لم يعد موسم حصاد القمح عيداً للفلاح ينتظره من العام للعام، بل أصبح علي يد حكومة الإخوان موسماً للحسرة والنكد، فالحكومة رغم أنها علي بموعد حصاد القمح، الذي يبدأ في آخر أبريل ويستمر حتي نهاية مايو، لم تقم بتجهيز الشون والصوامع التابعة لبنك التنمية والائتمان الزراعي لاستقبال القمح، وهو ما يهدد بفقد كبير في إنتاجية القمح هذا العام، وخسائر فادحة للمزارعين، كما ينسف تصريحات المسئولين ووعودهم بتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأقماح هذا العام. محمد عبدالقادر، نقيب الفلاحين، أكد أن مشكلات توريد القمح تتمثل في أن بنك التنمية والائتمان الزراعي لم يدبر حتي الآن الاعتمادات المالية لشراء المحاصيل من الفلاحين، ما يضطرهم إلي بيعها للتجار بسعر أقل من السعر الذي أعلنته الحكومة، موضحاً أن هناك بعض الجمعيات الزراعية تبيع الأقماح لتجار السوق السوداء بدلاً من توريدها للصوامع الخاصة بالبنك، وهو ما يهدد الأمن القومي لأن القمح من المحاصيل الاستراتيجية التي يجب أن تبتعد عن سطوة تجار السوق السوداء، فضلاً عن أن بنك التنمية والائتمان الزراعي يسلم أجولة متهالكة وغير صالحة لتعبئة الأقماح. أضاف «عبدالقادر» أن ما يثار حول اندلاع الحرائق بحقول القمح في المحافظات هي شائعات تروجها جماعة الإخوان للتغطية علي أخطاء الحكومة في توريد واستلام القمح من المزارعين. وأشار نقيب الفلاحين إلي أن وزارة التموين استوردت كميات من القمح الأمريكي بلغت 168 ألف طن دخلت ميناءي الإسكندرية ودمياط نهاية شهر أبريل الماضي، في موعد حصاد القمح، موضحاً أن القمح المستورد تم استقباله بالصوامع التي يجب أن يتم بها توريد القمح من الفلاحين. من جانبه أكد مجدي الشراكي، رئيس الجمعية العامة للإصلاح الزراعي، أن الشون التابعة لبنك التنمية والائتمان الزراعي تستوعب حوالي 3 ملايين طن، في حين أن الإنتاج يصل إلي أكثر من 5 ملايين طن، وهو ما يتسبب في وجود فاقد يصل إلي 2 مليون طن قمح. أضاف «الشراكى» أن الجمعيات الزراعية طلبت من وزارتي الزراعة والتموين السماح بتخزين القمح داخل الجمعيات واستلامه من الفلاحين لصالح الحكومة، بهدف عدم استغلال تجار السوق السوداء، لافتاً إلي أن الحكومة لا يوجد بها أي خطة لتوريد القمح هذا العام رغم علمها بموعد حصاده وانتهائه. فيما أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في تقرير رسمي لها أن كميات القمح الموردة لصالح الحكومات تجاوزت حتي الآن مليوناً و162 ألف طن، وأن الإنتاجية ستتجاوز 4.5 مليون طن عن العام الماضي.. وأكد المهندس صلاح معوض رئيس قطاع الخدمات والمتابعة أن الوزارة ملتزمة بتوفير مستلزمات الإنتاج للفلاحين.