أقنعة على الجدران وكرسي مريب، مشاهد لأول مرة من داخل جزيرة المجرم الجنسي إبستين (فيديو)    ترتيب مجموعة منتخب مصر بعد الجولة الأولى من مباريات كأس العرب    طقس اليوم الخميس.. بداية نوة جديدة وتقلبات عنيفة    الأحفاد جمعتنا، إعلامية شهيرة تفاجئ حسن شحاتة داخل المستشفى (صور)    «ما تسيبوش حقه».. نداء والد السباح يوسف محمد خلال تلقى العزاء (فيديو وصور)    استشهاد 6 فلسطينيين في غارات إسرائيلية على جنوب قطاع غزة    ممثل وزير الشباب يشارك في وداع السباح يوسف محمد إلى مثواه الأخير.. فيديو وصور    «مياه الجيزة» تعلن إصلاح كسر خط قطر 1000 مم أمام مستشفى أم المصريين    اليوم، آخر فرصة لسداد رسوم برامج حج الجمعيات الأهلية 2025 بعد مدها أسبوعا    قناة دي فيلت: إذا لم تجد أوكرانيا المال لتغطية عجز الميزانية فستواجه الانهيار الحقيقي    دولة التلاوة.. المتحدة والأوقاف    اللهم إني أسألك عيش السعداء| دعاء الفجر    نائب وزير المالية: تمويل 100 ألف مشروع جديد للانضمام للمنظومة الضريبية| فيديو    في جولة محطة العبادلة بالقليوبية.. فودة يشدد على التشغيل القياسي وتعزيز خطط الصيانة    الصحة: لا تراخيص لمصانع المياه إلا بعد فحوصات دقيقة وضوابط رقابية مشددة    أحمد حمدي يكتب: هيبة المعلم    بالمستند.. أكاديمية المعلم تقرر مد موعد المتقدمين لإعادة التعيين كمعلم ل31 ديسمبر    الصحة: خدمات شاملة لدعم وتمكين ذوي الهمم لحصولهم على حقوقهم    حلمي عبد الباقي يكشف إصابة ناصر صقر بمرض السرطان    دراما بوكس| بوسترات «سنجل ماذر فاذر».. وتغيير اسم مسلسل نيللي كريم الجديد    وزير الخارجية الفنزويلي: استقبلنا رحلات جوية حملت مواطنين مرحلين من الولايات المتحدة والمكسيك    د. خالد سعيد يكتب: إسرائيل بين العقيدة العسكرية الدموية وتوصيات الجنرال «الباكي»    جمال شعبان يُحذر: ارتفاع ضغط الدم السبب الرئيسي للفشل الكلوي في مصر!| فيديو    نجاح جراحة دقيقة لمريض يعاني أعراضًا تشبه الجلطة في الجانب الأيسر    لا خوف من الفيروسات.. الصحة توضح سبب شدة الأعراض في هذا الموسم    أستاذة بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية تكشف أفضل أساليب الطهي للحفاظ على جودة اللحوم    محمد رجاء: لم يعد الورد يعني بالضرورة الحب.. ولا الأبيض يدل على الحياة الجميلة    موعد صلاة الفجر.....مواقيت الصلاه اليوم الخميس4 ديسمبر 2025 فى المنيا    أكسيوس: إسرائيل تحذر من استئناف الحرب في حال استمرار تسلح حزب الله    وزير الثقافة يُكرّم المخرج القدير خالد جلال في احتفالية كبرى بالمسرح القومي تقديرًا لإسهاماته في إثراء الحركة المسرحية المصرية    حظر النشر في مقتل القاضى "سمير بدر" يفتح باب الشكوك: لماذا تُفرض السرية إذا كانت واقعة "انتحار" عادية؟    القانون يحدد عقوبة صيد المراكب الأجنبية في المياه الإقليمية.. تعرف عليها    مشاجرة بين طالبات وزميلتهم تتحول إلى اعتداء بالضرب عليها ووالدتها    ماكرون يستعد لإعلان تعديلات جديدة على العقيدة النووية الفرنسية    أحدهما دخن الشيشة في المحاضرة.. فصل طالبين بالمعهد الفني الصناعي بالإسكندرية    تواصل عمليات البحث عن 3 صغار بعد العثور على جثامين الأب وشقيقتهم في ترعة الإبراهيمية بالمنيا    اليوم، آخر موعد لاستقبال الطعون بالمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    كأس إيطاليا – إنتر ونابولي وأتالانتا إلى ربع النهائي    خبر في الجول - انتهاء مهلة عبد الحميد معالي ل الزمالك في "فيفا" ويحق له فسخ التعاقد    وليد صلاح الدين: لم يصلنا عروض رسمية للاعبي الأهلي.. وهذا سبب اعتراضي على بسيوني    علاج ألم المعدة بالأعشاب والخلطات الطبيعية، راحة سريعة بطرق آمنة    بيراميدز يتلقى إخطارًا جديدًا بشأن موعد انضمام ماييلي لمنتخب الكونغو    الإسكان تحدد مواعيد تقنين الأراضى بمدينة العبور الجديدة الإثنين المقبل    احذر.. عدم الالتزام بتشغيل نسبة ال5% من قانون ذوي الإعاقة يعرضك للحبس والغرامة    هل يجوز لذوي الإعاقة الجمع بين أكثر من معاش؟ القانون يجيب    الحكومة: تخصيص 2.8 مليار جنيه لتأمين احتياجات الدواء    قناة الوثائقية تستعد لعرض سلسلة ملوك أفريقيا    هجوم روسي على كييف: أصوات انفجارات ورئيس الإدارة العسكرية يحذر السكان    أهلي بنغازي يتهم 3 مسؤولين في فوضى تأجيل نهائي كأس ليبيا باستاد القاهرة    استئناف المتهمة في واقعة دهس «طفل الجت سكي» بالساحل الشمالي.. اليوم    بالأسماء.. إصابة 8 أشخاص في حادث تصادم ب بني سويف    تصادم موتوسيكلات ينهى حياة شاب ويصيب آخرين في أسوان    آثار القاهرة تنظم ندوة علمية حول النسيج في مصر القديمة واتجاهات دراسته وصيانته    العناية الإلهية تنقذ أسرة من حريق سيارة ملاكى أمام نادى أسوان الرياضى    مصر تستورد من الصين ب 14.7 مليار دولار في 10 أشهر من 2025    الشباب والرياضة: نتعامل مع واقعة وفاة السباح يوسف بمنتهى الحزم والشفافية    وكيل لجنة مراجعة المصحف ورئيس منطقة الغربية يتفقدان مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 3ديسمبر 2025 فى المنيا.. اعرف مواقيت صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



61 عامًا على طريق الاستقلال والنهضة .. أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.. عقود من العطاء
نشر في المصري اليوم يوم 23 - 02 - 2022

أيام قليلة وتبدأ احتفالات الكويت بذكرى أعيادها الوطنية المجيدة، الذكرى الحادية والستون للاستقلال والحادية والثلاثون للتحرير، وتحل هذه الاحتفالات فى ظل أجواء غير مسبوقة من البهجة بعد قرار مجلس الوزراء فى الكويت رفع معظم القيود على التجمعات بمقتضى الإجراءات الاحترازية التى فرضتها ظروف مواجهة جائحة الكورونا، ورغم تطبيق هذه الإجراءات على مدار عامين، إلا أنها لم تمنع أبناء الكويت من استلهام معانى هذه الذكريات وإحيائها بكل السبل المتاحة لارتباطها بمعانى الفخر والإنجاز.
عقود من التطوير والتنمية تشهدها الكويت فى كافة المجالات
ولعل فى هذه الذكرى ما يسمح بإلقاء الضوء على أحد رجالات الكويت الكبار الذين تفخر بعطائهم وتقدر إسهاماتهم لتكريس أمنها وازدهارها، فبعد مسيرة حافلة بالإنجازات ومحطات متميزة من المناصب الرسمية والمواقف الوطنية المشرفة بايعت الكويت فى 29 سبتمبر عام 2020 الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميرا لها وقائدا لمسيرتها خلفا للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، ونودى بسموه ليكون الحاكم السادس عشر للكويت فى ظل إجراءات سلسة لعملية انتقال مسند الإمارة، كما عهدتها الكويت دائما فى كل مرة تشهد عملية انتقال للمسؤولية على مدار تاريخها.
فبعد إعلان وفاة المغفور له الشيخ صباح الأحمد، اجتمع مجلس الوزراء ونادى بالشيخ نواف الأحمد أميرا للبلاد باعتباره وليا للعهد، وذلك وفقا لأحكام الدستور الكويتى والمادة الرابعة من القانون رقم 4 لسنة 1964 فى شأن أحكام توارث الإمارة، ولما عُرف عنه من حكمة وعفة وإخلاص وتفان لكل ما فيه رفعة الكويت ومصلحتها وأمنها وازدهارها، إذ تنص المادة الرابعة من الدستور والمادة الأولى من قانون توارث الإمارة على أن «الكويت إمارة وراثية فى ذرية مبارك الصباح»، فيما تنص المادة الرابعة من قانون توارث الإمارة على «أنه إذا خلا منصب الأمير نودى بولى العهد أميراً».
عقود من العطاء
الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح
وهكذا تُوج الشيخ نواف الأحمد أميرا للكويت بعد نحو 58 عاما من العطاء فى مناصب عدة، خدم خلالها الكويت فى عهد عدد من أمرائها، ونال تزكيتهم وثقتهم جميعا، وبدأها بتعيينه محافظا لمحافظة حولى، ثم وزيرا للداخلية، ثم وزيرا للدفاع، فوزيرا للشؤون الاجتماعية والعمل، ثم نائبا لرئيس الحرس الوطنى، فنائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية، وكانت محطته الأخيرة قبل توليه مسند الإمارة هى ولاية العهد وفقا للأمر الأميرى الذى أصدره الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد- طيب الله ثراه- فى السابع من فبراير عام 2006 بتزكية سموه لولاية العهد، لما عُهد فيه من صلاح وجدارة وكفاءة تؤهله لتولى هذا المنصب، واستمر فيه 14 عاما سندا أمينا للأمير الراحل ومشاركا فى اتخاذ القرارات التى تسهم فى تطور البلاد والمحافظة على أمنها واستقرارها.
وفى 30 سبتمبر أدى الشيخ نواف الأحمد اليمين الدستورية أميرا للكويت أمام جلسة خاصة لمجلس الأمة وفق المادة 60 من الدستور التى تنص على أن «يؤدى الأمير قبل ممارسة صلاحياته فى جلسة خاصة لمجلس الأمة اليمين الآتية:
«أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور وقوانين الدولة، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله، وأصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه».
التخطيط للمستقبل
وبدأت الكويت فى عهد سموه مرحلة تاريخية مهمة فى مسيرة البناء والعطاء إكمالا للمراحل التى بدأها أسلافه الكرام، كما بدأت خططا جديدة تعتمد فيها على معطيات الحاضر لبناء مستقبل زاهر تواكب فيه مستجدات العصر وتطوراته وتتبوأ المكانة التى تستحقها إقليميا وعالميا، وشغلت القضايا المحلية الاهتمام الأكبر لدى سمو الأمير خلال السنة الأولى من عهده، نظرا لما عُرف عنه من اهتمام بالغ بالتفاصيل التى تتعلق بشؤون الوطن وأمور المواطنين، فضلا عن الظروف الطارئة التى شهدها العالم والناجمة عن انتشار فيروس كورونا المستجد والتى استدعت من سموه توجيه الجهات المعنية إلى بذل جهودها الحثيثة للحد من تداعياتها على البلاد.
وفى الجانب الاقتصادى كان سموه يزود الجهات المعنية بالعمل على كل ما يسهم فى تحفيز القطاعات الاقتصادية وتطوير منتجاتها وخدماتها وخلق فرص استثمارية تنافسية، فضلا عن الاهتمام بالقطاعين الصناعى والزراعى وتطوير منتجاتهما وصادراتهما، وأولى سموه اهتماما بالغا لفئة الشباب، ووجه إلى العمل على رعايتهم، وفتح آفاق المستقبل أمامهم من خلال تأهيلهم بأفضل الوسائل العلمية والأكاديمية، وغرس القيم الكويتية الأصيلة فى نفوسهم ليشاركوا فى مسيرة التنمية والبناء باعتبارهم مستقبل الوطن وثروته الحقيقية، وكان دائما ما يؤكد أهمية المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق الجميع فى التعبير عن قضايا البلاد، وحرص على تكريم المواطنين أصحاب الإنجازات المتميزة والمبادرات الرائدة والإشادة بما حققوه من عطاءات ونجاحات، وتشجيعهم على المزيد من التميز والنجاح ليسهموا فى تطور وطنهم وازدهاره ورفع رايته فى كل المحافل.
مبادئ ثابتة
وعلى الصعيد الخارجى فقد تُوجت جهود الكويت التى بدأها الأمير الراحل، طيب الله ثراه، وكثفها الشيخ نواف الأحمد فى مجال المصالحة الخليجية العربية بتوقيع اتفاق العلا فى الخامس من يناير العام الماضى على هامش القمة الخليجية التى عقدت فى المملكة العربية السعودية، ليتحقق الحلم الذى لطالما حرصت الكويت على رؤيته على أرض الواقع، وكان لها الدور الكبير فى التوصل إليه.
واستمر الشيخ نواف الأحمد فى النهج الذى سارت عليه الكويت فيما يخص علاقاتها مع أشقائها العرب، فكان يحرص على التنسيق مع القادة العرب فى كل ما يخص القضايا العربية والتعاون البناء معهم لحل المشكلات التى تواجه الأمة العربية، مع التركيز على القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى.
واختط أمير الكويت فى علاقات الكويت مع دول العالم النهج الذى لطالما عهدته طوال العقود الماضية من حيث احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شؤونها الداخلية، والتمسك بالشرعية الدولية والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وحل وتسوية النزاعات بين الدول عبر الحوار والطرق السلمية.
قريب من المواطنين
ولد الشيخ نواف الأحمد فى 25 يونيو 1937 وكان الابن السادس من الأبناء الذكور للأمير الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح، أمير الكويت العاشر، الذى تولى الحكم فى الكويت ما بين عامى 1921 و1950، وكان القدوة لأبنائه وللحكام الذين أتوا بعده، ولطالما كان الشيخ نواف الأحمد قريبا من المواطنين طوال مسيرته السياسية، فكانوا يشاهدونه فى مناسباتهم المتنوعة ويستقبلونه فى ديوانياتهم لمشاركتهم أفراحهم أو أحزانهم، أو زيارة مرضاهم كما كان يستقبلهم لتلمس حاجاتهم وتلبية متطلباتهم.
ومنذ استقلال البلاد كان لسموه بصمة فى العمل السياسى، ففى 12 فبراير عام 1962 عينه الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح محافظا لحولى، وظل فى هذا المنصب حتى 19 مارس عام 1978، عندما عُين وزيرا للداخلية فى عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح حتى 26 يناير 1988، عندما تولى وزارة الدفاع الذى استمر على رأسها إبان الغزو العراقى فى أغسطس 1990، إذ ساهم فى القرارات الحاسمة لمواجهة الغزاة، وجند كل الطاقات العسكرية والمدنية من أجل تحرير الكويت، وأدى دورا بارزا فى قيادة المقاومة، وتأمين وصول الشرعية للمملكة العربية السعودية.
ثقة متجددة
وبعد تحرير الكويت من الغزو الغاشم فى 26 فبراير عام 1991، تولى حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فى 20 إبريل 1991، واستمر فى ذلك المنصب حتى 17 أكتوبر 1992، وترك بصمات إنسانية واضحة فى تلك الفترة، إذ سارع إلى اتخاذ قرارات إنسانية لرعاية الأرامل والأيتام والمسنين، كما برهنت أعماله على أنه خير نصير للطفل والمرأة والمسنين والعمال الوافدين.
علاوة على ذلك يتمتع الشيخ نواف الأحمد بخبرات أمنية كبيرة تجعله أحد أهم الخبرات الأمنية فى العالم، ففى 16 أكتوبر 1994، تولى منصب نائب رئيس الحرس الوطنى، واستمر فيه حتى 13 يوليو 2003، عندما تولى وزارة الداخلية، ثم صدر مرسوم أميرى فى 16 أكتوبر من العام ذاته بتعيينه نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية، وبقى فى هذا المنصب حتى تعيينه وليا للعهد فى عام 2006، وكان يؤدى مهام أمير البلاد طيلة شهرين عقب سفر الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد إلى الولايات المتحدة لتلقى العلاج، ويؤكد المراقبون أن رؤيته الأمنية الثاقبة حققت ثمارها طيلة هذه الفترة، خصوصا فى التعامل مع الحوادث الإرهابية التى شهدتها الكويت، كتلك التى حدثت فى يناير عام 2005، حيث قاد بنفسه المواجهة ضد الإرهابيين، وكان حريصا على التواجد فى مواقع تلك الأحداث لاستئصال آفة الإرهاب من جذورها، فضلا عن ذلك فقد وضع استراتيجية أمنية دقيقة لمنظومة شاملة تحمى الحدود برا وبحرا، وترصد كل شبر من أرض الكويت، فى حين تغطى القواعد البحرية المياه الإقليمية والجزر، أما المراكز الحدودية فتغلق الطرق أمام المتسللين، وتضبط كل من يستهدف أمنها واستقرارها.
عام حافل بالإنجاز
يتميز الشيخ نواف الأحمد بالحرص الشديد على تعزيز الفضائل والقيم، ويؤمن بأهمية وحدة وتكاتف أبناء الكويت جميعا، باعتبار أن قوة الكويت فى وحدة أبنائها، وأن تقدمها وتطورها مرهون بتآزرهم وتلاحمهم ووحدتهم وتفانيهم وإخلاصهم فى أعمالهم، وقد انعكست هذه المبادئ على الأداء العام فى الداخل والخارج خلال الشهور الأخيرة، وشهد العام الماضى العديد من المواقف والتحركات التى أظهرت حنكة وحكمة ليست غريبة على قادة الكويت، أبرزها المشاركة فى قمة المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التى عقدت فى المملكة العربية السعودية وعُرفت باسم قمة السلطان قابوس والشيخ صباح، وحرص فى كلمة افتتاحية أمام القادة على الإشادة بالإنجاز التاريخى الذى شاركت الكويت فى صنعه بدأب وصبر على مدار سنوات بتوقيع «بيان العلا» الذى أكد الاتفاق على المصالحة والتضامن والاستقرار الخليجى والعربى، كما استذكر الدور المخلص والبنّاء للشيخ صباح الأحمد- طيب الله ثراه- الذى ساهم بشكل كبير فى نجاح هذا الاتفاق.
أما على الصعيد الداخلى فقد نجح بحكمته فى إعادة اللُحمة والتعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية بمقتضى مهامه الدستورية، وأصدر مرسومين بالعفو وتخفيض مدة العقوبة المحكوم بها على بعض أبناء الكويت وعددهم 35 مواطنا، وكان لدعوته السلطتين التشريعية والتنفيذية إلى التعاون البناء «متسلحين فى ذلك بنسيجنا الاجتماعى ووحدتنا الوطنية فى سبيل الغايات الوطنية المأمولة» صدى كبير على الساحة السياسية، إذ تعاهد الجميع على ضرورة التصدى للقضايا الجوهرية، وحماية المال العام عملا بأحكام الدستور، وتطبيق القانون على الجميع بحزم وشفافية. ويمضى الشيخ نواف الأحمد جنبا إلى جنب مع الشيخ مشعل الأحمد ولى العهد فى قيادة الكويت إلى أفق جديد يتناسب مع قدرات أبنائها، ويرسخ تاريخها الحافل بالتعاون والعطاء والاستقرار.
وزير الإعلام الكويتى: طابع خاص للاحتفالات يعكس اهتمام القيادة السياسية
الدكتور حمد روح الدين
تشهد دولة الكويت هذه الأيام احتفالات كبيرة لإحياء الذكرى الحادية والستين للعيد الوطنى الذى يجسد أعظم معانى وقيم الانتماء للوطن وقيادته التى حرصت طوال العقود الماضية على تعزيز مكانته والمحافظة على أمنه واستقراره ودفع عملية التنمية فيه بشتى المجالات.
وتحيى الكويت هذه الأيام احتفالاتها بأعيادها الوطنية فى ظل القيادة الحكيمة لسمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وسمو ولى العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، والتفاف أبناء الشعب حول قيادتهما لتمضى بسفينة هذا البلد نحو شاطئ الأمان والاستقرار والازدهار.
وإذ تحفل الكويت بالأجواء الاحتفالية الوطنية هذه الأيام بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية التى طبقتها منذ عامين بسبب تداعيات جائحة كورونا التى نجحت بامتياز فى التصدى لآثارها، فإنها تسابق الزمن لتعويض ما فات فى مسيرة التنمية والازدهار التى تأثرت بالجائحة فى عدد من القطاعات، ويحق للكويت والكويتيين الفرح والاحتفال بهذا اليوم الوطنى المجيد فى ظل القيادة الحكيمة والشعب الوفى والمخلص وأرض تسودها المحبة والإخاء، عاشت طوال تاريخها وسط لُحمة وطنية راسخة وتلاحم شعبى فريد.
تضامن من أجل المواجهة
وعبر الكويتيون وسط هذه الجائحة عن حبهم لوطنهم وتمسكهم بترابه، رغم الظرف العصيب، وأثبتوا أنهم على قدر عال من الشعور بالمسؤولية الاجتماعية والصحية والدينية، فقد تحرك الطاقم الطبى كخلية نحل تعمل على مدار الساعة لإنقاذ المصابين بفيروس كورونا وتأمين الوقاية الصحية لكل المواطنين والمقيمين، ونشطت جماعات متطوعة لدعم العاملين فى وزارة الصحة، فيما بذلت بقية الوزارات والجهات المعنية جهودًا حثيثة لمؤازرة الجهود الصحية فى مواجهة الأزمة إلى أن تمكنت من احتوائها، وأصدر مجلس الوزراء قرارًا يتيح استئناف كافة مظاهر الاحتفال هذا العام.
وقد بدأت دولة الكويت احتفالها بالعيد الوطنى الأول فى 19 يونيو عام 1962، وأقيم بهذه المناسبة حينها عرض عسكرى كبير فى المطار القديم، حضره عدد كبير من المسؤولين والمواطنين فى أجواء من البهجة والسرور، وفى ذلك اليوم ألقى الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح كلمة، قال فيها: «إن دولة الكويت تستقبل الذكرى الأولى لعيدها الوطنى بقلوب ملؤها البهجة والحبور بما حقق الله لشعبها من عزة وكرامة، ونفوس كلها عزيمة ومضى فى السير قدمًا فى بناء هذا الوطن والعمل بروح وثابة، بما يحقق لأبنائها الرفعة والرفاهية والعدالة الاجتماعية».
واستمر الكويتيون يُحيون العيد الوطنى فى 19 يونيو كل عام ما بين عامى 1962-1964، حتى صدر فى 18 مايو 1964 مرسوم أميرى جرى بموجبه دمج عيد الاستقلال بعيد جلوس الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح، الموافق يوم 25 فبراير من كل عام بداية من عام 1965.
وشرعت دولة الكويت منذ عام 1962 فى تدعيم نظامها السياسى بإنشاء مجلس تأسيسى مهمته إعداد دستور لنظام حكم يرتكز على المبادئ الديمقراطية الموائمة لواقع الكويت وأهدافها، ومن أبرز ما أنجزه المجلس التأسيسى مشروع الدستور، الذى صادق عليه الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، الملقب ب (أبوالدستور) فى نوفمبر 1962، لتدخل البلاد مرحلة الشرعية الدستورية، إذ جرت أول انتخابات تشريعية فى 23 يناير عام 1963.
وأنجزت الكويت الكثير على طريق النهضة الشاملة منذ فجر الاستقلال حتى اليوم، ومنذ استقلالها تسعى الكويت إلى انتهاج سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة.
سياسة رائدة
واستطاعت الكويت أن تقيم علاقات متينة مع الدول الشقيقة والصديقة بفضل سياستها الرائدة ودورها المميز فى تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجى وتعزيز التعاون العربى ودعم جهود المجتمع الدولى نحو إقرار السلم والأمن الدوليين، والالتزام بالشرعية الدولية والتعاون الإقليمى والدولى من خلال الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى ومنظمة دول عدم الانحياز، كما حرصت على تقديم المساعدات الإنسانية ورفع الظلم عن ذوى الحاجة، حتى بات العمل الإنسانى سمة من سماتها، إذ تم تكريم الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح من الأمم المتحدة بتسمية سموه قائدًا للعمل الإنسانى، ودولة الكويت مركزًا للعمل الإنسانى فى سبتمبر عام 2014.
ولم يكن فبراير شهرًا عاديًا فى تاريخ دولة الكويت، لأن المناسبات الوطنية التى تقام فيه تشكل علامة فارقة يجب الوقوف عندها كل عام والتذكير بأحداثها ودور رجالات الرعيل الأول وتضحياتهم من أجل استقلالها ونهضتها، فهو تاريخ مشرف لا ينساه الآباء والأجداد ويواصل مسيرته الأبناء جيلًا بعد آخر، من خلال محافظتهم على بلدهم والعمل بإخلاص، كل فى مجال عمله، لاستعادة ما خسره الاقتصاد فى الآونة الأخيرة.
وشهدت الاحتفالات بالأعياد الوطنية مراحل عدة، لكل منها خصوصيتها وجمالها، ومرت بالعديد من التغييرات عبر التاريخ، مجسدة ذكريات وأيامًا جميلة محفورة فى الوجدان، بدءًا من ستينيات القرن الماضى حتى وقتنا الحالى، وكذلك كان الأمر فى السبعينيات والثمانينيات، إذ كانت الاحتفالات بالعيد الوطنى تقام على امتداد شارع الخليج العربى بمشاركة مختلف مؤسسات الدولة العامة والخاصة، وكان طلاب وطالبات المدارس يشاركون فى هذه الاحتفالات، إضافة إلى الفرق الشعبية، كما كان لمحافظات الكويت نصيب وافر منها.
وفى عام 1985، وبمناسبة مرور ربع قرن على الاستقلال، تم إعداد ساحة العلم بموقعها المميز والقريب من شاطئ البحر لإقامة احتفالات العيد الوطنى، وتم رفع أطول سارية لعلم دولة الكويت فى هذه الساحة، ولهذا سُميت باسمها، وتقدر مساحتها ب100 ألف متر مربع تقريبًا، ويصل ارتفاع السارية إلى 36 مترًا تقريبًا، وحافظت الكويت طوال السنوات الماضية على إحياء ذكرى الاستقلال بنفس المظاهر المبهجة، ولم يتوقف إلا خلال الاحتلال العراقى الغاشم، وتم تنظيمه بعد انتهاء عملية التحرير، ثم عاد ليقام بانتظام داخل الكويت وخارجها حتى اليوم، وأضيف إليه احتفالٌ آخر بعيد التحرير ليكون يوم 26 فبراير.
أجواء البهجة
وكان الدكتور حمد روح الدين، وزير الإعلام والثقافة، بدولة الكويت، قد أوضح أن الاحتفالات الوطنية هذا العام 2022، تأتى بطابع خاص يعكس الاهتمام من قبل القيادة السياسية والحكومة، للعمل على خلق أجواء من البهجة والفرح للمواطنين والمقيمين على حد سواء، بعد اجتياز ذروة الإصابات بجائحة كورونا.
وأشارت التقارير إلى أن أكثر من 242 ألف مواطن ومقيم سيسافرون عبر مطار الكويت خلال عطلة الأعياد الوطنية هذا العام والتى تمتد لنحو 10 أيام، وإن قائمة الوجهات المفضلة للمسافرين تشمل القاهرة ودبى، وكشفت أنه ابتداء من اليوم الأربعاء حتى 5 مارس المقبل، ستشهد حركة السفر عبر مطار الكويت نحو 2280 رحلة طيران لنقل الركاب، بمتوسط 228 رحلة جوية يوميًا، من بينها 1141 رحلة قادمة، بمتوسط 114 رحلة يوميًا، و1140 رحلة مغادرة، بمتوسط 114 رحلة يوميًا.
وأعلن عدد من الأندية الرياضية والمتاجر الكبرى والمؤسسات الثقافية والترفيهية عن مجموعة من الفعاليات المتنوعة على هامش الاحتفالات، بمشاركة كبيرة تسودها أجواء من البهجة من قِبل المواطنين والمقيمين، حيث تأتى تلك الاحتفالات تعبيرًا وتجسيدًا عن حب أبناء الكويت لبلادهم التى قدمت ولا تزال لأبنائها الكثير فى شتى المجالات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.