فضيلة العالم الجليل والفقيه الأصولى الأزهرى الكبير محمد حسن هيتو، والمولود فى سوريا عام 1362ه1943م، كان والداه حريصين على تعليمه، فدخل المدرسة الابتدائية ثم المتوسطة، ثم التحق بمدرسة جودت الهاشمى الثانوية، فنجح بالثانوية بتفوق، وكان ينوى السفر إلى ألمانيا لدراسة الصواريخ والأقمار الصناعية، حيث كان توجهه علميًّا رياضيًّا، ولكن عندما كان فى الصف الحادى عشر تحولت توجهاته العلمية إلى الرغبة فى دراسة العلوم الشرعية، فأخبر أهله أنه يريد الذهاب إلى جامع الأزهر الشريف، فرفض أبوه ذلك رفضًا قاطعا، خوفا عليه من أن يعيش على الصدقات، كما كان يظن لجهله بحال العلماء، ولكن الشيخ أصر على السفر إلى الأزهر، وقال لأهله: «لو بقى فى عمرى يوم سأموته فى الأزهر». لكن أباه رفض ذلك، فاضطر الشيخ إلى التسجيل بكلية الشريعة بجامعة دمشق، فلما عرف أبوه هذا غضب وأجبره على الانسحاب منها، فانسحب منها وسجل فى قسم الجيولوجيا فى كلية الآداب وهو غير راغب بها على الإطلاق، ثم قال لأهله إنه يرغب فى الذهاب إلى ألمانيا فوافق أبوه على ذلك وفرح، ولكن رغبته فى الدراسة فى الأزهر كانت أكبر من إصرار أبيه ورفضه لذلك، فقام بدون علم أبيه بإخراج جواز سفر للقاهرة، فسافر أولًا إلى الأردن مدعيا أنه خارج فى رحلة مع الجامعة، وذلك فى عام 1964م، ومن الأردن سافر إلى القاهرة، وقد كان الوضع السياسى فى القاهرة متأزمًا فى ذلك الوقت، فمنعوه من الدخول وأرادوا إرجاعه إلى سوريا، ولكنه رفض وأصر على البقاء، فظل فى المطار حتى صدر قرار استثنائى سمح له بالدخول.