز.. ومهاجمة كمائن الشرطة والأمن في وقت واحد ومشاكل معبر رفح الذي أري أن يغلق وفوراً ولمدة طويلة حماية لأمننا الداخلي.. وكذلك كم أتمني أن يواصل الجيش المصري عملية تصفية واغلاق ونسف كل الأنفاق الحدودية مهما كان الثمن.. ولا أحد داخل مصر أو خارجها يعترض علي تأمين حدودنا.. ولو وصل الأمر أيضا إلي نسفها من الطرف الآخر بعمليات فدائية مصرية عاجلة.. ** ثم إن تشكيل الحكومة يدعم إجراءات تأمين المواطن المصري وأيضا المنشآت المصرية.. وحتي تنطلق الشرطة المصرية بكامل طاقتها للقيام بدورها الطبيعي.. لأن ذلك يساهم في إحساس المواطن بالاستقرار لأن وجود الشرطة في الشوارع يشيع روح الأمان ويساهم في إقرار الأمن.. بل ومواجهة أي إخلال به يتعمده رجال الإخوان. ونقول للدكتور الببلاوي: نعلم انك تواجه عملاً صعباً بل وشديد الصعوبة.. ولكننا نعلم أنك بحكم ثقافتك وخبرتك الاقتصادية تعرف أن هذا الاستقرار هو أول عوامل عودة الحياة الطبيعية التي بدونها لن نستطيع الانطلاق نحو تنفيذ خطة الطريق لإعادة بناء الحياة البرلمانية السليمة.. وهذا الاستقرار هو الذي يعيد مصر بسرعة إلي الطريق السليم، حتي نعبر الخندق الصعب وهو اقتصادي، في المقام الأول.. ** ونعلم أيضاً صعوبة تشكيل الحكومة في هذه الظروف.. ونعلم أن الاعتذارات أكثر من الموافقات. فالحكومة لن يزيد عمرها علي شهور قليلة. بل وفدائي من يقبل الاشتراك في حكومة انتقالية وسط هذه الظروف شديدة الصعوبة.. ومصر بحاجة إلي حكومة قوية تدير أمور البلاد وتتعاون مع رئيس الجمهورية المؤقت.. حتي تفسح الطريق أمام القوات المسلحة لاستكمال مهمتها الأساسية.. وسط هذا التحدي الإخواني الذي- للأسف- يستقوي بالخارج علي شعبه وإرادة شعبه.. ** نعم عليك الإسراع يا دكتور ببلاوي في استكمال مشاوراتك وان تؤدي الحكومة الجديدة اليمين الدستورية بسرعة لأن في ذلك استكمال خطوة أساسية لإعادة الاستقرار حتي نقطع الطريق علي أي محاولات.. وحتي لا يقول أحد أو يدعي أن الأوضاع غير مستقرة.. بدليل تعثر تشكيل الحكومة. وكم نتمني أن تتفرغ قواتنا المسلحة لمطاردة حملة الأسلحة وضبط أي سلاح في يد أي قوة.. حتي نحمي الوطن ونحمي كل المصريين.