أفريقيا القارة السمراء .. أرض السحر والجمال مهد الكثير من الأساطير علي مر الزمن، أرض الثروات والفقر والمرض والرقص والموسيقي الصاخبة. علي طول الزمان أفريقيا مطمع الأقوياء لاستعباد الزنوج السمراء والاستيلاء علي ثرواتها. حتي بعد حركات التحرير التي اجتاحت القارة، كان تحررا مظهريا يغلفه احتلال من نوع جديد يعمل في الخفاء بمساعدة العملاء وتجار الوطن. تحرر قلب الأوضاع وأشعل الصراع بين القبائل وجعلها متناحرة بعدأن كانت متحدة تعيش في أمان، ومازالت أفريقيا حتي اليوم تئن من الفقر والجهل والمرض والتخلف والصراع علي السلطة. عزيزي القارئ.. إيجابية عظيمة لعبدالناصر ضمن إيجابياته القليلة وسلبياته الكثيرة وهي تواصله الدائم مع أفريقيا. فمن منطلق العمق الاستراتيجي لمصر والتواصل مع دول منابع النيل شريان الحياة في مصر. حتي لو كان التواصل يغلفه الرغبة الملحة في شخص وكاريزما عبدالناصر رغبة الزعامة والتسلط والدكتاتورية اللي ودتنا في ستين داهية. المهم خلينا في موضوع أفريقيا.. فذلك التواصل خلق نوعا من الود وساعد علي حركات التحرر التي تتابعت بعد يوليو 1952 وكان يدعمها عبدالناصر. صحيح الاستراتيجية العالمية تغيرت من استعمار بالجندي والسلاح إلي استعمار اقتصادي وسياسي ولكن كان لمصر دور في تنمية أفريقيا من خلال شركة مصر للاستيراد والتصدير. تتابع الإهمال بعد ناصر وبعد السادات وكان للسادات موقف يحسب له عندما هددت أثيوبيا ببناء السد وتهديد حصة مصر من مياه النيل، أرسل عدة بوارج وسفن حربية إلي سواحل أثيوبيا، ظلت هناك لفترة وانسحبت بعد الضغط الأمريكي والأوروبي وخمدت الرغبة في بناء السد وفوجئنا بأنهم استغلوا مصر الضعيفة علي يد الإخوان المتأسلمين. أنا شخصيا أؤكد أن أمريكا وإسرائيل وراء كل هذا، بعد أن توغلت إسرائيل منذ 4 عقود تقريبا في أفريقيا وأصبح لها اليد العليا تحكم وتأمر ومصر مغيبة فالفقر والتخلف الأفريقي ضعف أمام تكنولوجيا إسرائيل المتقدمة واقتصادها القوي وترسانتها المتطورة. العيب ليس في أثيوبيا أو السودان أو دول أفريقيا.. العيب فينا نحن.. نحن شعب يغط في النوم ويخلق الفرعون تحت قيادة وقواد خونة كان همهم النرجسية والدكتاتورية والسرقة والتوريث حتي خربت مصر. مصر علي أعتاب عطش وبوار أرض وضياع العرض.. ستتحول إلي صحراء قاحلة لو لم نوصل المياه إلي إسرائيل عبر أراضينا ولو لم نوافق علي التقسيم، تقسيم مصر إلي 4 دويلات حسب اتفاق سايكس بيكو الجديد الذي أقره الكونجرس في عام 1982 وظل سرا في الادراج حتي خرج أخيرا للتنفيذ في العراق والسودان وليبيا وسوريا ومصر وباقي الدول العربية اللي نايمة في العسل الأسود. هذه هي المؤامرة. وهذا المخطط الذي ينفذه ويباركه الإخوان والتيار المتأسلم لضمان استمرارهم في الحكم وضمان إنشاء الإمارة الإسلامية التي تبدأ شرقا من بورسعيد حتي الإسكندرية غربا وحتي منتصف نهر النيل جنوبا وعاصمتها القاهرة وتسمي القطاع العربي الإسلامي. يا شعب مصر المؤامرة تحاك وأنتم تلهون بالتجارة والسرقة بين الفقر الجوع والمرض والجهل والتخلف. جاء دور النخبة والمثقفين ورجال السياسة تحرروا من النرجسية وارفعوا شعار إنكار الذات واتحدوا أمام الهجوم الإسرائيلي الأمريكي الشرس لتقسيم مصر، كل ما يحدث عبارة عن وسائل ضغط يلفت بها النظر ويلهو بها الشعب في حواراته عن حقيقة ما يدور في الخفاء. النخبة والمثقفون والأحزاب السياسية المخلصة لأرض مصر.. الحقونا قبل ما تنتهي مصر وتشطب من علي الخريطة. تنتهي بعد التقسيم إلي قطاع الأقباط وعاصمته الإسكندرية حتي حدود ليبيا. وقطاع سيناء وعاصمته السويس حتي الضفة الشرقية للقناة وقطاع النوبة من وسط النيل حتي حدود السودان وعاصمته أسوان. بذلك ينتهي اسم مصر أم الدنيا بعد تخاذل شعبها وخيانة العرب وخيانة التيار المتأسلم.. إنه يوم أسود في تاريخ البشرية. بذلك تتحول إسرائيل إلي زعيمة الشرق الأوسط كدولة كبري لها السيادة والقرار وسيلعنا الزمن وسيلعنا التاريخ وتلعنا الأجيال القادمة وسوف يوصف الشعب بالمتخاذل السلبي.. شعب الكنبة. الشعب الذي سمح لنفسه أن يأكل من صناديق القمامة ويشتريه الخونة والأعداء بزجاجة الزيت وكيس اللحمة.. الشعب النائم الغافل الذي ينتفض لشرفه وكرامته وأرضه وعرضه. قوم يا شعب مصر.. هيا للعصيان المدني.. الثورة الثانية قادمة لا محالة بفعل شبابكم وأبنائكم اخرجوا وكونوا دروعا لهم كما فعلتم في أكتوبر 73. وليكن 30 يونية 2013 عبورا جديدا نحو التقدم والحرية والكرامة. المنسق العام لحزب الوفد