حقاً.. الشعب هو البطل. هو المعلم وهو القائد.. وهو المنقذ. قلت ذلك وأنا أستمع لأنشودة أنا الشعب التي صاغها الكاتب الصحفي والشاعر كامل الشناوي. الذي قال أنا الشعب.. أنا الشعب. لا أعرف المستحيل. وهي الأنشودة التي شدت بها أم كلثوم.. وكامل الشناوي نفسه هو الذي صاغ نشيده الرائع الآخر بعد أن ألغي مصطفي النحاس معاهدة 1936، في أكتوبر 1951.. وفي هذا النشيد الذي تغني به محمد عبدالوهاب يقول: كنت في صمتك مرغم كنت في صبرك مكره فتكلم وتألم.. وتعلم كيف تكره وهل ننسي تلك الكلمات: أنا يا مصر فتاك.. بدمي أحمي حماك.. ودمي ملء ثراك ثم نشيد مصر لمؤلفه وملحنه أحمد شفيق أبو عوف مصر. مصر. مصر أمنا وفخرنا وعزنا ومجدنا نيلها الحياة منة الإله شعبها الأبي وجيشها فداه يا بني الوطن ويا بني الهرم إن جيشكم أقسم القسم يطرد الطغاة يهزم البغاة يسترد ما لهم من سؤدد وجاه عيشي يا بلادي في أمن وسلام جيشك الأمين للحق لن ينام ولقد انتصر ثوار 30 يونية وأعادوا للوجود كلمات إسماعيل الحبروك ولحن محمد الموجي وغناء نجاح سلام يا أغلي اسم في الوجود يا مصر يا اسم مخلوق للخلود يا مصر نعيش لمصر.. ونموت لمصر.. تحيا مصر وكلمات محمود حسن إسماعيل وألحان السنباطي وغناء نجاح سلام أنا النيل مقبرة للغزاة أنا الشعب ناري تبيد الطغاة أنا الموت في كل شبر إذا عدوك يا مصر لاحت خطاه حقاً.. مصر رجعت لنا تاني.. وشبابها هم الذين أعادوها. هم الذين أسقطوا الإخوان.. وكنا نظنهم باقين لعشرات السنين.. ولكن الشعب أبداً لا يعرف اليأس.. ولا يعرف الهزيمة. ولكن هل الإخوان فعلاً أقوياء؟. أم أوهمونا بذلك.. أو خدعونا بذلك لإرهاب الشعب، كما أرهبوا المجلس الأعلي العسكري ليسلمهم السلطة؟. في رأينا أنهم خدعونا بأنهم أقوياء.. ولهذا استسلموا بسرعة.. ولكننا يجب ألا ننخدع بذلك الاستسلام.. ويجب ألا يخدعنا هذا السقوط العنكبوتي الذي يبدو واهياً.. لأن أخطر ما عندهم هو هذه الخلايا النائمة التي كان بعضها قد بدأ في الظهور شيئاً فشيئاً. ولكن ان هناك نائمين أكثر مما نتوقع.. حتي وان تأكد لنا انهم خدعونا- فانتخبهم البعض- بأنهم يفكرون ويمتلكون عقولاً جبارة.. ولكنها عقول تستطيع أن تعمل تحت الأرض ولا تعمل في النور. ولسنا وحدنا الذين خدعهم الإخوان.. بل هم أيضاً خدعوا أمريكا ولهذا أيدتهم.. ثم ظهر أنهم نمور من ورق.. أو ان كل ما يمتلكونه هو أنهم أسود الكلام يعني «بق كلام» وكان الدكتور مرسي هو خير مثال لذلك.. وهم إذا تكلموا أخطأوا.. وعودوا لكل ما قاله مرشدهم ورئيس دفعوه إلي رئاسة الجمهورية وإلي الحداد والعريان وصالح والبلتاجي.. وغيرهم. حقاً خدعونا في كل شيء.. ولكن الشعب كشفهم وتحرك ولم يهدأ حتي أسقطهم. وعلينا أن نعترف بأن الاعلام كان له دور عظيم وكبير في كشف الإخوان وحكمهم.. بل تولي هذا الاعلام فضح أفكارهم ومطامعهم وظهر أنهم مجرد طلاب حكم لا أكثر. ولكنني أتمني أن يقف الاعلام وقفة عاقلة يراجع دوره حتي لا تسكره نشوة النصر بسقوط الإخوان. بل أمام الاعلام أن يعمل من أجل مصر.. ليتحول إلي اعلام من أجل مصر.. يرفض التهييج ولا يدعو للانتقام من أي فصيل.. فالكل مصريون. نريده اعلاماً يرشد السلوك ويوقف حالة الشماتة التي تطل الآن برأسها. ونقول لشعب مصر: افرحوا.. ولكن دون أن تدفعوا طرفاً من المصريين ليقف وظهره للحائط.. لأن أخطر شيء أن يحس فريق من المصريين بالانكسار.. فالكل مصريون.. نقول لهم: أنتم مصريون.. وكذلك أنتم فشلتم في القيادة.. وجاء دور الشعب ليحكم بالفعل.. وتلك دعوة تلقيتها من الدكتور حسن علي رئيس جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء.. يدعو فيها كل المصريين للمصالحة من أجل الوطن. نقول ذلك وهو الاعلامي الذي رفض أن يصبح وزيراً للاعلام في حكومة هشام قنديل. نعم مصر الآن في ثورة جديدة وليس فقط مجرد نجاح لتصحيح مسار ثورة يناير. وتعالوا بنا نبني مصر من جديد.