رغم أن الموسم الغنائي المصري في 2011 لم يكن أفضل من مثيله في السينما والدراما، بسبب من حالة ركود التي أعقبت ثورة 25 يناير، إلا أنها سوق الغناء استطاعت تقديم شىء لم تحدثه القطاعات الآخرى، وهو اكتشاف جيل جديد أطلق عليه اسم "مطربي الثورة"، الذين اكتسبوا شهرتهم ونجاحهم من قلب ميدان التحرير ليكون 2011 هو عام "مطربي الثورة". وحتى عندما حاول نجوم "السوبر ستارز" اللحاق بالموجة، وتقديم أغانى للثورة، لم تحقق النجاح الذى استطاع مطربي الميدان تحقيقه، حيث أصبح الجمهور يحفظ أغانيهم عن ظهر قلب ويرددها معهم في كل جمعة. ولعل ميدان التحرير بما شهده من اعتصامات متكررة ومستمرة حتى الآن، قد ساهم في خروج هذا الجيل إلى النور، والذين لم يخططوا إلى أي شهرة، بل أن الحظ حالفهم ليكون جزء من نجاح واحدة من أهم الأحداث التى عاشتها مصر وهى ثورة يناير، وكان من بين هؤلاء رامى عصام الذى استطاع أن يتصدر قائمة مطربي الثورة. رامى عصام جاء من المنصورة إلى القاهرة ليس من أجل الغناء، ولكن من أجل المشاركة في الثورة، ولكن باستمرار تواجده في الميدان حاملاً معه جيتاره الذى لايفارقه، بدأ رامى يغنى للثورة وكانت من أشهر أغانيه "عيش – حرية - عدالة اجتماعية"، وهى الشعارات الأساسية التى اندلعت من أجلها الثورة لتتوالى أغانى رامى بعد ذلك ويقدم أغنية الجيش العربي، يسقط يسقط حكم العسكر وغيرها. وازدادت شهرة رامى خلال الشهور القليلة الماضية لحرص المتظاهرين في ميدان التحرير على الاستماع إليه في اعتصاماتهم الأسبوعية، بل أنهم كانوا يطلبونه بالاسم للصعود للمنصة والغناء. ومن بين الفنانين الآخرين الذين خرجوا من قلب الميدان المطرب محمد محسن، والذى أشتهر بتقديم أغانى الشيخ إمام وسيد درويش، والمطرب محمد النحاس صاحب أغنية "انا مش آسف ياريس" الشهيرة. وبخلاف رامى ومحسن والنحاس، هناك الكثيرون الذين ساهمت الثورة في تعرف الجمهور على موهبتهم والاقتراب منها برغم أن الميدان لم يكن هو السبب الرئيسي في ظهورهم، حيث كانوا بالفعل متواجدين في الوسط الفنى إلا أن الأضواء لم تكن مسلطة عليهم، ومنهم المطرب حمزة نمرة الذي يحرص على تقديم كلمات وألحان هادفة، إلى جانب مواقفه الثورية التى كانت تنتقد دائماً السلبيات والفساد الذى كنا نعيش فيه في عهد النظام السابق، وقد تحدى نمرة الظروف والتخبطات التى يمر بها السوق الغنائي، وأطلق البومه "إنسان" منذ شهور قليلة ليحقق نجاحاً كبيراً، وأعلى نسبة في التحميل والاستماع عبر المواقع الإلكترونية. وهناك أيضاً فريق "كاريوكى" الذي زادت شعبيته بعد ثورة يناير، حيث اشتهر بتقديم عدد من الأغانى التى لاقت استحسان، وإعجاب الكثيرين منها "مطلوب زعيم، افرد جناحك" وآخرها "يا الميدان" التى قدموها ك "ديو" غنائي مع الفنانة عايدة الأيوبي، وأذيعت في العديد من القنوات الفضائية. كذلك فرقة "اسكندريلا" وهى واحدة من أهم وأشهر الفرق الغنائية التى ظهرت منذ سنوات طويلة وتميزت بوجود ستايل خاص في طريقة غنائها، وايضاً المطرب ياسر المناوهلى، صاحب أغنية "ياكش تولع" التى غناها منذ عام 2007 بعد إجراء تعديل المادة 76 من الدستور. ويبدو أن المرحلة المقبلة ستحمل مستقبل مشرقاً لهؤلاء المبدعين الذين لم يجدوا فرصتهم في الظهور، ولجأوا إلى المؤسسات والمراكز الثقافية مثل ساقية الصاوى وغيرها، كنوع من الإسهام في نشر فنهم، في الوقت الذى يسلط فيه الإعلام الأضواء على نجوم السوبر ستارز.