(مصلحة الأمة فوق الجميع) وقطرة المياه هي الحياة وحين تُهدد مصر في أمنها المائي واحتياطيها وهي هبة النيل فهذه كارثة كبري بل فضيحة يحاسبنا عنها الأجيال والتاريخ ودول حوض النيل هي كتلة خطيرة لا يستهان بها بل إن حياتنا متلاحمة لا يمكن ان تنفصل فيربطنا بهم نيلنا العظيم بين المنبع والمصب وبين الهدوء والسكينة وبين اقتناص الفرص أو تركها في أيدي أثيوبيا ومن بعدها إسرائيل وإقامة أكبر سد أثيوبي يمكن أن يقطع عنا »المياه والنور« العلاقات الدبلوماسية والرؤي البعيدة والخوف علي مصلحة أمة وحياة وطن استدعت أن تكون هناك حركة وخطوة جريئة قام بها الوفد المصري برئاسة الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب الذي أطلق الشرارة الأولي في بركان غضب كان قد انفجر من قبل حيث أهملت الحكومة السابقة بكل أعضائها المحبوسين الآن أو الأحرار منهم القضية المائية وشريان الحياة فلم يحسموا أمراً أو حتي يضعوا خارطة طريق تضئ طريقنا وتؤمنا علي قطرة الماء التي هي حياة الشعوب علي وجه الأرض فأعتقد أنهم كانوا يذهبون في نزهة خلوية يتمتعون بالجمال الأفريقي ويحصلون طبعا علي العمولات بالدولارات وبدل السفر باليورو دون وضع نقاط محددة ظاهرة مع سبع دول حياتنا ترتبط بهم والسودان أيضا وفشلت الزيارات الرسمية وضاعت الملايين علي الشعب كالعادة وعادوا يجرون أذيال العار، حتي أصبحت الاتفاقية والمشارك فيها سبع دول مهمة أوغندا علي رأسهم وبوروندي وغيرها بلا أب شرعي أو أي خطوط توضيحية ترسم الطريق، فأصبحت الدول السبع تتعامل بنفس الاستهتار مع القضية وكل يوم نسمع عن دولة منهم تقوم بعمل توقيع او فرض قيود جديدة أو اتفاقات لا نعلم عنها شيئاً لأنها لم تجد منا الجدية والخوف والحفاظ علي تاريخنا »مصر هبة النيل« حتي التفوا علي القضية وظهرت أنياب إسرائيل مكشرة وضاحكة في نفس الوقت مع أثيوبيا التي تحركت بأقصي سرعة، فالملعب خال أمامها بلا فريق منافس لتسجل أول هدف في مرمي حوض النيل المصري السوداني بإقامة سد خطير يضاهي السد العالي يتسبب في حرمان مصر من نسبة مياه لا يستهان بها ولم تحدد بعد، فقد سمعنا مختلفاً من الأرقام من 5٪ إلي 20٪ والحقيقة يعلمها الله المهم أي كان الوضع فإن الكارثة قد حلت والتي توازي كارثة بيع الغاز الطبيعي الذي وقعت الاتفاقيات وانتهت اللعبة ويتم دفع عمولات بالمليارات مقابل صفقة بيع غاز مصر وبيع البلد وتركت قضية المياه هذا العام ودخلت مأزقا حرجا يحتاج الشرفاء للتحرك وحل الأزمة وتنبه الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء وقام بزيارات لدول منبع النيل واهتم في ذات السياق باتفاقية محاصيل زراعية مع السودان ولأن الوفد هو ضمير الأمة ويعلم مدي خطورة القضية لو أغلقت عليها أدراج الروتين فقد تحرك وفد شعبي برئاسة الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب والتقي بالرئيس الأوغندي اكبر الدول المسيطرة والمؤثرة علي مجموعة الدول السبع ليزيل المياه الراكدة ويحرك شريان النيل من جديد ويضفي عليه الحيوية والحياة وكان اللقاء حاراً حميماً به من الترحاب والتكبير بمكانة مصر العربية فرحب الرجل بالوفد المصري مداعبا أنهم أبناء سعد زغلول فجاء السعد في كلماته أن نصيب مصر من المياه لن يمسه أحد وأننا أولي الدول بخير نيلنا ودولة السودان الشقيق طبعا. هذا الموقف وددت أن أسرده تفصيلاً لأؤكد أن هذه أولي الخطوات الجادة لتواجد حزب معارض بقوة في مصير الأمة ولن تظل حكومة الظل التي تعلق وتشاهد وتطرح مرافعات دون تنفيذ بل جاء دور التفعيل من اجل إعلاء الحق وإعلانه في دولة المؤسسات الحقيقية في دولة غسلت عارها من الظلم والاستعباد بدماء شبابها لتعيد الشباب إلي وجه مصر وقد دفعت الثمن غالياً فهنياً بهذه الخطوة التي تنحني لها الرؤوس جميعا وأعتقد أن هناك الآلاف من القضايا المعلقة التي يجب ان يقتحمها حزب الوفد بتاريخه العملاق المحفور من نور رغم أنف الحاقدين وأصحاب الحزب الوطني الذي أصبح »حزناً وطيناً« أضفي الحزن علينا سنوات وسنوات. أمامنا قضايا عديدة مثل الأسمدة المسرطنة التي لا تزال تأكل عقول أطفالنا، فعلينا استرداد الأراضي المنهوبة والأموال المنهوبة والآثار الضائعة وقضايا التعليم المتأرجح يسارا ويمينا وقضايا أمن بلد له تاريخ مثل مصر لا بد وان يتحرك من اجل كل فرد منا أن يحمل الروح الوطنية ويعشق تراب هذا الوطن لا يطمع في أمواله أو يحتل كراسي السلطة لجمع حفنة من الدنانير ويجلب معها الذل والمهانة. إن مصر تحتاج من يحتضنها دفئاً وحباً وطهارة وخجلاً من تاريخها العظيم ولا تستحق أبدا أن يدافع عنها رعاع غسلتهم الأموال القذرة من شعورهم حتي أخمص قدميهم. هنياً لك يا مصر هذه أولي الخطوات الجادة الصحيحة لإبراز دور الأحزاب بل كل المصريين عاشقي هذا البلد.