عندما احتد الخلاف بين حكومة دولة الإمارات وجماعة الإخوان المسلمين، توقعت أن يجمد الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات مشروع المدينة التي سبق وأهداها للشباب المصري، فكتبت هنا أتساءل: هل تراجع سمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات عن رغبته فى التبرع ببناء مدينة سكنية للشباب المصري؟، هل ركوب جماعة الإخوان المسلمين الحكم دفعته إلى سحب مكرمته؟، هل توقف العمل بمشروع المدينة؟، لماذا لم نعد نقرأ أخباراً عن هذه المدينة منذ أن قامت الثورة؟، وهل وجود الإخوان المسلمين فى السلطة سوف يمنع دولة بحجم الإمارات من الاستثمار في مصر؟، هل بقاء الإخوان فى السلطة سيكون عائقا بين الشعب المصري والإماراتي؟. وأشرت إلى أن الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات الشقيقة قد أعلن عام 2008، عن تبرعه ببناء مدينة سكنية للشباب في مصر، يتم توزيع وحداتها بالمجان، وقد رحبت الحكومة المصرية يومها وتم تحديد قطعة أرض لمدينة الشيخ خليفة في القاهرة الجديدة، وفى شهر أغسطس 2008 قامت وزارة الإسكان المصرية بتسليم وفد بلدية مدينة أبوظبى موقع الأرض لتنفيذ المشروع الذي سيضم مجمعات سكنية ومباني تجارية وطرقاً وحدائق ومتنزهات ومدارس ومساجد. وذكر يومها بالصحف أنه تم رفع المخلفات في الموقع بنسبة 80% عن طريق جهاز مدينة القاهرة الجديدة والقوات المسلحة، حيث تم الاتفاق على بناء 10 آلاف وحدة سكنية، مع توقعات بزيادتها إلى 16 ألف وحدة سكنية على مساحة 518 فدانًا تقع علي طريق مصر السويس، وترك لدولة الإمارات تحديد الآلية التي سيتم بها منح الوحدات، وقد سبق تسليم الأرض إن قامت دولة الإمارات بعمل التصميمات والرسومات والمخطط العام للمدينة من خلال مكاتب استشارية عالمية. وعلى ما أذكر أن الحكومة المصرية اتفقت أيامها مع دولة الإمارات على الانتهاء من المشروع خلال 3 سنوات ، أي تسلم المدينة فى نهاية عام 2011، العام الذى قامت فيه الثورة، وسيتم طرحه للمؤهلات العليا فقط مجانًا أو بإيجار رمزي للمستفيدين. ونشر كذلك أن الشباب المستفيدين لن يتم تحميلهم سوى مصاريف الصيانة، بالإضافة إلى مصاريف صيانة كامل المشروع من طرق وأمن وإنارة، وقيل أيضا ان شركة اعمار مصر هى التى قامت بأعمال التصميمات. بعد نشر هذا المقال اتصل بى من دولة الإمارات المهندس ماهر لمعى المستشار الهندسي لمدينة الشيخ خليفة، وحكي لي عن العراقيل التي تضعها وزارة الإسكان التابعة للإخوان أمام تنفيذ المشروع، ومطالبتهم حكومة الإمارات بتقديم أوراق وقرار تخصيص للأرض وقرار وزاري آخر بموافقة مصر على هدية الشيخ خليفة، وذكر أن الرئيس محمد مرسى أثار قضية مدينة الشيخ خليفة مع وفد رجال الأعمال الإماراتي الذي التقى به برئاسة سفير دولة الإمارات فى القاهرة، وبعد يومين اتصل بى أحد المقاولين وابدى استعداده لحل مشكلة المدينة عبر جهاز المخابرات العامة، وأشار إلى انه سيتصل بالمهندس ماهر استشاري المشروع لمساعدته في إنهاء الإجراءات المطلوبة. ولا أخفى عليكم أن المخاوف التي أعلنتها حكومة الامارات بعد حصول جماعة الإخوان المسلمين على أغلبية في البرلمان المصري وفى الشورى وتوليهم منصب الرئاسة، جعلتني أتشكك كثيرا فى جميع الروايات التى سمعتها، خاصة وان الخلاف بين جماعة الإخوان المسلمين وبين الفريق خلفان ضاحى قد تصاعد بشكل حاد ولم يقتصر على تصريحات ضاحى فقط وانتقل إلى حكومة الإمارات. على أية حال الشعب المصري قد أسقط الرئيس مرسى وأزاح جماعة الإخوان المسلمين من تصدر المشهد السياسي، وأظن أن الجماعة كتبت مشهد النهاية لتواجدها فى مصر والبلدان العربية لمائة سنة قادمة، لهذا نتمنى على سمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات أن يعيد النظر مرة أخرى فى قرار تجميد مشروع مدينة خليفة للشباب، وأن يأمر بالبدء فى تنفيذ المشروع لحاجة الشباب المصرى إليه، خاصة وأن بدء التنفيذ سوف يضخ أموالا فى السوق المصرى، كما انه سيحرك الركود وسيستوعب عمالة وصناعات مكملة ومواصلات وشحن ونقل ومواد بناء، ونأمل ان يحضر الشيخ خليفة إلى مصر فى أقرب فرصة لوضع حجر أساس أول وحدة بمدينته.