"مورجان ستانلي" تتوقع زيادة اعضاء اوبك بلس إنتاجهم 420 ألف برميل يوميًا خلال يونيو وسبتمبر    حاكم كاليفورنيا يتهم ترامب ب"إشعال الحرائق" في لوس أنجلوس بنشر الحرس الوطني    مانشستر سيتي يقترب من حسم صفقة ريان شرقي    طقس غداً الثلاثاء شديد الحرارة نهارًا معتدل ليلًا على أغلب الأنحاء    القصة الكاملة| ماذا حدث في عيادة قنا وسبب رفض الكشف الطبي على الحالة؟    4 دوائر.. ننشر تمثيل المرأة في قوائم مجلس الشيوخ القادم    فرق صندوق تحيا مصر بالأقصر يوزعون لحوم الأضاحى على الأسر المستحقة.. صور    من الشهر المقبل.. تفاصيل زيادة الأجور للموطفين في الحكومة    موعد إجازة رأس السنة الهجرية.. تعرف على خريطة الإجازات حتى نهاية 2025    سفير ألمانيا بتل أبيب يعلن نقل نشطاء السفينة "مادلين" إلى إسرائيل    العاهل الأردني: منح الفلسطينيين كامل حقوقهم هو السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة    الأمين العام لحلف "الناتو" يدعو إلى زيادة قدرات الحلف الدفاعية الجوية والصاروخية بنسبة 400%    بسخرية.. مقدم كوميدي أمريكي شهير يعلّق على خلاف ترامب وماسك (فيديو)    الاحتلال يواصل هدم المنازل في مخيم طولكرم تزامنا مع مواصلة عدوانه لليوم ال134 تواليا    حزب العدل: انتهينا من قائمة مرشحينا للفردي بانتخابات مجلس الشيوخ    محافظ الغربية يتابع فعاليات "العيد أحلى بمراكز الشباب" في رابع أيام عيد الأضحى    رغم إحباط دوري الأمم.. ناجلسمان يرفض تغيير أهدافه في كأس العالم 2026    33 يومًا من الزهد الروحي.. رحلة صوم الرسل في الكنيسة القبطية    مصرع شخص وإصابة اثنين آخرين فى حادث بالدقهلية    في ختام العيد.. شوارع السويس هادئة والشواطئ والفنادق تكتظ بالزوار    آخر موعد لتقديم الأضحية.. وسبب تسمية أيام التشريق    شهيد الشهامة.. جهاز العاشر يقيم عزاء للسائق خالد عبد العال الأربعاء المقبل    إصابة عامل بحروق نتيجة صعق كهربائي بمزرعة في الدقهلية    محافظ بورسعيد يوجه التضامن الاجتماعي لإنقاذ 3 أطفال تم إلقاؤهم في الشارع    مناقشة جدلية بين إلهام شاهين وإحدى متابعيها بسبب فريضة الحج.. اعرف القصة    بعد الحج.. تفاصيل حفل أحمد سعد في نادي الشمس    مواعيد عمل المتاحف والمواقع الأثرية في عيد الأضحى 2025    خاص| محامي المؤلفين والملحنين: استغلال "الليلة الكبيرة" في تقديم تريزيجيه غير قانوني    ما حكم صيام الإثنين والخميس إذا وافقا أحد أيام التشريق؟.. عالم أزهري يوضح    طريقة عمل الفخذة الضانى فى الفرن بتتبيلة مميزة    في عيد الأضحى.. ماذا يحدث لجسمك عند تناول الكرشة؟    اعتماد كامل لعيادات الأطفال أبو الريش من هيئة الاعتماد والرقابة الصحية    وكيل صحة القليوبية يتفقد المركز الطبي العام ببنها في آخر أيام عيد الأضحى    متحدث حزب شاس الإسرائيلي: سنصوت يوم الأربعاء لصالح حل الكنيست    تزامناً مع ترؤس "جبران" الوفد الثلاثي لمؤتمر العمل الدولي بجنيف.. 8 حيثيات تؤكد امتثال مصر للمعايير الدولية    الأربعاء.. عرض "رفرفة" ضمن التجارب النوعية على مسرح قصر ثقافة الأنفوشي    تجديد حبس أجانب بتهمة الاتجار في الآيس بمدينة نصر    دار الإفتاء تنصح شخص يعاني من الكسل في العبادة    ارتفاع كميات القمح الموردة لصوامع وشون الشرقية    حقبة تشابي ألونسو.. ريال مدريد يبدأ استعداداته لكأس العالم للأندية 2025    التحالف الوطنى بالقليوبية يوزع أكثر من 2000 طقم ملابس عيد على الأطفال والأسر    الجامعات المصرية تتألق رياضيا.. حصد 11 ميدالية ببطولة العالم للسباحة.. نتائج مميزة في الدورة العربية الثالثة للألعاب الشاطئية.. وانطلاق أول دوري للرياضات الإلكترونية    د.عبد الراضي رضوان يكتب : ل نحيا بالوعي "13 " .. حقيقة الموت بين الفلسفة والروحانية الإسلامية    غرق طفلة وإصابة شقيقتها ووالدتها إثر انهيار سقف ترعة في العدوة بالمنيا    ياسمين صبري تساعدك في التعرف على الرجل التوكسيك    وزيرة البيئة تتوجه إلى نيس بفرنسا للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات UNOC3    ترامب يتعثر على درج الطائرة الرئاسية.. وروبيو يتبع خطاه    احتفالات مبهجة بثقافة الشرقية فى عيد الأضحى ضمن برنامج "إبداعنا يجمعنا"    دعاء الخروج من مكة.. أفضل كلمات يقولها الحاج في وداع الكعبة    الصحة: فحص أكثر من 11 مليون مواطن بمبادرة الكشف المبكر عن السرطان    أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    بعد صعود سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن اليوم الاثنين 9-6-2025 صباحًا للمستهلك    وداع بطعم الدموع.. الحجاج يطوفون حول الكعبة بقلوب خاشعة    استعدادا لامتحان الثانوية 2025.. جدول الاختبار لطلبة النظام الجديد    6 مواجهات في تصفيات كأس العالم.. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    «بخلاف كون اللقاء وديا».. ريبيرو يكشف سبب عدم الدفع بتشكيل أساسي ضد باتشوكا    «عايز يضيف».. ريبيرو يتحدث عن انضمام زيزو إلى الأهلي    الخميس المقبل.. ستاد السلام يستضيف مباراتي الختام في كأس الرابطة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.. مسيرة حافلة بالعطاء وإنجازات مشهودة فى كافة القطاعات
نشر في الوفد يوم 25 - 02 - 2023

تعاون استراتيجى مع مصر وإيمان بدورها المحورى فى العالم العربى
استراتيجية أمنية شاملة تحمى الحدود براً وبحراً.. ومواجهة حاسمة مع الإرهاب
دور بارز فى قيادة المقاومة وتأمين مؤسسات الدولة الشرعية إبان محنة الغزو 1990
خطوات متسارعة لإزالة أسباب الشقاق وتكريس التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية
تعزيز قدرات الجيش الكويتى وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لتطويره وتأهيله كدرع للوطن
شهدت الكويت خلال العامين الماضيين من عهد سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح إكمالاً لمسيرة البناء والعطاء التى بدأها أسلافه الكرام، كما شهدت خططاً جديدة فى إدارتها تعتمد فيها على معطيات الحاضر لبناء مستقبل زاهر تواكب فيه مستجدات العصر وتطوراته وتتبوأ المكانة التى تستحقها عربياً وإقليمياً وعالمياً.
وشغلت القضايا المحلية الاهتمام الأكبر لديه، خلال العامين الماضيين، نظراً لما عرف عنه من اهتمام بالغ بالتفاصيل التى تتعلق بشئون الوطن وأمور الكويتيين، لا سيما ما يتعلق بالأمور الخاصة بالسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.
واتسم منهجه بتقديم الدعم للجهات المعنية للعمل على كل ما يسهم فى دفع عملية التنمية فى البلاد وتعزيز قدرات الكوادر الوطنية فى شتى المجالات وتحفيز القطاعات الاقتصادية المتنوعة وتوفير فرص استثمارية تنافسية ورعاية الشباب وتأهيلهم بأفضل الوسائل العلمية والأكاديمية ودعم قطاعات التعليم والصحة والإسكان.
ومنذ تقلده المسئولية بعد مبايعة أعضاء مجلس الأمة له بالإجماع قى سبتمبر 2020 استمر أمير الكويت فى النهج الذى سارت عليه بلاده فيما يخص علاقاتها مع أشقائها العرب، فكان يحرص على التنسيق مع القادة العرب فى كل ما يخص القضايا العربية والتعاون البنّاء معهم لحل المشكلات التى تواجه الأمة العربية مع التركيز على القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى.
وسار الشيخ نواف فى علاقات الكويت مع دول العالم على النهج الذى دائماً عهدته الكويت طوال العقود الماضية باحترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شؤونها الداخلية والتمسك بالشرعية الدولية والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وحل وتسوية النزاعات بين الدول عبر الحوار والطرق السلمية.
وفى اطار احتفالات الكويت بذكرى أعيادها الوطنية المجيدة، الذكرى الثانية والستين للاستقلال والثانية والثلاثين للتحرير ما يسمح بإلقاء الضوء على احد رجالاتها الكبار الذين تفخر بعطائهم وتقدر اسهاماتهم لتكريس امنها وازدهارها، فبعد مسيرة حافلة بالإنجازات ومحطات متميزة من المناصب الرسمية والمواقف الوطنية المشرفة بايعت الكويت فى 29 سبتمبر عام 2020 سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميراً لها وقائداً لمسيرتها خلفا للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح «طيب الله ثراه»، ونودى بسموه ليكون الحاكم السادس عشر للكويت فى ظل إجراءات سلسة لعملية انتقال مسند الإمارة، كما عهدتها الكويت دائما فى كل مرة تشهد عملية انتقال للمسئولية على مدار تاريخها.
أعمال مشهودة
وبعد أن أدى سموه اليمين الدستورية فى الجلسة الخاصة التى عقدها مجلس الأمة ألقى كلمة جاء فيها «إنه قضاء الله وقدره وإنه وحده سبحانه الذى لا يحمد على مكروه سواه نحمده تعالى ونشكره فى المحنة والبلاء كما نحمده فى الفضل والرخاء، فقد رحل عنا إلى دار الآخرة رمز شامخ من رموزنا الخالدين قدم الكثير لوطنه وشعبه وأمته ترك إرثاً غنياً زاخراً بالإنجازات والأعمال المشهودة محلياً وعربياً وإسلامياً ودولياً نستذكر بكل الاعتزاز والاهتمام توجيهاته السديدة ونصائحه الأبوية التى تعكس عشقه لكويتنا الغالية وأهل الكويت الكرام والتى ستظل نبراساً هادياً لنا ونهجاً ثابتاً».
الدستور أولاً
وخلال افتتاح دور الانعقاد التكميلى للفصل التشريعى الخامس عشر لمجلس الأمة جدد الشيخ نواف الأحمد الالتزام بالدستور ودولة القانون وضرورة التمسك بالثوابت الراسخة وفى مقدمتها الوحدة الوطنية والتكاتف والتعاون كأسرة واحدة.
وقال سموه فى النطق السامى «إنّ وحدتنا الوطنية أثبتت على مر السنين أنّها بحق سلاحنا الأقوى فى مواجهة التحديات والأخطار والأزمات كافة».
وأضاف أؤكد التزامنا بالديمقراطية منهجاً واحترامنا للدستور مبدأ ودولة القانون والمؤسسات نظاماً وحرصنا على ترشيد ممارستنا البرلمانية، ولا نقول اليوم إننا فى تجربة برلمانية، بل ممارسة راسخة مضى عليها قرابة الستين عاماً موضحا انّ عملية الانتخاب - على أهميتها - لا تمثّل إلا الجانب الشكلى من الديمقراطية، وهى أمانة ومسؤولية وطنية كبرى تُتحقّق بمراعاة الله ثم الضمير فى حسن اختيار ممثلى الأمة ومتابعة أدائهم وسلامة ممارساتهم البرلمانية فى تجسيد الرقابة الجادة والتشريع البناء والالتزام بأحكام الدستور- نصاً وروحاً - والعمل على محاسبتهم.
كفاءة القوات المسلحة
ويشدد الشيخ نواف الأحمد على أن تعزيز كفاءة وقدرات القوات المسلحة وتمكينها من القيام بواجبها المقدس فى حماية الوطن والدفاع عن ترابه ضد الغزاة والمعتدين، تقع فى طليعة الأولويات.
وقال فى كلمة وجهها لقادة ومنتسبى وزارة الدفاع «إننا لن نبخل أو نتراخى فى تزويد جيشنا بما يستجد من الأسلحة والآليات، وتجهيزه بكل ما يحتاجه لأداء واجبه على أكمل وجه»، ومواصلة العمل على تطوير وتحديث أساليب التدريب والتأهيل والإعداد فى كل قطاعات الجيش.
وأكد أن رجال القوات المسلحة الباسلة حماة الوطن هم فى حالة استعداد دائم للتضحية بأرواحهم، فداء للكويت ودفاعاً عن ترابها وحماية لاستقلالها وسيادتها، لافتاً إلى أن «جيشنا الأبى أثبت على مرّ السنين، أنه حصن الوطن ودرعه الواقية، وقدم فى سبيل ذلك قوافل الشهداء وأغلى التضحيات فاستحق فخر وحب واعتزاز المواطنين».
وأشار الى أن الجيش الكويتى لم يتأخر فى واجبه القومى، فشارك بالرجال والمعدات وقدم الشهداء فى معارك الدفاع العربية على أرض سيناء والجولان، معرباً عن التقدير والفخر والاعتزاز بما قدمه رجال الكويت البواسل على مر السنين من أداء بطولى وتفانٍ مشهود فى حماية أرض الوطن والذود عن ترابه.
قمة كويتية - مصرية
وقد شهدت العلاقات الكويتية المصرية دفعة قوية خلال العام الماضى وحفلت باتصالات ولقاءات على كافة المستويات فقد استقبل الشيخ نواف الأحمد فى مثل هذا الشهر من العام الماضى الرئيس عبدالفتاح السيسى بحضور الشيخ مشعل الأحمد ولى العهد وذلك بمناسبة زيارته الرسمية للبلاد.
وتم تبادل الأحاديث الودية الطيبة التى عكست عمق العلاقات التاريخية الوطيدة التى تربط البلدين والشعبين الشقيقين وسبل دعمها وتنميتها بين على كل الأصعدة باعتبار مصر العمق الاستراتيجى للكويت والمحور الذى لا غنى عنه لامن واستقرار الوطن العربى، كما تم استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية التى تهم البلدين الشقيقين وسبل التعاون المثمر بينهما فى مختلف المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة فى إطار ما يجمعهما من روابط أخوية وثيقة.
تضامن مع العراق
ويتواصل التوجه العربى الساعى للتضامن من خلال دعم العلاقات الاخوية بين الكويت والعراق، اذ حرص الشيخ نواف على تعزيز التعاون بين الجارتين الشقيقتين، وجدّد التزام الكويت بمساندة العراق، والوقوف الى جانبه، لتجاوز الصعاب التى تعترض طريق استتباب أمنه واستقراره، وتمكنه من إعادة الإعمار، وتحقيق التقدم والازدهار لشعبه، واعرب عن الثقة فى مشاركة فعالة للقطاع الخاص الكويتى فى عملية إعادة الإعمار وما بعدها، حتى تتبوأ بلاد الرافدين، مكانها الطبيعى فى محيطها الإقليمى والدولى.
واعتبر الشيخ صباح الخالد رئيس الوزراء السابق وممثل الامير فى كلمة الكويت امام مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة أن منطقتنا العربية والاقليم لن ينعما بالاستقرار، طالما أن العراق يفتقده، مؤكداً أن العراق غنى بموارده البشرية والطبيعية ومتميز بموقعه الجغرافى، ومن الركائز الأمنية والاقتصادية المهمة فى منطقتنا، وباستقراره يستتب أمن المنطقة، وتتعزز فرص تحقيق التكامل الاقتصادى المنشود، ما بين دولها.
وأضاف أن العراق «على الرغم من المعاناة والأوضاع الصعبة التى مر بها خلال السنوات الماضية، والتحديات الأمنية الكبيرة التى عاشها خلال محاربته للارهاب والتطرف، إلا أنه استطاع، وبإرادة شعبه، وبدعم من المجتمع الدولى، تجاوزها والتغلب على الجزء الأعظم منها، موضحا ان الكويت من أكثر دول المنطقة تلمساً وتفاعلاً مع الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة التى يمر بها العراق، ولم تتوانَ عن الوقوف معه ومساندته فى أشد الظروف والمراحل.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية الكويتية العراقية، أكد الخالد أنها تسير بخُطى ثابتة، مدفوعة بعزيمة جادة وإرادة مشتركة من قيادة البلدين، نحو تعزيز أواصرها والدفع بها نحو أفق أرحب وأشمل، وفى شتى المجالات، مشيرا الى تطلعها إلى مواصلة تنفيذ الاتفاقيات الثنائية بين البلدين لما فيه مصلحة وخير شعبيهما، وأعرب عن الأمل فى أن يستمر التعاون وبالوتيرة نفسها للانتهاء من كل المسائل الثنائية المتبقية، لتعزيز تدابير بناء الثقة والانطلاق بالعلاقات الى أفق أوسع وأرحب بما يخدم مصالح البلدين.
مواقف حاسمة
ولد الشيخ نواف الأحمد فى 25 يونيو 1937 وكان الابن السادس من الأبناء الذكور للأمير الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح امير الكويت العاشر الذى تولى الحكم فى الكويت ما بين عامى 1921 و1950، وكان القدوة لأبنائه وللحكام الذين أتوا بعده، ولطالما كان الشيخ نواف الأحمد قريبا من المواطنين طوال مسيرته السياسية، فكانوا يشاهدونه فى مناسباتهم المتنوعة ويستقبلونه فى ديوانياتهم لمشاركتهم أفراحهم أو أحزانهم، أو زيارة مرضاهم كما كان يستقبلهم لتلمس حاجاتهم وتلبية متطلباتهم.
ومنذ استقلال البلاد كان لسموه بصمة فى العمل السياسى، ففى 12 فبراير عام 1962 عينه الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح محافظا لحولى، وظل فى هذا المنصب حتى 19 مارس عام 1978، عندما عُين وزيراً للداخلية فى عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح حتى 26 يناير 1988، عندما تولى وزارة الدفاع الذى استمر على رأسها إبان الغزو العراقى فى اغسطس 1990، إذ ساهم فى القرارات الحاسمة لمواجهة الغزاة، وجند كل الطاقات العسكرية والمدنية من أجل تحرير الكويت، وأدى دوراً بارزاً فى قيادة المقاومة، وتأمين وصول الشرعية للمملكة العربية السعودية.
بصمات إنسانية
وبعد تحرير الكويت من الغزو الغاشم فى 26 فبراير عام 1991، تولى حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فى 20 أبريل 1991، واستمر فى ذلك المنصب حتى 17 أكتوبر 1992، وترك بصمات إنسانية واضحة فى تلك الفترة، إذ سارع إلى اتخاذ قرارات إنسانية لرعاية الأرامل والأيتام والمسنين، كما برهنت أعماله على أنه خير نصير للطفل والمرأة والمسنين والعمال الوافدين.
علاوة على ذلك يتمتع الشيخ نواف الأحمد بخبرات أمنية كبيرة تجعله أحد أهم الخبرات الأمنية فى العالم، ففى 16 أكتوبر 1994، تولى منصب نائب رئيس الحرس الوطنى، واستمر فيه حتى 13 يوليو 2003، عندما تولى وزارة الداخلية، ثم صدر مرسوم أميرى فى 16 أكتوبر من العام ذاته بتعيينه نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية، وبقى فى هذا المنصب حتى تعيينه ولياً للعهد فى عام 2006، وكان يؤدى مهام أمير البلاد طيلة شهرين عقب سفر الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد إلى الولايات المتحدة لتلقى العلاج،
ويؤكد المراقبون أن رؤيته الأمنية الثاقبة حققت ثمارها طيلة هذه الفترة، وخصوصاً فى التعامل مع الحوادث الإرهابية التى شهدتها الكويت، كتلك التى حدثت فى يناير عام 2005، حيث قاد بنفسه المواجهة ضد الإرهابيين، وكان حريصاً على التواجد فى مواقع تلك الأحداث لاستئصال آفة الإرهاب من جذورها، فضلاً عن ذلك فقد وضع استراتيجية أمنية دقيقة لمنظومة شاملة تحمى الحدود براً وبحراً، وترصد كل شبر من أرض الكويت، فى حين تغطى القواعد البحرية المياه الإقليمية والجزر، أما المراكز الحدودية فتغلق الطرق أمام المتسللين، وتضبط كل من يستهدف أمنها واستقرارها.
وحدة أبناء الوطن
يتميز الشيخ نواف الأحمد بالحرص الشديد على تعزيز الفضائل والقيم، ويؤمن بأهمية وحدة وتكاتف أبناء الكويت جميعاً، باعتبار أن قوة الكويت فى وحدة أبنائها، وأن تقدمها وتطورها مرهون بتآزرهم وتلاحمهم ووحدتهم وتفانيهم وإخلاصهم فى أعمالهم، وقد انعكست هذه المبادئ على الأداء العام فى الداخل والخارج خلال الشهور الأخيرة، وشهد العامين الماضيين العديد من المواقف والتحركات التى أظهرت حنكة وحكمة ليست غريبة على قادة الكويت، أبرزها المشاركة فى قمة المجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التى عٌقدت فى المملكة العربية السعودية وعُرفت باسم قمة السلطان قابوس والشيخ صباح، وحرص فى كلمة افتتاحية امام القادة على الاشادة بالإنجاز التاريخى الذى شاركت الكويت فى صنعه بدأب وصبر على مدار سنوات بتوقيع «بيان العلا» الذى أكد الاتفاق على المصالحة والتضامن والاستقرار الخليجى والعربى، كما استذكر الدور المخلص والبنّاء للشيخ صباح الأحمد - طيب الله ثراه - الذى ساهم بشكل كبير فى نجاح هذا الاتفاق.
أما على الصعيد الداخلى فقد نجح بحكمته فى إعادة اللُحُمة والتعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية بمقتضى مهامه الدستورية، وأصدر مرسومين بالعفو وتخفيض مدة العقوبة المحكوم بها على بعض ابناء الكويت وعددهم 35 مواطنا، وكان لدعوته السلطتين التشريعية والتنفيذية إلى التعاون البناء «متسلحين فى ذلك بنسيجنا الاجتماعى ووحدتنا الوطنية فى سبيل الغايات الوطنية المأمولة» صدى كبيراً على الساحة السياسية، إذ تعاهد الجميع على ضرورة التصدى للقضايا الجوهرية، وحماية المال العام عملاً بأحكام الدستور، وتطبيق القانون على الجميع بحزم وشفافية.، ويمضى الشيخ نواف الأحمد جنباً الى جنب مع الشيخ مشعل الأحمد ولى العهد فى قيادة الكويت الى افق جديد يتناسب مع قدرات ابنائها، ويرسخ تاريخها الحافل بالتعاون والعطاء والاستقرار.
فبعد إعلان وفاة المغفور له الشيخ صباح الأحمد، اجتمع مجلس الوزراء ونادى بالشيخ نواف الأحمد أميراً للبلاد باعتباره وليا للعهد، وذلك وفقاً لأحكام الدستور الكويتى والمادة الرابعة من القانون رقم 4 لسنة 1964 فى شأن أحكام توارث الإمارة، ولما عُرف عنه من حكمة وعفة وإخلاص وتفان لكل ما فيه رفعة الكويت ومصلحتها وأمنها وازدهارها، إذ تنص المادة الرابعة من الدستور والمادة الأولى من قانون توارث الإمارة على أن «الكويت إمارة وراثية فى ذرية مبارك الصباح»، فيما تنص المادة الرابعة من قانون توارث الإمارة على «أنه إذا خلا منصب الأمير نودى بولى العهد أميراً».
عقود من العطاء
وهكذا تُوج الشيخ نواف الأحمد أميراً للكويت بعد نحو 58 عاماً من العطاء فى مناصب عدة خدم خلالها الكويت فى عهد عدد من أمرائها، ونال تزكيتهم وثقتهم جميعاً، وبدأها بتعيينه محافظاً لمحافظة حولى، ثم وزيراً للداخلية، ثم وزيراً للدفاع، فوزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل، ثم نائباً لرئيس الحرس الوطنى، فنائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية، وكانت محطته الأخيرة قبل توليه مسند الإمارة هى ولاية العهد وفقاً للأمر الأميرى الذى أصدره الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد – طيب الله ثراه - فى السابع من فبراير عام 2006 بتزكية سموه لولاية العهد، لما عُهد فيه من صلاح وجدارة وكفاءة تؤهله لتولى هذا المنصب، واستمر فيه 14 عاماً سنداً أميناً للأمير الراحل ومشاركاً فى اتخاذ القرارات التى تسهم فى تطور البلاد والمحافظة على أمنها واستقرارها.
وفى 30 سبتمبر أدى الشيخ نواف الأحمد اليمين الدستورية أميرا للكويت أمام جلسة خاصة لمجلس الأمة وفق المادة 60 من الدستور التى تنص على أن «يؤدى الأمير قبل ممارسة صلاحياته فى جلسة خاصة لمجلس الأمة اليمين الآتية:
«أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور وقوانين الدولة، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله، وأصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه».
خطط جديدة
شغلت القضايا المحلية الاهتمام الأكبر لدى سمو الأمير خلال الفترة الماضية، نظرا لما عُرف عنه من اهتمام بالغ بالتفاصيل التى تتعلق بشؤون الوطن وأمور المواطنين، فضلاً عن الظروف الطارئة التى شهدها العالم والناجمة عن انتشار فيروس كورونا المستجد إضافة الى تداعيات الحرب الروسية الأكرانية، والتى استدعت من سموه توجيه الجهات المعنية الى بذل جهودها الحثيثة للحد من اثارها على البلاد.
وفى الجانب الاقتصادى كان سموه يوجه الجهات المعنية بالعمل على كل ما يسهم فى تحفيز القطاعات الاقتصادية وتطوير منتجاتها وخدماتها وخلق فرص استثمارية تنافسية, فضلاً عن الاهتمام بالقطاعين الصناعى والزراعى وتطوير منتجاتهما وصادراتهما، وأولى سموه اهتماماً بالغاً لفئة الشباب، ووجه إلى العمل على رعايتهم، وفتح آفاق المستقبل أمامهم من خلال تأهيلهم بأفضل الوسائل العلمية والأكاديمية، وغرس القيم الكويتية الأصيلة فى نفوسهم ليشاركوا فى مسيرة التنمية والبناء باعتبارهم مستقبل الوطن وثروته الحقيقية، وكان دائماً ما يؤكد على أهمية المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق الجميع فى التعبير عن قضايا البلاد، وحرص على تكريم المواطنين أصحاب الإنجازات المتميزة والمبادرات الرائدة والإشادة بما حققوه من عطاءات ونجاحات، وتشجيعهم على المزيد من التميز والنجاح ليسهموا فى تطور وطنهم وازدهاره ورفع رايته فى كل المحافل.
رجل المصالحة
وعلى الصعيد الخارجى فقد تُوجت جهود الكويت التى بدأها الأمير الراحل طيب الله ثراه وكثفها الشيخ نواف الأحمد فى مجال المصالحة الخليجية العربية بتوقيع اتفاق العلا قبل عامين على هامش القمة الخليجية التى عقدت فى المملكة العربية السعودية، ليتحقق الحلم الذى لطالما حرصت الكويت على رؤيته على أرض الواقع، وكان لها الدور الكبير فى التوصل إليه.
واستمر الشيخ نواف الاحمد فى النهج الذى سارت عليه الكويت فيما يخص علاقاتها مع أشقائها العرب، فكان يحرص على التنسيق مع القادة العرب فى كل ما يخص القضايا العربية والتعاون البناء معهم لحل المشكلات التى تواجه الأمة العربية، مع التركيز على القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى.
واختط أمير الكويت فى علاقات الكويت مع دول العالم النهج الذى لطالما عهدته طوال العقود الماضية من حيث احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شؤونها الداخلية، والتمسك بالشرعية الدولية والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وحل وتسوية النزاعات بين الدول عبر الحوار والطرق السلمية، علاوة على تكريس الوجه الانسانى الاصيل للكويت وهو ما تجلى فى فزعة الكويتيين مؤخرا لمناصرة إخوانهم فى سوريا وتركيا بعد الزلزال الأخير، وكانت الكويت فى مقدمة الدول التى أقامت جسراً جوياً عبر الهلال الأحمر يحمل كافة الاحتياجات الاغاثية العاجلة للضحايا والناجين سواء بسواء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.