«عاهدناه رجلا منذ صغره، فكان يحمل هم بيته لأنه وحيدا لأسرته ليس له أخٌ آخر».. هذا ما وصف به الشهيد المصري عبد الرحمن أحمد الحسيني الذي استشهد، أمس، في سوريا على يد قوات الأسد. كان الشهيد الحسيني من أبناء حي الشرابية بشمال محافظة القاهرة، ولد 1990/2/12، وكان ملتزمًا منذ صغره، اعتقل أباه وهو صغير لمدة 14 سنة، وكان يركب القطار وهو صغير ويذهب وحده لزيارة أبيه. وبعدما أنهى الحسيني المرحلة الثانوية قرر الدخول إلى كلية دار العلوم؛ من أجل العلوم الإسلامية؛ حيث كان يعمل بالدعوة منذ دخل الكلية، ويشارك في كل الأعمال الخيرية، فكان يذهب منظما من منظمي أعمال جمعية الرسالة، وكان يذهب للقوافل الخارجية دائمًا في أسوان - سوهاج وغيرها، وكان يحكي دائمًا عن معاناة الفقراء هناك. كان في الجامعة أسدًا مغوارًا، يقدم على الخير دائمًا لا يخشى في الله لومة لائم، وكان دائمًا أيام النظام السابق يواجه الأمن ويقف في مقدمة الصفوف أمامهم. وعندما قامت الثورة كان رجلاً من رجالها، فنزل يوم 28، وكان في الصفوف الأولى، وظل الثمانية عشر يومًا مرابطًا في الميدان، وعمل مُسعفا للمصابين في المستشفى الميداني. ويوم موقعة الجمل كان في الصفوف الأولى، وصعد أعلى كوبري أكتوبر خلف البلطجية لإمساكهم، فقد كان يطلب الشهادة في كل موقف من هذه المواقف محبًّا لها، يغني دائمًا أناشيد عن الشهادة ويحفظها. وكان دائمًا شديدًا مع نفسه في الأمور الشرعية، فكان لا يريد أن يحلق لحيته أبدًا خاصة قبل سفره لسوريا. وحينما قرر السفر إلى سوريا للجهاد فى سبيل الله كان يعمل في شركة تسمى المحجوب للسيراميك وراتبها جيد وفي مكان محترم، فتركها من أجل هذا السفر، كما جاءه عملٌ للإمارات كمدرس، ولكنه لم يرض. وسافر إلى سوريا دون معرفة الأهل، وكان شعاره نصرٌ أو شهادة، وبعدها أُصيب برصاص في القدم وشاظية في رأسه في إحدى المعارك، ويوم 27 أبريل 2013 ذهب في إحدى المعارك، وبعدما عادوا منها دخلوا للمسجد ليستريحوا قليلا، فما لبث أن جاءهم قنص طائرة على المسجد فاستشهدوا جميعًا وكانوا عشرة.