نشرت مجلة " اتلانتيك" الأمريكية - تقريرًا مطولًا عن مطرب الثورة المصرية " رامى عصام ". وقالت المجلة:" إن "رامى" الذى أشعل ميدان التحرير بأغانيه وشعاراته خلال ثورة الثمانية عشر يومًا التى أسقطت نظام الرئيس السابق" حسنى مبارك" فى يناير 2011، انقلب حاليا ليغنى ويؤلف ضد الرئيس الجديد "محمد مرسى". وأشارت المجلة إلى أن "رامى" اشتهر بأنه مؤلف هتافات وأغانى الربيع العربى. والآن بدأ "رامى " فى إعادة كتابة كلماته لتوجه ضد الرجل الذى يقول عنه:" إنه أسوأ من "مبارك". وأضافت المجلة أنه عندما ظهر "رامي عصام" في القاهرة في يناير 2011 كان مجرد شاب مصرى غاضب، فهو طالب من بلدة صغيرة من المنصورة، وانضم إلى الآلاف في ميدان التحرير الذين يهتفون للحرية وإسقاط الرئيس "حسني مبارك". وكان الفرق الوحيد الذي جعل "عصام" البالغ من العمر 23 عامًا يشتهر، هو جيتاره، والأغاني التي كتبها والتى جعلت منه صوتًا للثورة . " ارحل...ارحل" فهو مؤلف الشعار الشهير "ارحل، ارحل" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، وغيرها من الشعرات والأغانى التى هتف بها الثوار. وقد تمَّ تأليف تلك الشعارات والأغانى وهو يجلس في خيمة في التحرير في نهاية يناير 2011. وفي الأيام التي تلت ذلك أصبحت هذه الشعارات نشيدًا وطنيًا. ويقول "رامى عصام": " لقد كنت على خشبة المسرح عندما قال "عمر سليمان" إن "مبارك" قد تنحى، وقبل هذا الوقت كان الشعار الرئيسى والغناء:" ارحل يا مبارك، ارحل يا "مبارك"، وبعد تنحيه، لم يعد هناك "مبارك" ، وبالتالى بدأ الحاضرون فى الميدان ينظرون إلى وينتظرون، منى أغنية أو شعار جديد. ويضيف "رامى" :" أنا فعلت هذا، لقد غيرت بضع كلمات، وبدلا من "مبارك"، كانت الشعارات والأغانى ضد الجيش، والدعوة لحكومة مدنية، وبعد ذلك بعامين، كان الرئيس الجديد "محمد مرسي" هو الهدف من غضب " عصام" ، فضلا عن غضب آخرين كثيرين لايزالون يتظاهرون في شوارع القاهرة والمدن المصرية الأخرى، حيث يرون أن "مرسي" ومؤيديه من الإخوان المسلمين هم أفضل قليلا من الحكام المستبدين الذين كانوا قبلهم. من مبارك إلى مرسى ويقول"رامى":" الأغاني التى كنت أغنيها ضد "مبارك"، هلى نفسها التى أغنيها الآن، ببساطة الذى تغيير الاسم فقط من "مبارك" إلى "مرسي "، الوضع هو نفسه. لم يتغير شيء، وهذا هو السبب في أننا لا نزال في الشوارع". وبعد مرور سنتين، لايزال"عصام"، الذى جاء إلى القاهرة غريبًا خائفًا من المشاهير في القاهرة، ومعروف بموقفه المتشدد تجاه "مرسي"، وكذلك الجيش المصري، الذي هو يهاجمه بانتظام في أغانيه,وفى يوم 9 مارس 2011، كان عصام واحدًا من مئات المحتجين المحتجزين الذين تم تعذيبهم من قبل الجيش الذى حاول تنظيف ميدان التحرير. الجيش وأضاف "رامى"": أنهم عذبونا بشكل سيء للغاية، وخاصة أنا، فقد تم خلع ملابسي وضربوني بالعصي. وبعض الجنود والضباط قفزوا على ظهري ورأسى" ، وبعدها تام إطلاق سراحه، وبعد توقف قصير في القاهرة مع الأصدقاء، ذهب "عصام" إلى بلدته في المنصورة ، حيث تعافى لمدة عشرة أيام قبل أن يتوجه إلى التحرير مرة أخرى. ومنذ قيام الثورة، تم رفض الإذن له لمغادرة مصر، وكان آخرها في يناير عام 2013 عندما كان متوجها إلى الولاياتالمتحدة لأنه لم يستطع الحصول على تأشيرة خروج، ويؤكد "رامى عصام ": "هناك مشكلة بيني وبين الجيش"، ولذلك فمن الصعب جدا بالنسبة لي الحصول على إذن لمغادرة مصر". فقد تم السماح له بالسفر ثلاث مرات فقط منذ الثورة"، ويضيف:" ربما أنهم لا يريدون لي أن أذهب لأنهم يعرفون أنى لست خائفا من أي شخص ، في كل مكان أذهب سأتحدث عن ما يحدث في مصر". ومن بين ما يحدث فى مصر من وجهة نظر " عصام" ، المشكلات التى لا تعد ولا تحصى من حكومة "مرسي" ، وليس أقلها مرسوم الرئيس المثير للجدل في نوفمبر 2012 الذى يعفى قراراته الخاصة من رقابة القضاء ، فهذه الخطوة زادات شكوك المتظاهرين أن الرئيس والإخوان كانوا يستخدمون الثورة كأداة لتعزيز سلطتهم. ويرى "رامى عصام" ان "مرسى" ليس أفضل حالا من "مبارك"، إلا فى بعض الأمور.