يقول إمام الدعاة الشيخ الشعراوى فى مذكراته: «أرادت الجامعة إقامة حفل تأبين لشهداء مظاهرة كوبرى عباس ولكن الحكومة رفضت، فاتفق إبراهيم نورالدين رئيس لجنة الوفد بالزقازيق، مع محمود ثابت رئيس الجامعة المصرية على أن يقام حفل التأبين فى أى مدينة بالأقاليم، ومن قبيل التحايل على السلطة ادعى عضو لجنة الوفد بالزقازيق حمدى المرغاوى أن جدته توفيت وأقام سرادقا للعزاء وتجمع فيه المئات، وفى هذه الأجواء قام الشعراوى بصفته رئيس اتحاد الطلاب بإلقاء قصيدة يقول مطلعها: «نداء يا بنى وطنى نداء دم الشهداء يذكره الشباب وهل نسلو الضحايا، والضحايابهم قد عز فى مصر المصاب»، أما عن سيرة الإمام فتقول إنه ولد فى 5 أبريل عام 1911 بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم فى الحادية عشرة من عمره، وفى 1926، التحق بمعهد الزقازيق الابتدائى الأزهرى، وحصل على الابتدائية سنة 1923، ثم التحق بالمعهد الثانوى وحظى بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيساً لاتحاد الطلبة، ورئيساً لجمعية الأدباء بالزقازيق، ولما أراد والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة ودّ الشعراوى أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، وأصر والده ودفع المصروفات واستأجر مسكنا فما كان من الشيخ إلا أن اشترط شروطا تعجيزية على أبيه تتضمن مجموعة ضخمة من الكتب كان أكثرها من خارج المقرر، وفطن أبوه للحيلة وأجابه لطلبه ثم التحق بكلية اللغة العربية سنة 1937، وتخرج فيها 1940، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943، وعُيّن فى المعهد الدينى بطنطا، ثم فى المعهد الدينى بالزقازيق، ثم المعهد الدينى بالإسكندرية، ثم انتقل إلى العمل فى السعودية فى 1950 أستاذاً للشريعة بجامعة أم القرى، وعاد من هناك وتم تعيينه مديراً لمكتب شيخ الأزهر الشيخ حسن مأمون، ثم سافر رئيسا لبعثة الأزهر إلى الجزائر، وظل هناك لسبع سنوات قضاها فى التدريس وعاد فى 1967، وعين مديراً لأوقاف محافظة الغربية، ثم وكيلاً للأزهر، ثم عاد ثانية إلى السعودية مدرساً فى جامعة الملك عبدالعزيز، وفى نوفمبر 1976 اختاره ممدوح سالم رئيس الوزراء وزيراً للأوقاف وشؤون الأزهر. وظل فى الوزارة حتى أكتوبر عام 1978، وفى سنة 1987 اختير عضواً بمجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين). إلى أن لقى ربه فى مثل هذا اليوم 17 يونيو 1998.