ما بين مهاجم ومعجب، ومستنكر ومندهش، تباينت ردود الفعل حول ما طرحته دار ديوان من أغلفة جديدة لأعمال نجيب محفوظ، بعدما أعلنت عن مشروعها لإعادة طبع أعمال أديب نوبل. وكانت دار ديوان قد طرحت ثلاثة أغلفة لروايات نجيب محفوظ، أولها لرواية اللص والكلاب، ولوحة الغلاف للفنان محمد مصطفى والتصميم ل "40 مستقل"، وآخرها غلافان لروايتي "ليالي ألف ليلة"، و "قلب الليل" من تصميم الفنان يوسف صبري، وقد أثار آخر غلافين جدالا أكثر حدة على الساحة الأدبية ومواقع التواصل، حيث رأى البعض أن التصميم يبتعد في مضمونه عن فكرة العمل، بينما يراه آخرون أكثر جمالًا وفنًا. لذا كان لزاما التوجه للكاتب أحمد القرملاوي، مدير النشر بدار ديوان، عله يمحو ما أثير من علامات استفهام. بداية يوضح القرملاوي أن ما يقال من أن الأمر قد أثار "لغطا"، أو "جدالا"، لهو تعبير متعجل، وحكم ليس موضوعيًا، وليس مبنيا على أساس أو إحصاء رقمي، بل إن هناك أكثر من إحصائية على تويتر وفيس بوك تقارن بين الأغلفة لطبعات مختلفة، وجاءت معظم الآراء لصالح أغلفة "ديوان" بفارق واضح. ويتابع: ولدينا إحصائية لانطباعات القراء وزائري المكتبة، أغلبها آراء إيجابية. إذن ليست هناك أزمة أو رفض، إلا أن الصوت المعترض دائما ما يكون أعلى وأبرز من المعجب المتواري. ويؤكد مدير النشر بدار ديوان: بدأنا هذا المشروع الثقافي بمرحلته الأولى "مرحلة الكتب"، حيث تعد تلك المرحلة جزءًا من المشروع، وليس من أهدافها إعادة طبع الكتب فقط، ولكن أن تصبح هناك مساحة للتعبير، وتقديم فنانين تشكيليين شباب، وطرح رؤاهم على المشهد الثقافي المصري والعربي. وعن آلية اختيار التصميم النهائي، يقول القرملاوي إن هناك مخرجا إبداعيا قد تم اختياره، وهو يعي جيدًا أهداف المشروع الثقافي الذي تعمل عليه دار ديوان، وقد اقترح أسماء الرسامين والمصممين، وتم اختيار أربعة منهم. ويتابع مدير نشر ديوان أنه يتم اختيار الرواية المناسبة لأسلوب وتكنيك كل فنان وطريقته في التعبير، ونقترحها عليه، فيقوم بقراءة الرواية كاملة ثم يطرح رؤيته حولها للمناقشة، ويقدم تصوراته البصرية التي يراها أكثر تعبيرا عن النص وعن عالمه. مؤكدا أن جميع فناني المشروع موهوبون وحاصلون على جوائز عالمية، فالفنان يوسف صبري، الذي صمم غلافي روايتي "ليالي ألف ليلة"، و "قلب الليل"، يتميز بأسلوب متفرد، فقد أقام معارض بانجلترا واليابان، وحاز جوائز عالمية، وقد كانت له حرية التعبير بأسلوبه السريالي عن شخصيات العمل وعالم محفوظ كما يراها. مستطردا: فالفنان هنا لم ير شخصيات العمل بشكل واقعي، بل كما يحسها، فأبدع غلافا أراه "ساحرا"، كما أن غلاف "في قلب الليل" يبدو مختلفا، وسوف يتم طرح غلاف آخر بعد يومين للفنان ذاته. ويضيف أحمد القرملاوي: إن كل مجموعة كتب لمحفوظ يقدم أغلفتها فنان له رؤيته البصرية وتصوراته الفنية المختلفة عن غيره، فليست كل الأغلفة لفنان واحد، لذا نرى ما هو رمزي وما هو واقعي. وعن مدى تفاعل القاريء مع الغلاف، يرى القرملاوي أنه على ضوء الرواية يمكن أن يتفاعل القاريء مع الغلاف فيما بعد، وتصله وجهة نظر المصمم. مؤكدا أنه من الخطأ تعجل الحكم الان، بل إنه مع اكتمال نشر 12 عملا في نهاية أغسطس، ستتبدى الرؤية أكثر، وسوف نرى مدى تفاعل القاريء مع رؤية الفنان ومدى تفاعل الفنان مع المشهد الخاص بالعمل. واختتم أحمد القرملاوي حديثه مؤكدا أن حالة النقاش حول الأغلفة والفن التشكيلي، بين مؤيد ومعارض لهو أمر مفرح، أن يكون النقاش حول قضية ثقافية لا حول أمر لا جدوى منه.