هو أحد نجوم الدراما المتميزين الذي استطاع أن يصنع لنفسه مكاناً بين الكبار وارتبط اسمه بدراما السيرة الذاتية والتي حقق فيها نجاحاً كبيراً مثل دور قاسم أمين وعلي مبارك وأحمد رامي وغيرها من الشخصيات الثرية التي كشفت عن قدراته وإمكانياته كممثل ، ورغم تقلب الأوضاع في سوق الدراما وصعود نجوم وتراجع نجوم، مازال «كمال أبو رية» يحافظ علي اسمه وتاريخه دون السقوط في دوامة البقاء من أجل البقاء، وأكد في حواره ل«الوفد» أنه رفض بطولتين في مسلسل «النمرود» الذي توقف، ومسلسل «الركين» مع جمال عبدالحميد.. ويستعد الآن لمسلسل جديد مع المخرج أحمد النحاس وانتهى مؤخراً من مسلسل «إكرام ميت» مع نيرمين الفقى.. وأكد أبو رية أن ما يشغله الآن ليس الفن أو البحث عن بطولة بقدر ما يدور في الوطن من فوضى وشتات وانفلات في كل شىء.. وقال: أنا في انتظار الأمل وانتصار إرادة الشعب مع كل المصريين. كيف ترى صورة الواقع في الشارع المصرى؟ - للأسف وصل لحد محزن ومخزٍ وانفلات وفوضى وتحول الشارع لساحة خلاقة من الانهيار في القيم والأخلاق والضمير وتحولت الحرية التي ظللنا ننشرها طوال ثلاثين عاماً إلى حرية غير مسئولة وفئة كبيرة جداً في المجتمع أصبحت لا تعقلها وتستخدمها بشكل بشع في إيذاء ومضايقة الآخرين. وأضاف: كنت أتصور أن يستغل الشعب المصري مناخ الثورة ويكونوا أكثر إيجابية تجاه الثورة، لكن فئة كبيرة تحولت للكسب والتربح ولو علي رقاب الجميع، والنتيجة أننا نعيش معاناة في كل شيء، اقتصاد وسياحة وفن وأمن وتفرق في الآراء وانقسام في الشارع. وكيف السبيل للخروج من هذه الحالة؟ - الأزمة ليست معضلة ولا مستحيلة إذا أخلص الجميع في عمل حواري هادئ ومقنع ونبعد عن سياسة التخوين والتكذيب والتجريح يجب أن يعى الشعب أن مصر ملكه وليست ملكاً لتيار بعينه وأن منشآتها ومرافقها ملكه وملك أولاده وأن يكف عن أعمال الشغب والتخريب وأن يعرف كل واحد دوره تجاه نفسه ووطنه ويؤديه بضمير، علينا أن نفيق من غيبوبة اليأس والأهداف الشخصية لأن هذا ثمنه خطير ويرجعنا بالبلد للوراء ويجعل من هم أقل منا في التاريخ والإمكانيات والموارد يسبقوننا لأن ما يحدث في مصر لمصلحتهم ويجعلهم يقفزون فوق وطننا ومكانته. هذا الدور لابد أن ينبع بمبادرة من أصحاب الحكم حتي تهدأ الأمور؟ - للأسف نحن نعيش واقعاً والواقع يقول إن الحكم الآن في يد الجماعة وجاءوا بالشرعية حتي لو اختلفنا علي طريق حدوثها وعلينا جميعاً أن نعيش الواقع سواء كان مريراً أو جميلاً، إذن ليس أمامنا حل سوي الهدوء والحوار الراقى ونترك الفرصة لمن جاءوا ونجبرهم بالطرق الشرعية علي الإصلاح والتنمية وعلينا أن نتنافس جميعاً سواء أحزاباً أو معارضة وقوي ثورية لحب مصر وليس لحب مصالحنا والتنازل عن الإحساس بالذات الذي أراه واضحاً في الطرفين وهو سبب استمرار المأساة وحالة الانقسام وعلينا أن نواجه الأزمة حتي نخرج من حالة الارتباك الخطير التي نمر بها وتوصلنا للأسف لطريق مسدود. وفي رأيك ما نتائج هذا الارتباك؟ - كل واحد الآن يفعل ما يريد دون خوف لأنه استشعر عدم وجود دولة أو نظام ولا حتي قانون ورغم أنني كنت أري أن وجود أحداث حتي لو كانت مؤسفة عقب الثورة شيء طبيعي لكنها زادت على الحد وبدأت تعوق ولادة الدولة التي ننشدها ورسوخ نظام جديد وكان يجب علينا أن نكون واعين لما خلفه النظام السابق من فساد وخراب لكن نسينا بسرعة الدرس ونسينا مصر وقيمتها وقامتها وحضارتها، لذلك يجب أن تستوعب كل التيارات هذا الدرس وأقول لهم تعاملوا مع مصر بكل حب وحرص وخوف. الناس صدمت في نظام الإخوان وعدم قدرتهم علي الحكم؟ - هذا صحيح للأسف اكتشفنا بعد وصولهم أنهم لا يملكون كوادر قادرة علي تحمل المسئولية، لكن هذا واقع وانتهي أمره وعلينا أن نبحث عن حلول وأبسطها أن نمد يدنا لهذا النظام ونساعده حتي يكمل القطار مشواره ولا نتركه يتوقف وسط الطريق حتي لو حاول الإخوان إحكام السيطرة يجب أن نتحاور معهم علي حتمية وضرورة مشاركة الجميع في الحكم بما يخدم الوطن ومصالحه. هم لا يريدون مشاركة أي فصيل وأخطاؤهم تتزايد؟ - علينا تجاوز ذلك واللجوء للحوار والعمل من واقع المسئولية والضمير وأن يكون هدف الجميع هو الحفاظ علي مصر التي تحترق ورغم أنني متفق مع الكثيرين أن القائمين علي الحكم ليسوا علي مستوي المسئولية وغير قادرين علي إدارة شئون البلاد لكن الحل لن يكون أبداً بالمواجهات والعنف والعداء والتربص لأن ذلك عواقبه وخيمة. وفي رأيك من يزيد الموقف اشتعالاً في الشارع؟ - حالة الغضب والعناد المستحكمة وسياسة التعالي الموجودة من بعض رموز النظام ورموز المعارضة والإعلام مسئول عن جزء كبير من حالة الاحتقان والانقسام وهم دائماً يركزون علي السلبيات ويضخمون الأمور دون التطرق لطريق الأمل الذي سيأتي علي مصر رغماً عن الجميع وعلي القائمين علي الإعلام التحلي بالموضوعية حتي تهدأ الأمور وتستقر البلد. دورك في مسلسل «كان يا ما كان» قد يعرضك للصدام مع التيارات الدينية.. فهل أنت قلق من ذلك؟ - أنا أقدم شخصية رجل يتستر وراء لحيته ويتاجر في العملة ويمارس أعمالاً غير مشروعة حتي يحقق أهدافه وهذا النموذج للأسف موجود في المجتمع يستغلون سذاجة وبساطة بعض الفئات ويتقربون بالدين أو الشكل الديني إليهم حتي يحققوا لأنفسهم مكاسب دون قناعة منهم بما يفعلونه وبصراحة لم نقصد منه التلميح لتيار معين سواء كانوا إخواناً أو سلفيين إنما نقصد نموذجاً واقعياً في المجتمع ودون السخرية من القيم الدينية العظيمة التي نحترمها ونجلها إنما نسعي لكشف هذه الطبقة التي انتشرت بقوة ولا أقلق من وجود صدام مع هذه التيارات، بالعكس أتوقع شكرهم لدور الفن في كشف خبايا المجتمع. المسلسل مر بمشاكل عديدة.. ما أسبابها؟ - انسحاب نيرمين الفقي لا شك أنه نزل بقوة العمل وكنا نتمني أن تستمر لكن خلافها المادي مع صوت القاهرة بسبب التعثر المالي والعمل الآن في المونتاج ونتمني أن ينتهي علي خير لأن مدة تصويره طالت كثيراً لكن بالتأكيد كان علينا الصبر خاصة أن صوت القاهرة جهة حكومية وتعثرها خارج عن إرادتها وتليفزيون الدولة كان وسيظل صاحب الفضل الأول والأخير في تقديم أعمال قيمة ومحترمة لم تتطرق إليها الجهات الأخرى التي تعتمد علي الطابع التجاري في الدراما ومسلسلات النجم الأوحد التي أرجعت الدراما المصرية للوراء بينما الإنتاج الرسمي يعلي قيمة الموضوع على قيمة النجم. وكيف تري تواجد الإنتاج الرسمي في الموسم القادم؟ - سيكون في مجمله ضعيفاً بسبب الأزمات المالية والأمنية في الشارع والإنتاج الرسمي دوره تراجع للأسف رغم محاولات وجوده لأنه لا يوجد لديهم متخصصون في التسويق الذي تراجع بشكل عام حتي في القطاع الخاص يكون التسويق ذاتياً وبالعلاقات وليس تسويقاً بالنجم أو الموضوع وعلي القطاع الرسمي أن يخدم إنتاجه بمتخصصين في التسويق. قدمت شخصيات مرموقة في الدراما.. كيف تري مستقبل هذه النوعية؟ - دراما السيرة الذاتية يجب أن تستمر حتي تقدم لهذا الجيل عظماء بلده حتي يكتسب منهم القدوة ونرسخ لقيم الانتماء التي توارت وأنا قدمت منها أعمالاً مهمة مثل قاسم أمين وعلي مبارك وأحمد رامي وأتمني تقديم العديد من هذه النماذج الرائعة بدلاً من الدراما الساذجة التي نراها الآن. لماذا اعتذرت عن مسلسلي «خيبر» و«الركين»؟ - بصراحة لم أجد نفسي في الدورين، أولاً وثانياً أسباب مادية، ونص الركين بصراحة لم يعجبنى. وما الجديد في أعمالك؟ - أستعد لبطولة مسلسل درامي مع المخرج أحمد النحاس تأليفاً وإخراجاً وينتظر الفرج المالى بشركة صوت القاهرة لتصويره. وأين كمال أبو رية من المسرح والسينما؟ - المسرح لم يسقط من حساباتي وكذلك السينما، لكن المسألة متوقفة علي النص والظروف التي تمر بها البلد تتعافى سيتعافى معها كل شيء.. والسينما في مصر للأسف سينما تجارية بحتة واستهلاكية ولأسماء معينة والدليل أننا خارج خريطة المهرجانات الدولية في حين هناك دول أقل منا في إمكانيات السينما والفن سبقتنا لهذه المهرجانات مثل إيران والمغرب والجزائر وغيرها.