مطربة كل العرب وعام1933 كان ميلاد نجاح سلاح تربت في بيت قرآن ووالدها أستاذ وإذاعي.و اعلامى كبير هو محى الدين عبد الرحمن سلام ..عندما نسمع نجاح سلام تغني، فأنت تسمع صوت العروبة والنضال مرة، وتسمع الإشادة بالعرب وتاريخهم مرة أخري، وتسمع الغناء العاطفي المعبر مرات، وتعيش معها في الأهازيج الشعبية المصرية والشامية كثيرا، وجدها عبد الرحمن سلام مفتي لبنان، وكان من الطبيعي عند مولدها أن تحتفل الأسرة باطلالتها علي الحياة بحفل ديني فيه الإنشاد والقصائد النبوية، وكان من الطبيعي وهي حفيدة مفتي الديار اللبنانية أن تحفظ القرآن في مكتب أو كتاب حارة حريك في جنوب لبنان، ومنذ طفولتها وهي تشدو وبغناء لبنان الفتابا والميجانا، وعندما شبت عن الطوق وجدت نفسها محاطة بكبار الموسيقيين والمطربين اللبنانيين، كانوا يأتون جماعات إلي منزل والدها محيي الدين، فقد كان رئيسا للإذاعة اللبنانية ومدير الدائرة الموسيقية بها، ولعل هذه الوظيفة العالية فنيا ساعدت نجاح علي النجاح بجوار العوامل الأخري مثل الثقافة الموسيقية التي تلقتها واجادتها اللغة العربية لحفظها القرآن الكريم وكان أول ظهور لنجاح سلام في عالم الطرب عام 1948 عندما غنت في إذاعة لبنان وينه الحبيب وينه ، ثم قدمها والدها للأخوين رحباني اللذين اكتشفا عبقريتها وقدماها للإذاعة وكانت بطلة أوبريتاتهم الأولي قبل فيروز التي كانت تغني معها ككورس، ثم وضحت ميولها للغناء الوطني مبكرا عندما غنت من شعر بولس سلامة وألحان نجيب السراج قصيدة فلسطين سنة 1949: يا زائرا مهد عيسي غير مضطرب - لا تأمنن الدرب، صار الدرب اتونا - يا قاصد المسجد الأقصي. أما لمحت عيناك حائط المبكي ثعابينا - في عام 1948 جاءت إلي مصر مثل زميلات لها سبقنها، نور الهدي وصباح ولور د كاش وماري جبران و سعاد محمد وغيرهن، وكان المخرج حسين فوزي قد طلبها لتقوم بدور البطولة في فيلم العيش والملح مع سعد عبدالوهاب لكنها لم تنجح في هذه التجربة لرفضها مشاهد الحب والغرام بحكم تربيتها الدينية وصغر سنها، انذاك، ومعروف ان الفيلم أسندت بطولته بعد ذلك الي الفنانة الشاملة نعيمة عاكف، وكان الفيلم شهادة ميلاد للفنانة نعيمة عاكف – ومثلت نجاح سلام عدة أفلام وكان أشهرها واول اعمالها السينمائيه (علي كيفك ) مع اسماعيل يس وعزيز عثمان وتحيه كاريوكا ووداد حمدى ومحسن سرحان ومن اخراج حلمى رفله وغنت لحن على كيفك وعرض 5 مايو 1952 بدار سينما فريال بالاسكندريه وكان العمل الثانى ابن ذوات والبطوله مع اسماعيل يس وعمر الجيزاوىومحمد التابعى والسيد بدير وغنت ساعدوا الاسعاف و جميل جمال ولحن سكة السعاده مهدى من موسيقار الاجيال للفنانه وبالفعل كان الاول والاخير فى حياة نجاح سلام من محمد عبد الوهاب ،وكان العرض فى موسم 1953 وبدار سينما رويال بالاسكندريه ومن اخراج البارع حسن الصيفى وكان العمل السينمائى الثالث هو فيلم الدنيا لما تضحك من اخراج محمد عبد الجواد والبطوله مع شكرى سرحان والذى غنى بالصوره معها دويتو لا تفكر ولا تشغل بالك وكان الصوت للمطرب سيد اسماعيل وايضا شارك بالصوت فى لحن على طول دا البال مشغول – وغنت يا شمعدان حارتنا و نجم المحبه وعرض الفيلم فى 11 نوفمبر 1953 بدار سينما موزمو بالاسكندريه والفيلم الرابع دستة مناديل والبطوله مع المطرب كارم محمود واسماعيل يس و سميحه توفيق و قسمت شيرين وغنت صبح الصباح محلاه وعرض الفيلم فى 1 ابريل 1954 بدار سينما ريتس بالاسكندريه ومن اخراج عباس كامل و فيلم ماخدش واخد منها حاجه موسم 1955 ومن اخراج محمد عبد الجواد والكمساريات الفاتنات من اخراج حسن الصيفى و عنتر يغزو الصحراء من اخراج نيازى مصطفى وفي لبنان اللحن الأول و مرحبا ايها الحب و لبنان يغني ، و يا سلام ع الحب من اخراج زوجها محمد سلمان .ومرّت ست سنوات انقطعت خلالها نجاح سلام عن التمثيل لتعود عام 1963 في فيلم “سر الهاربة” للمخرج حسام الدين مصطفى ، وكان آخر أفلامها “الشيطان” 1969 وشاركت مع فريد شوقى و شمس البارودى وسهير زكى ومن اخراج محمد سلمان. لكنّ نجاح سلام تبقى في الذاكرة الفنية العربية مطربة في المصاف الأوّل وقدمت نجاح سلام للسينما تسعة أفلام في مصر وسبعة في لبنان ونجحت كلها. أما أهم نجاح لها فقد كان في الأغنيات التي شدت بها، وغنت لمصر..اليوم، اليوم، اليوم، النصر واثناء العدوان الثلاثي علي مصر غنت من شعر محمود حسن إسماعيل: أنا النيل مقبرة الغزاة ومن ألحان رياض السنباطي. و يا أغلي اسم في الوجود، يا مصرمن الحان محمد الموجى ومن نظم اسماعيل الحبروك وهي الأغنية التي أصبحت أنشودة الجماهير المصرية في كل مناسبة، وفي كل انتصار مصري وايضا رياضي وفي عيد الوحدة بين مصر وسورية غنت بدي عريس اسمر عربى من كلمات زوجها انذاك محمد سلمان وتلحين عفيفي رضوان، كما شدت بأنشودة أنا النيل مقبرة للغزاه – انا الشعب، نار تبيد الطغاة . ولم تكتف نجاح بالغناء لمصر، لكنها غنت لكل العرب، وأثناء ثورة الجزائر بقيادة بن بيللا شدت بأنشودة، يا طير يا طاير ضد البشاير من مصر وأجري علي الجزاير وكانت نجاح مواكبة لهذه الوقفة وشاهدة علي الأحداث، كما غنت لسورية من ألحان زوجها السابق محمد سلمان. سوريا حبيبي، أعدت لي كرامتي - أعدت لي هويتي بالحرب والكفاح كما غنت بعد مجزرة قانا، من كلمات صالح دسوقي والحان مجدي العطافي، واشتهرت نجاح سلام بأداء الأغنيات الشعبية باللهجتين المصرية والشامية. يا شمعدان حارتنا يا منور حينا من نظم جليل البندارى والحان كمال الطويل وغنت تلك العمل فى احداث فيلم الدنيا لما تضحك ان نجاح سلام هى ضمير الأمة العربية. ومن أغنياتها الشعبية الشامية والتي تجد قبولا كاسحا في مصر والوطن العربي كله: برهوم حاكيني، زعلانة سليني من فرقتك يابا، مجروحة داويني من نظم اسعد سابا والحان فيلمون وهبه - و الشب الأسمر جنني، يا عيوني - سلب لي عقلي مني، الله، الله غيره ما بأهوي شبان، يا عيوني و لا بريد أبعد عنه، الله، الله .من نظم والحان فيلمون وهبه - و كترله، كترله، يا قلبي كترله من نظم توفيق بركات والحان عفيف رضوان- عايز جواباتك من نظم حسين السيد والحان رياض السنباطى واسرار الحب لحسين السيد والحان كمال الطويل – من العصر وانا متزوقه من نظم احمد السلامى ولاول مره يلحن الموسيقار فتحى حجازى للمطربه نجاح سلام - كما غنت بالسلامة يا حبيبي بالسلامة وهي مقدمة برنامج إذاعي يومي، ( طريق السلامة.) من نظم عبد الرحمن الابنودى والحان القامه عبد العظيم محمد .وتزوجت نجاح سلام من المطرب محمد سلمان ورزقت منه ببنتين تعيش الآن من أجلهما. وقد ارتدت الحجاب لكنها لم تعتزل الفن وتقول انها لا تري في مزاولة الفن شيئا من الحرام ما دامت المطربة أو المطرب ملتزمة أو ملتزما بتعاليم الدين. و كرمتها مصر بإهدائها الجنسية المصرية وأهداها الرئيس اللبناني الياس الهراوي وسام الأرز سنة 1993 بمرتبة كومندور كما كرمها الرئيس الجزائري بوتفليقة بمنحها وسام الجزائر.. قيل إنّها صاحبة “الحنجرة الذهبية”. وقيل إنّها كادت أن تكون مطربة لبنان الأولى فور صعودها، لولا أن الظروف السياسية للتركيبة اللبنانية الحديثة العهد شاءت غير ذلك! وتشاء أسطورتها أن موشي ديّان، قال عنها ذات يوم: “هذا الصوت يهدد أمن إسرائيل”. كان ذلك في تلك المرحلة السياسية الصاخبة، المفعمة بالمواجهة، وصعود الأحلام القومية... وكانت سلام مع محمد سلمان في مواقعها الأمامية. أشعلت الجماهير عندما غنّت “أنا النيل مقبرة الغزاة، أنا الشعب ناري تبيد الطغاة” (كلمات محمود حسن إسماعيل)، وعندما غنّت على وقع ألحان محمد الموجي “يا أغلى اسم في الوجود يا مصر”، وهو النشيد الذي حمله صوت نجاح سلام الى أعلى مراتب النجاح، ونال محمد الموجي بفضله وسام الاستحقاق اطال الله عمرك بيننا المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وجيه ندى 01006802177 [email protected]