مر عامان على زواجهما لم يرزقها الله وهذا أمر طبيعي فى مئات الزيجات، فهناك أزواج يمر على زواجهما سنوات، ولا يحدث ما حدث لبطلة حكايتنا.. بدأت أم الزوج(حماتها) فى تحويل حياة الزوجين إلى كابوس، كيف لا يحدث حمل أو إنجاب رغم مرور عامين على زواجهما! فازداد قلق الزوجين من أن تقضى الحماة على سعادتهما وحبهما. وقررت الزوجة أن تذهب إلى الطبيب، شاءت الأقدار أن تكتشف الزوجة أنها تحتاج إلى علاج حتى تستطيع أن تنجب أطفالا ولكن العلاج قد يستغرق بعض الوقت، شعرت بطلة قصتنا أنها عبء كبير على زوجها رغم أنه ميسور الحال ولكن حماتها أمرت ابنها بعدم الإنفاق على زوجته فهى مثل الأرض البور وليس هناك أمل أن تنجب أو تعطى له أطفالا... نظرات حماتها كانت تقتلها كل يوم وعند حدوث أى خلاف مع زوجها كانت والدته تقوم بمعايرتها وتصفها بالأرض البور رغم أنه قدر الله. قررت الزوجة الحزينة أن تعالج نفسها على حسابها الخاص وذهبت إلى والدها وطلبت منه إعطاءها مبلغًا من المال كى تعالج نفسها ورغم بخل والدها الشديد أعطاها ما طلبت بعد أن شاهد دموع عينيها وحزنها الكبير وخوفا من انهيار حياة ابنته الزوجية، بدأت الزوجة المكلومة رحلة العلاج وكان كل ما يصبرها أنها كلما تعرضت لإهانات وحالة عدم الاستقرار التى كانت تعيشها والحرب التى لا هوادة فيها من جانب حماتها كان زوجها يساندها ويطلب منها ألا تبالى للحديث الذى تسمعه من والدته واستمرت الزوجة فى متابعة العلاج وهى لا تتحمل الصبر وتستعجل الأيام كى يطمئن قلبها وتفرح بحملها وتفرح بطفلها وتتخلص من حرب حماتها المستعرة التى لا تهدأ. وبدأت الحماة تطالب ابنها بالزواج فورا وان العلاج لن يأتى بأى نتيجة، ولكن استمر الزوج فى رفض طلب والدته بالزواج واستمر فى دعم زوجته ولكن مع مرور الوقت تغير الزوج بعد أن كانت والدته تضع له السم فى العسل وتحاول أن تقنعه بكل الوسائل الممكنة بأن يتزوج من امرأة أخرى تنجب له أطفالا يصبحون له سندًا وعزوة فى المستقبل يحملون اسمه بعد ذلك. ولكن الزوج مازال يقاوم وكان يرفض الزواج على زوجته ويرى أن ذلك ظلم كبير لها وأن ما بها ليس عيبا فيها وانها إرادة الله. فقامت والدته بتهديده بحرمانه من الميراث الخاص بها الذى ورثته عن أبيها وسوف تجعل والده يحرمه أيضًا من ميراثه، ومع مرور الوقت تغير الزوج رأسًا على عقب وبدأت تتغير معاملته لزوجته ويقل تعاطفه معها ولا يتأثر بمعاملة والدته معها. ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل قامت الأم بإيجاد زوجة أخرى وهى بنت أختها ليتزوجها حتى يرزق منها الأطفال. لم يضيع الزوج وقته وبالفعل تزوج وعاشت الزوجة أيامًا من الحزن والألم والإحساس بالظلم والغدر من جانب الجميع، ولكن أراد الله أن يدخل الفرح إلى قلبها، كانت المفاجأة المدوية التى حولت حياة الزوجة الأولى رأسا على عقب الطبيب يخبرها أنها حامل وفى توأم بعد زواج زوجها بأيام، ورغم ذلك لم يشفع لها الحمل الذى طالما حلمت به. فقد تزوج زوجها وانتهى الأمر والحماة لا تتقبلها وتدعم ابنة اختها العروس الثانية، اضطرت الزوجة الاولى للموافقة على الاقامة مع ضرتها فى منزل واحد ومرت شهور الحمل وأنجبت الزوجة الأولى طفلين توأم ولدًا وبنتًا، ورغم ذلك استمرت معاملة غير الأدمية من جانب حماتها وضرتها، واصبحت بين نارين تتحمل تلك المعاملة كى تربى طفليها فى منزل والدهما وحتى لا يكبرا ويجدا نفسهما بدونه، أو تترك هذا المنزل بمن فيه وتنجو بنفسها من هذا الهم الذى لا ينتهي . ولأنها كانت تحمل لزوجها الكثير من الحب داخل قلبها الموجوع بعد زواجه بأخرى فقررت البقاء من أجل طفليها لكنها لم تعلم أن ولديها سيكونان مصدر تعاستها وتجاهل الزوج طفليه منها وكأنهما اصبحا عبئا عليه وترك الزوج زوجته الاولى فريسة لوالدته وزوجته الثانية يعاملانها وكأنها خادمة لزوجته الثانية التى أنجبت له طفلتين أيضًا، صبرت لسنوات عديدة على أمل بأن يشعر زوجها بطفليها وأن تعود الحياة الزوجية إلى طبيعتها ولكن أصبحت الحياة معه مستحيلة وأصبح زواجها كأنه خارج الزمن وأصيبت بحالة نفسية سيئة. وجاءت اللحظة التى ليس بعدها عودة وعندما تأكدت أنه لا فائدة من بقائها مع زوجها الذى نسى انها زوجته ونسى أن أطفالها فلذة كبده، فقررت الانفصال والهرب بما تبقى من حياتها وكرامتها وطفليها وطلبت الطلاق ولكن الزوج رفض إعطاءها حقوقها الشرعية من نفقة وحضانة لطفليها فقررت رفع دعوى قضائية ضده أمام محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة طالبت فيها بالطلاق للضرر بسبب زواج زوجها من أخرى. وطالبت بكل حقوقها وطفليها من نفقة ومؤخر صداق، وكل ما يحق لها من هذا الزوج الذى تخلى عنها وهى فى امس الحاجة له، فنسيت انه كان زوجها وضاع الحب والمودة وقررت أن تكون المحكمة ساحة معركتها الجديدة معه، هى تنتظر الحكم ولكن استعادت حياتها وسعادة طفليها وهى بعيدة عن هذا الجحيم.